بعد الساعة الرابعة عصرًا وحتى حلول الليل ، يصبح التنزه في شارع المعز من المغامرات الممتعة التي يقوم بها الكثير، في ذلك الشارع القديم الذي يحمل في كل تفاصيله وجدرانه حكايات منذ مئات السنوات ، فهو من أهم الشوارع الأثرية الإسلامية في مصر ، و الفسحة المريحة للنفس لكل من يبحث عن نزهة سريعة لإمتاع البصر و الغوص في حكايات زمن الفاطميين .

منذ 13 عاما، وتحديدًا مثل هذا اليوم في 22 فبراير 2008 ، تم افتتاح شارع المعز في رونقه الجديد بعد تجديده وإدخال بعض التغييرات البسيطة عليه، مع الاحتفاظ بأثريته و تفاصيله التي عمرها سنوات طويلة مازالت محفورة على جدرانه ، ليصبح شارع المعز قلب مدينة القاهرة أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية .

أطلق على شارع المعز قديمًا عدة أسماء هي الشارع الأعظم وقصبة القاهرة وقصبة القاهرة الكبرى، وأخيرًا أطلق عليه اسم المعز لدين الله في عام 1937 تكريمًا لمنشئ القاهرة.

تمتد تلك التسمية من باب الفتوح إلى باب زويلة، شاملة شوارع باب الفتوح، أمير الجيوش، النحاسين، بين القصرين، الصاغة، الأشرفية، الشوايين، العقادين، المناخلية، والمنجدين، السكرية إلى باب زويلة.

وتعود التسمية الحالية إلى الخليفة الفاطمي المعز لدين الله وهو أبو تميم معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن المهدي عبد الله الفاطمي، الذي يعود أصله إلى جزيرة صقلية بينما ولد بمدينة المهدية سنة 319هـ وتنسب إليه القاهرة المُعزية، والذي بويع بالخلافة في المغرب وكان أول خليفة فاطمي يدخل مصر بعد فتحها سنة 358هـ.

حين تجولك في شارع المعز و أزقته التي تروي التاريخ ، تجد ما يقرب من 29 أثرًا إسلاميًا منذ مئات السنوات ، ما بين مساجد ومدارس ومدافن وقصور، ومن أبرز معالم شارع المعز باب الفتوح ، مسجد الحاكم بأمر الله ، جامع الأقمر، قصر الأمير بشتاك، المدرسة الكاملية ، وقبة السلطان محمد بن قلاوون .

يضم شارع المعز مجموعة من أروع آثار مدينة القاهرة يصل عددها إلى29 أثرًا تعكس انطباعًا كاملًا عن مصر الإسلامية فى الفترة من القرن العاشر حتى القرن التاسع عشر الميلادي، والتي تبدأ من العصر الفاطمي (297- 567هـ/ 969- 1171م) حتى عصر أسرة محمد علي (1220- 1372هـ/ 1805- 1953م)، وتتنوع الآثار الموجودة ما بين مبان دينية وسكنية وتجارية ودفاعية، واليوم تصطف الأسواق ومحلات الحرف اليدوية التقليدية على طول الشارع مما يضيف إلى سحر الشارع التاريخي.