كتب – روماني صبري 

تحل اليوم الثلاثاء 16/2 /2021 ذكرى وفاة بطرس بطرس غالي، الدبلوماسي المصري الشهير، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، إذ رحل في مثل هذا اليوم عام  2016 عن عمر 93 سنة، في مستشفى في القاهرة، بعد معاناة مع المرض، أقيمت له جنازة عسكرية مع صلاة قادها قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ودفن بالكنيسة البطرسية في العباسية بمحافظة القاهرة.

مناصب تقلدها 

لمع اسمه في الحياة السياسية بشكل اكبر في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فكان عضوا في اللجنة المركزية للإتحاد الاشتراكي العربي في الفترة من 1974 إلى 1977، جانب انه تقلد منصب وزير خارجية مصر  من عام 1977 حتى أوائل عام 1991، ليصبح بعد ذلك نائب وزير الشؤون الخارجية لعدة أشهر قبل الانتقال إلى الأمم المتحدة، بوصفه وزيراً للدولة للشؤون الخارجية، لعب دوراً في اتفاقات السلام بين الرئيس السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن، وشهد عام 1991 انتخاب غالي أمين عام المنصب الأعلى في الأمم المتحدة.

 

عملية الشرق السريع للإطاحة به 

10 دول أعضاء بمجلس الأمن  برئاسة دول إفريقية مصر، غينيا بيساو و بوتسوانا خلال عام 1996، كشفت عن قرار يدعم بطرس غالى لفترة ثانية مدتها 5 سنوات حتى عام 2001، ولكن الولايات المتحدة استخدمت حق الفيتو ضد ولاية ثانية له، وبالإضافة إلى الولايات المتحدة، لم ترع المملكة المتحدة، كوريا الجنوبية وإيطاليا القرار، إلا ان الدول الثلاث الأخيرة صوتت لصالح بطرس غالى بعد أن أعلنت الولايات المتحدة اعتزامها استخدام الفيتو، على الرغم من أنه ليس أول مرشح تستخدم فيه حق النقض ،أعترضت الصين على الولاية الثالثة لكورت فالدهايم عام 1981 لترشيح أمين عام من العالم الثالث، بطرس غالي هو الأمين العام الوحيد للأمم المتحدة الذي لم ينتخب لولاية ثانية إلى المنصب، قد خلفه في الأمم المتحدة كوفي أنان.

ريتشارد كلارك، الذي كان عينه الرئيس كلنتون منسقا قوميا أول للأمن، وحماية البنية التحتية، ومواجهة للإرهاب، شارك في ما أسموه "عملية الشرق السريع"، وكتب كلارك حول ذلك :

 

لقد أبرمنا أنا، أولبرايت وحفنة أخرى (مايكل شيهان، جيمي روبين) إتفاقاً معاً في عام 1996 لإطاحة بطرس غالي كأميناً عاماً للأمم المتحدة، وهي خطة سرية أطلقنا عليها عملية الشرق السريع، مما يعكس أملنا في أن العديد من الدول ستنضم إلينا في القيام برئاسة الأمم المتحدة، في النهاية، كان على الولايات المتحدة أن تفعل ذلك بمفردها (بإستخدام حق النقض) شيهان وأنا خدمنا على منع الرئيس من الإدلاء بضغط من قادة العالم وتمديد فترة بطرس غالي، في كثير من الأحيان من خلال سباقنا إلى المكتب البيضاوي عندما نبهنا إلى أن رئيس دولة كان يتصل هاتفياً بالرئيس، في نهاية المطاف، أعجب كلينتون بأننا تمكنا ليس فقط من الإطاحة ببطرس غالي، بل بإختيار كوفي أنان ليحل محله." 

 

ويقول الدبلوماسي "ريتشارد هولبروك" :" عارضت الولايات المتحدة بطرس غالى بسبب تردده في الموافقة على قصف الحلف الأطلسي للبوسنة، وهو ما أيده كوفي أنان، ومعارضة الولايات المتحدة للأمين العام كانت معارضة من قبل جميع حلفائها.

 

الولايات المتحدة العربية !

شهدت حياته السياسية عرض الكثير من الأفكار ومنها  الولايات المتحدة العربية، وهي فكرة طرحها بطرس غالي إبان وجوده في الوزارة في فترة حكم السادات، وقت الوحدة التي كانت بين سوريا ومصر وليبيا، وقد نشرت مجلة الهلال المصرية تفاصيل هذه الأطروحة في أوائل السبعينيات من القرن الماضي.

 

 أصعب المهام خلال ولايته 

استعرض عام 1992 خطة للسلام، وهو اقتراح حول كيفية استجابة الأمم المتحدة للصراع العنيف، لكن تعرض لانتقادات بسبب فشل الأمم المتحدة في التصرف خلال الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 التي أسفرت عن مصرع أكثر من مليون شخص، ويرى كبار السياسيين انه لم يستطع حشد التأييد في الأمم المتحدة للتدخل في الحرب الأهلية الأنغولية المستمرة، كان من أصعب المهام خلال فترة ولايته معالجة أزمة حروب يوغوسلافيا بعد تفكك جمهورية يوغوسلافيا الاشتراكية الاتحادية السابقة.

 

غالي وليا 

بطرس غالي من مواليد 14 نوفمبر عام 1922، تربى في كنف عائلة مسيحية قبطية  ذات شأن في السياسة والمجتمع المصري، والده هو يوسف بطرس غالي ابن رئيس الوزراء المصري بطرس نيروز غالي ، وأمه آنا أصلنيان من أصول أرمينية.

 

أحب بطرس غالي فتاة تدعى "ليا نادلر"، وتزوجها وهي أبنه لأسرة يهودية مصرية من الإسكندرية، تحولت إلى الديانة المسيحية على المذهب الكاثوليكي خلال فترة شبابها