كتب – روماني صبري 
 
برع الفنان الكبير عادل ادهم في تجسيد ادوار الشر في السينما، وكان الرجل يمتلك موهبة تمكنه من لعب جميع الأدوار، لذلك شارك في الفيلم الناجح "سواق الهانم"، مجسدا شخصية رجل لا يعرف حمل السلاح والقتل والاعتداء على الآخرين، وهو زوج السيدة الثرية المتسلطة بنت العائلة المالكة، الذي يترك لها المنزل بعدما ضاق ذرعا من تسلطها فيعمل بائعا للزهور، رأى الكثيرون في عادل ادهم انه قوي وعنيف خارج الفن أيضا كما يظهر في أفلامه، وهذا التصور في الحقيقة خاطئ، حيث وقع الرجل في نوبات اكتئاب، وكان يشعر بالآخرين، يقول ادهم :" ابتعدت عن السينما والتلفزيون بعدما عرفني الاكتئاب، عقب حادثة تعرضت لها خلال تصوير فيلم "تمن الغربة"، إخراج نادر جلال."
 
 
;
 
لم يكن شريرا في الواقع 
مضيفا في تصريحات خاصة للبرنامج التلفزيوني الشهير الذي كان يعرض في شهر رمضان "حوار صريح جدا"، بعد الحادثة خضعت لعملية جراحية لخياطة الجرح (22 غرزة)." 
 
عادل ادهم مخاصم التلفزيون ؟، مشفناش ليه ولا مسلسل ولا سهرة تلفزيونية!، وردا على هذا السؤال قال ادهم للبرنامج ذاته : أبدا والله، حتى التلفزيون ليه فضل كبير عليا، ودخلت التلفزيون أيام ما كان ابيض واسود، وكان على ايد الأستاذ المخرج العظيم نور الدين الدمرداش، وجبتله عصاية قولتله خد دي عشان تعاقبني بيها لآني ممثل ملوش في التلفزيون في حال ارتكبت خطأ.
 
والحقيقة كان باله طويل وصبور جدا معايا، ولما كان يتعصب مني خلال التصوير، كان يزعق للآخرين، مش ليا أنا، كان بيراعي إني لسة ممثل جديد معندوش خبرة في شغل التلفزيون، وبعدين زمان مكنش في "مونتاج فيديو"، يعني وقفت عند مشهد معين ترجع تعيد مشاهد قبله بنص ساعة.
 
أيهما تفضل السينما أم التلفزيون؟ 
مشددا :" وفي الحقيقة أحب العمل في السينما عن العمل في التلفزيون والمسرح، ولا التفت لادوار البطولة، والأدوار الثانوية والمساعدة، فقط اهتم بالدور الذي كتب بشكل جيد حتى اضمن رضاء الجمهور ومواجهته." 
 
 
 
البرنس 
تحل اليوم 9 فبراير ذكرى وفاة عادل ادهم، حيث غيبه الموت في مثل هذا اليوم عام 1996،  عن عمر ناهز 67 عاما، في مستشفى الجلاء العسكري الواقعة في طريق صلاح سالم، وكان سبب وفاته وجود كثيف للمياه بالرئتين والذي أدى إلى التهاب مرير واكتشاف سرطان العظام مؤخرا، ثم توفي على إثره فور وضع حقنة البنج في ظهره.
 
وهو من مواليد 8 مارس 1928 بحي الجمرك البحري بالإسكندرية، كان والده موظفا كبيرا بالحكومة ووالدته تركية الأصل، وقد ورثت عن أبيها شاليهين في سيدي بشر، وانتقلت الأسرة للإقامة هناك وكان عادل صغيرا وما زال في المدرسة الابتدائية وكان يمارس رياضة ألعاب القوى ثم اختار رياضة الجمباز وكان متفوقا فيها بين زملاؤه، ومارس أيضا رياضة الملاكمة والمصارعة والسباحة، ولقد ذاع صيته في الإسكندرية وأطلق عليه لقب "البرنس".
 
مثل أمام المرآة فقط ! 
قرر ترك عالم الرياضة، والاتجاه للتمثيل وشاهده أنور وجدي وقال له "أنت لا تصلح إلا أن تمثل أمام المرآة فقط"، ثم اتجه إلى الرقص وبدأ يتعلم الرقص مع علي رضا، بدايته في السينما كانت في عام 1945في فيلم ليلي بنت الفقراء، حيث ظهر في دور صغير جدا كراقص، ثم كان ظهوره الثاني في مشهد صغير في فيلم "البيت الكبير"، ثم عمل كراقص أيضا في فيلم "ماكنش على البال" عام 1950. 
 
 ابتعد عن السينما واشتغل في سوق بورصة القطن، وظل يمارسها إلى أن أصبح من أشهر خبراء القطن في بورصة الإسكندرية، وبعد التأميم ترك سوق البورصة وفكر في السفر، وأثناء إعداده أوراق السفر تعرف علي المخرج أحمد ضياء حيث قدمه في فيلم "هل أنا مجنونة؟" عام 1964.
 
التكريمات 
حصل عادل أدهم على عدة جوائز ومنها من الهيئة العامة للسينما، ومن الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، وكذلك من الجمعية المصرية لفن السينما، وشهد عام 1985 حصوله على جائزة في مهرجان الفيلم العربي بلوس أنجلوس في أمريكا، وكرم في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي والمهرجان القومي الثاني للأفلام المصرية.
 
عادل والجاسوس 
 له الكثير من الأفلام حيث اشترك بـ 84 فيلم ومن أهمهم فيلم النظارة السوداء، الجاسوس، جناب السفير، الفرن،  أطلق عليه لقب "برنس السينما المصرية"، كونه أبدع في جميع أدواره التي جسدها وكان أبرع أدواره في فيلم "المجهول" مع الممثلة سناء جميل.