في مثل هذا اليوم 22 فبراير1295قبل الميلاد ..
 تنصيب رمسيس الثاني فرعوناً على مصر. تتعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل مرتين في السنة، يوم تتويجه، 22 فبراير، ويوم ميلاده (21 أكتوبر). بعد عام 1964، وبناء السد العالي، نُقل معبد أبو سمبل بعد تقطيعه لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد من موقعه القديم ـ الذي تم نحته داخل الجبل ـ إلى موقعه الحالي، أصبحت هذه الظاهرة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير، وذلك لتغير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 متراً غرباً وبارتفاع 60 متراً، حيث تدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسافة 200 متر لتصل إلى قدس الأقداس ـ لتضيء ثلاثة تماثيل من الأربعة الموجودة في داخله.

رمسيس الثاني هو ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشر. حكم مصر لمدة 66 سنة من 1279 ق.م. حتى 1212 ق.م. (أو 1290 ق.م. - 1224 ق.م.). صعد إلى سدة الحكم وهو في أوائل العشرينات من العمر. ظُن من قبل أنه عاش حتى أصبح عمره 99 عاماً، إلا أنه على الأغلب توفي في أوائل تسعيناته. الكتاب الإغريق القدامى (مثل هيرودوت) نسبوا إنجازاته إلى الملك شبه الأسطوري سيزوستريس. يعتقد البعض أنه فرعون خروج اليهود من مصر. إذا كان قد اعتلى العرش عام 1279 ق.م.، كما يعتقد معظم علماء المصريات، فإن ذلك كان يوم 31 مايو 1279 ق.م. بناءاً على التاريخ المصري لإعتلائه العرش الشهر الثالث من فصل شمو يوم 27.

رمسيس الثاني كان ابن سيتي الأول والملكة تويا. أشهر زوجاته كانت نفرتاري. من ضمن زوجاته الأخريات إيزيس نوفرت وماعت حور نفرو رع، والأميرة حاتّي. بلغ عدد أبنائه نحو 90 ابنة وابن. أولاده كان منهم: بنتاناث ومريت أمن (أميرات وزوجات والدهن)، ستناخت والفرعون مرنپتاح (الذي خلفه) والأمير خائموست.

مثل معظم الفراعنة، فقد كان لرمسيس عدة أسماء. أهم اثنين منهم: اسه الملكي واسمه الأصلي يظهران بالهيروغليفية أعلى إلى اليمين. وتلك الأسماء تُكتب بالعربية كالتالي:رع وسر معت رع ستپ ن ، رع مس سو مري إمن ، ومعناهما: "قوي رع وماعت ، مصطفى رع ، روح رع ، محبوب أمون". في النسخة الحيثية من معاهدة السلام الذكورة آنفاً مع حاتّوسيليس الثالث، بإن اسم الفرعون يظهر كالتالي: وَشْمُوَارع شَتِپْنَرع رعمَشِشَ مَيْأمَنَ . ويعتقد بعض علماء المصريات أن هذا النطق يجب إعتباره أقرب نطق لاسم الفرعون.


شهرته:
كانت حسابات الفلكيين في مصر القديمة تقول إن اقتران ظهور النجم الذي يحدد قدوم فيضان نهر النيل مع الكواكب التي تحدد بدء السنة الدينية وبداية السنة الزراعية أمر لا يحدث إلا مرة واحدة كل 1461 سنة وأن هذا الاقتران الثلاثي ينبئ عن حدث مهم سوف يحدث على الأرض، وكان رمسيس الثاني كثيراً ما يفتخر بأن هذا الاقتران حدث في عام 1317 ق.م وأن الحدث المهم هو مولده في عام 1315 ق.م ( كتاب رمسيس العظيم تأليف ريتافرد. ص 24) وأن فيضان العام الذي سبق مولده كان وافياً وغزيراً غمر البلاد بالرخاء، وملأ البيوت بالحبوب وعمت البهجة القلوب، كذلك سجل رمسيس الثاني افتخاره بأنه وُلِدَ من الإله (آمون) نفسه الذي تقمص جسد (سيتي الأول) فأنجبه من الملكة (تويا) والدته. [3]

خلّف رمسيس الثاني والده سيتي الأول في الحكم في عام 1290 ق.م وساعدته عدة عوامل على أن تفرض شهرته على التاريخ:
1- مشاركته والده في الحكم فاكتسب خبرة سياسية وحربية.
2- ولى الحكم شاباً يملؤه الحماس وتحدوه آمال واسعة.
3- طول مدة حكمه التي بلغت 67 عاماً.
4- ورث عن أبيه دولة قوية ذات ثراء عريض.
5- وجد من رجاله المدنيين والعسكريين تأييداً لكل أعماله.
6-تصديه للحثيين وهم أضخم قوة عسكرية في عصره.
7- كان شغوفاً بتخليد ذكراه وتمجيد نفسه، ولذلك بنى عدداً كبيراً من المعابد والقصور والمسلات والتماثيل أكثر من أي حاكم آخر سبقه.
8- في عهده تكونت لمصر عاصمة جديدة سميت باسمه (بروعمسسو) أي دار رمسيس وأصبحت واحدة من أهم العواصم في الشرق الأدنى القديم.

كان المعتاد – إذا عمل تمثال لأحد الفراعين ورؤي أن يصور أبناؤه معه – أن يكونوا بحجم صغير ومكانهم واقفين بجوار أرجل والدهم، وهذا ما نراه في كثير من التماثيل وما نراه في تماثيل رمسيس الثاني على واجهة معبد أبو سمبل إلا أننا لا نجد تمثالاً لرمسيس الثاني يمثله طفلاً يقف بجوار رجلي والده (سيتي الأول ) ولعله كان يستشعر منذ طفولته أنه (أكبر) أو (أعظم) من أن يُصوَّر هكذا، والتمثال الفريد الذي وصل إلينا يمثله طفلاً جالساً القرفصاء، وخلفه الإله حورون (المزعوم) بهيئة رأس الصقر الخاصة بالإله حورس بينما رمسيس الثاني عار من الملابس ولكنه يضع قرص الشمس على رأسه والصل الملكي على جبهته، ويضع إصبع يده اليمنى على فمه ذي الابتسامة الخفيفة التي تميز معظم تماثيله بينما يمسك في يده اليسرى حزمة نبات رمزاً لمصر والنيل بينما في تمثال آخر يمثله شاباً صور نفسه وخفله الإله (سوتخ) يحميه وقد مثل الإله سوتخ على هيئة حيوان هجين برأس تمساح، وفي مرحلة أخرى من شبابه صور نفسه واقفاً ويحميه من خلفه الكبش – رمز الإله آمون.


الحكم
مشاركته والده في الحكم

في الواقع أن سيتي الأول بدأ يشرك ابنه رمسيس الثاني في شؤونه وهو لم يزل في سن العاشرة وأعلنه ولياً للعهد في سن الثالثة عشرة، ثم توجه شريكاً له في الملك بعد ذلك بسنوات قليلة، وعلى أثر ذلك كُلّف بالقيام ببعض مسؤوليات الدولة وشؤونها كإقامة المباني وغيرها، وقد تم هذا التتويج على يد الإله آمون في حضرة الفرعون والده ( سيتي الأول) ويسجل في معبد سيتي الأول بالقرنة، وسُجّل له تتويج ثان في مدينة هليوبوليس على يد الإله (أتوم) والنص الموجود على أحد جدران معبد سيتي الأول أمر رمسيس الثاني بنقشه ليفاخر بنفسه فيقول:

«رفع من شأني رب الكون نفسه – يقصد الإله رع (المزعوم) – منذ كنت طفلاً حتى أصبحت حاكماً، منحني الأرض وأنا في البيضة وقبل العظماء التراب أمام وجهي، ثم عينت بوصفي الابن الأكبر أميراً وراثياً على العرش وكنت أقدم التقارير عن حالة الأرضيين بوصفي قائداً للمشاة والعجلات، ولما بدا أبي في مجده أمام شعبه وكنت طفلاً قال للقوم: توجوه ملكاً حتى أشهد بهاءه وأنا على قيد الحياة!!.»

وكان رمسيس الثاني يضيف إلى لقبه نعوتاً خاصة مثل:
(مري رع) أي محبوب رع.
(تيت رع) أي صورة رع.
(أعو رع) أي وارث رع.
(ستبن رع) أي مختار رع................

تتعامد الشمس مرتين كل عام يوم 22 فبراير ويوم 22 أكتوبر، لمدة 20 دقيقة على وجه رمسيس الثاني.
2ـ تعد ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، حدثا فريدا ينتظره عشاق مصر في كل مكان بالعالم.
3ـ تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني، دليل على عبقرية الفراعنة الهندسية والفلكية والدينية التي حيرت العالم، بجانب إعلاء شأن الفرعون في أعين الشعوب التي حكمتها مصر في ذلك الوقت،

4ـ جرى اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس عام 1874، عندما رصدتها المستكشفة "إميليا إدوارذ" والفريق المرافق لها، وسجلتها في كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل".

5 ـ تخترق أشعة الشمس الممر الأمامي لمدخل المعبد بطول 200 متر حتى تصل إلى قدس الأقداس.
6 ـ توجد منصة تضم رمسيس الثاني وبجواره تمثال الإله رع حور أخته والإله آمون وتمثال رابع للإله بتاح.

7ـ توجد روايتان لتعامد الشمس أولها: أن القدماء المصريين صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعي وتخصيبه، وثانيها: أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد رمسيس الثاني ويوم جلوسه على العرش.

8ـ كان الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس قبل عام 1964 يومي 21 فبراير و21 أكتوبر، ومع نقل المعبد إلى موقعه الجديد، تغير توقيت الظاهرة إلى 22 فبراير و22 أكتوبر.

9ـ اكتشف معبد أبوسمبل بين رمال الجنوب، أول أغسطس عام 1817، على يد المستكشف الإيطالي جيوفانى بيلونزي.
10ـ شيد رمسيس الثاني معبد أبوسمبل، وشيد بجواره معبداً لمحبوبته زوجته الملكة نفارتاري.!!