Oliver كتبها 
أوقظ المعلم
الثلاثة أناجيل التي ذكرت هذه المعجزة قالت أن الرب نام  نعم المسيح ينام جسدياً لكنه في هذا الموقف لم يكن نائماً كما نفهم النوم الجسدي.
النوم هنا يعني
 
التخلي المؤقت.لحيظة الترك التي يشعرها الإنسان حين تتوقف النعمة عنه قليلاً ليدرك ضآلته بدون العون الإلهي.النوم هنا هو طريقة المسيح لتوصيل الدرس الخالد لتلاميذه و ليس نوماً كما ننامه نحن.المسيح نائماً هذا ما ظنه التلاميذ.
 
الحقيقة أن التلاميذ هم الذين ناموا و أراد الرب يسوع أن يوقظهم. مع ظنهم أنه نائم لكنهم لم  يريدوا أن يوقظوه إلا أخيراً.كان الإيمان نائمُ.و الإتكال علي الرب نائم ُ .كانت العيون مشتتة بين الموج و بين النوء.تنظر إلي أسفل فتجد الغرق تنظر إلي فوق فتجد الرياح هائجة تطيح بالأشرعة.
 
هناك ليس ببعيدا سفناً أصغر.تواجه نفس الورطة.كل السفن  كل النفوس تكاد تغرق.لن ينجو سوي من يصرخ للإله الذي صنع هذا البحر و الريح و الموج و النوء. كل من في تجربة تأتيه أفكار أن الرب نام عنه  و يقول مع المرتل قم يا رب لماذا تنام؟ أو نتركه منزوياً في القلب ثم نعاتبه قائلاً لماذا تختفي في أزمنة الضيق؟ نحن من  يجب أن يستيقظ و ينتبه لا الرب.
 
هذه بداية اليقظة.أن تعرف أن مسيحك متروك منك مع أنك لست متروكاً منه.أن تدرك أنك متجاهله بينما عينه عليك فيما تظن أنه نائم و عيناه مغلقتين. لتكن محبته أكثر من محبتك للناس و الأشياء.لا توقظ المعلم أولاً بل إستيقظ أنت أولاً حينها تعرف أن المعلم منتبه جداً لا يحتاج من يوقظه.و أن التجربة هي من تدبيره و أنها لأجل حياة ابدية و ليست للموت.فالإبن الضال حين إستيقظ كان أبوه هناك منتبهاً و عينه عليه خارجاً إلي الطريق ليعانقه.يا كل من في ضيق إستعد لعناق المسيح.إنه خارج من السماء لأجلك.ليكن معك طوال حياتك.
 
إن أردت أن تتأكد أنه منتبه إليك فالأمر سهل .
 
أصرخ من قلبك لا من فمك.إغلق عينيك عن الناس و إتجه ببصرك نحوه.لا تخش الماء أي الضيقة و لو غمرت حياتك و لو حسبت أن أحداً لا يعاني مثلما تعاني.
 
و كأن التجارب تترصدك أنت وحدك.لا تخش.فالموت و الحياة في يد الله الذي يحسبوه نائماً و ليس في يد الضيقة أو التجربة. ليس الموت في سلطان البحر و الموج .ليس في الريح و النوء  بل في يد المسيح وحده حياتنا.
 
الكنيسة السفينة التي لن تغرق طالما هي تاركة الإتكال علي الناس.
 
لن تغرق و لو إمتلأت بالمياه من الداخل و هاجمتها الريح من الخارج لأن ربها صاحب السلطان.و هو أيضاً داخل كل قلب حتى القلوب التى تتجاهله و لا تقدم له سوي وسادة لينام لأنها قلوب تتكل على نفسها فحسب و تطلب من المسيح أن يقف متفرجاً أو يمض عنها.و يتخدر ضميرها الروحي . الآن و بسرعة حول الوسادة إلي متكأ.و أكرم سيدك.قدم له ما يليق بمكانته.
 
إغسل أقدامه بغسل أقدام أولاده.أي بمغفرة أخطاء الناس نحوك و عدم إدانتهم.ستخرج عندئذ الخشبة من العيون و تبصر السيد جالساً في القلب كأنه علي العرش.لا تنس .إستبدل الوسادة بالمتكأ.فكبير البيت مستحق أن يتصدر مشهد حياتك القصير من أوله إلي آخره.
 
هدوء عظيم
من موج عظيم إلي هدوء عظيم هذا هو عمل المسيح.
 
من المزبلة إلي العرش يرفعنا السيد تحت البائسين و يجلسنا علي كراسى الرؤساء.فأنظر أي مجد يأتي بعد الإضطراب العظيم.فلا تنخدع بهياج الدنيا لأن مسيحك يأمر فيختفي الهياج.ليس في البحر آثار هكذا أيضاً التجارب .تختفي بلا أثر لكن يضع المسيح فيك آثار محبته.و ما يبقي من التجارب هو  ذكريات للإيمان.