عرض/ سامية عياد
البداية الجديدة لها أهمية كبيرة فى حياة الإنسان وعلى قدر أهميتها تكون الأهمية كيف نبدأ؟ لأن كل بداية لها تأثيرها ، فمن يبدأ بفتور قد يكمل بفتور ومن يبدأ بكراهية أو خطايا شهوات قد يكمل فى مستنقع الخطيئة ، فما هى البداية الحقيقة ؟.. 
 
نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية فى مقاله "حول البداية الجديدة" وضح لنا أن البداية الجديدة القوية مصدرها الله فهو الذى يساعدنا بقوته وحين نبدأ بقوته لا تقدر الضعفات علينا "إن كان الله معنا فمن علينا" ، وكان الله مع يوسف فكان رجلا ناجحا ، و أول خطوة للبداية الجديدة هى التوبة الحقيقية فهى بداية الجهاد الروحى وبداية لنصرة حقيقية على الذات ، الخطوة الثانية هو عدم الاكتفاء بفضيلة واحدة فالفضائل تكمل بعضها البعض فهى كالعنقود مترابطة معا ، "قدموا فى إيمانكم فضيلة ، وفى الفضيلة معرفة ، وفى المعرفة تعففا وفى التعفف صبرا ، وفى الصبر تقوى ، وفى التقوى مودة ، وفى المودة محبة أخوية" .
 
الاعتماد على فضيلة واحدة تؤذى الحياة الروحية وتشوه حياة الفضيلة فمن يركز على فضيلة واحدة ويرفض الباقى ممكن أن تتحول الفضيلة الى رذيلة ، الإيمان فضيلة لكنه يحتاج الى فضيلة المعرفة والصبر والتعفف والمودة وغيرها ، الرحمة فضيلة لكنه بدون عدل لا فائدة منها ، المحبة بدون حكمة وتعفف قد تتحول الى شر ، الرب يسوع أعطانا مثالا لتكامل الفضيلة حين قال "كونوا حكماء كالحيات ، بسطاء كالحمام" فالحكمة بدون بساطة مكر وشر ، والبساطة بدون حكمة سذاجة ، فالفضائل تكمل بعضها البعض ، ومن يقتنى الفضيلة يكون أقوى ممن يتكلم عنها حتى وهو صامت لأن سر قوته فى الحق الذى يتكلم به والحق هوالله .
 
علينا بإرضاء الله فى كل أمور حياتنا ، فالله هو مصدر التجديد والبداية الجديدة والتغيير ، علينا أن نرضيه بأعمالنا الصالحة وفق كلامه ووصاياه "سراج لرجلى كلامك ونور لطريقى"..