كتب – روماني صبري 
 
غيب الموت اليوم الاثنين، البدري فرغلي البرلماني السابق عن محافظة بور سعيد، والذي كان خاض معارك كثيرة مع وزارة التضامن الاجتماعي في إطار دفاعه عن حقوق أصحاب المعاشات، وكتب ياسر فرغلي، نجل الراحل عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك :" ان لله وان إليه راجعون، أبي ...عند الله، وما عند الله خيرا وأبقى، أهالينا .. أحبكم أبي أكثر من نفسه فكونوا بجواري ولو بالدعاء، لافتا إلى انه من المقرر تشييع جثمان والده عصر اليوم من المسجد العباسي، بمشاركة لفيف من القيادات الأمنية والتنفيذية والسياسية، جانب أهالي المحافظة.
مشوار عامر بالعطاء
كما نعى مجلس إدارة النادي المصري برئاسة سمير حلبية بخالص الحزن والأسى البدري فرغلي، عضو مجلس الشعب الأسبق، بعد مشوار عامر بالعطاء لوطنه ولمحافظة بور سعيد، وذلك في بيان جاء فيه : نشاطر شعب بور سعيد الأحزان في وفاة رمز من رموز الحياة السياسية والبرلمانية المصرية، داعين المولى- عز وجل- أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه وسائر محبيه الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا اليه راجعون.
المعاشات قضيتي
أولى الراحل اهتماما كبيرا بقضية المعاشات ويقول حول هذا الملف :" قضية المعاشات هي قضيتي وهي قضية 9 مليون مصري"، وكانت نصحتني والدتي :" لو كنت هتتكلم أوعاك تسرق، وإن كنت هتسرق متتكلمتش"، وكان البدري فرغلي نائب بمجلس الشعب المصري عن حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي على مقعد العمال بمحافظة بورسعيد، وكان أيضا رئيس النقابة العامة لأصحاب المعاشات.
نائب الفقراء 
يشتهر فرغلي بلقب نائب الفقراء المناضل الذي عاش حياته من أجلهم، قال عنه النائب مصطفى بكري، فرغلي مناضل وطني وقائد عمالي بارز، رحل بعد رحلة نضال طويلة دفاعا عن القيم الوطنية ومصالح العمال والفقراء، كان رحل الرجل الجسور الذي عرفته منذ 30 عاما، عاش ومات مناضلا.
 
البدري من مواليد محافظة بورسعيد عام 1947، كان والده يعمل بمجال الشحن والتفريغ في الميناء، له من الأخوة ستة، قرر ترك الدراسة بعدما حصل على الابتدائية ليعمل كما والده بالشحن والتفريغ حتى يساعد أسرته، لذلك لم تعرف طفولته ومرحلة شبابه الترفيه.
 
الفقر صديقي  
 
"ربما أحب الفقر حتى أصبح من أصدقائي"، هكذا يتحدث البدري عن معاناته في الحياة والتجارب الصعبة التي عصفت به في إطار العمل العام وخدمة أصحاب المعاشات
 
وبحسب "المصري اليوم"، كان سلط الراحل الضوء خلال حديث تلفزيوني على العروض والضغوطات التي تعرض لها خلال فترة تواجده تحت قبة البرلمان الذي دخله عام 1990، قائلا :" مرة وزير شهير قالي أنا مستعد أنقلك من عمال لفئات، قولته ليه هو حضرتك سيدنا سليمان، هتنقلي من عمال لرجل أعمال، قالي أنت غاوي فقر يعني.
 
وتابع :" رديت على الوزير وقولته لا أنا ربنا خلقني كده، وهاموت كده، قولته الفقر ده صديق.. لا متغلطش فيه، ده ملازمني من ساعة ما جيت للدنيا.
 
كف بصره لكنه لم يفقد البصيرة
ويؤكد إخلاصه لقضيته، الباحث والمحلل السياسي عمار علي حسن عبر حسابه على "تويتر"، قائلا :" انطوت اليوم صفحة لافتة من تاريخ مصر السياسي والاجتماعي برحيل البدري فرغلي المناضل الذي عاش حياته من أجل البسطاء، كف بصره لكنه لم يفقد البصيرة أبدًا وهو يدافع مرة عن العمال، وأخرى عن أصحاب المعاشات، وكان حضوره البهي يؤكد دوما أن في مصر رجالا وطنيين شجعانا، لا يضرهم من خالفهم".