بقلم : مايسترو بيشوى عوض 
 
لو لم أكن صعيديا لوددت أن أكون صعيديا ، فمصر ولدت فى الصعيد، أول عاصمة مصرية كانت سوهاج فى الصعيد، أقوى العواصم المصرية كانت الأقصر فى الصعيد، حضارة مصر ولدت فى الصعيد، نيل مصر يأتى من الصعيد، تقع مصر فى الصعيد، ملامح مصر الإنسانية فى الصعيد، اللغة ولدت فى الصعيد، العلم ولد فى الصعيد، الفنون ولدت فى الصعيد، الإبداع ولد فى الصعيد، الحرف ولدت فى الصعيد، الصعيد يطعم مصر كعادته منذ الآف السنين، معنى كلمة عائلة يظهر جليا فى الصعيد، مصر هبة الصعيد، أعظم ملوك مصر مدفونين فى الصعيد. ملامح الشخصية المصرية نراها فى بيوت الصعايدة ونسمعها فى كلمات الصعايدة و نتحسسها فى تصرفات الصعايدة. لو استبعدنا الصعايدة عن مصر ، لم يتبقى فيها إلا مجموعة من الغرباء. زويل صعيدى والأبنودى صعيدى ونجيب محفوظ صعيدى ومينا موحد القطرين صعيدى ورمسيس الثانى صعيدى وتوت عنخ أمون صعيدى، ولو لم أكن صعيدى لوددت أن أن أكون صعيدى. وبناء على ذلك فأى أحد غير أمين لو أقل من شأن الصعيد أو الصعايدة كأنه تفل فوق رأس نفسه بل فوق رأس مصرنا كلها. وبدلا من التنمر و توجيه أصابع الاتهام والتجريح، لو أغدقنا بالخير على الصعيد لازدهرت ألوان مصر الباهته، وأكلت مصر أشهى وأصح طعام، وشربت مصر أعذب ماء، وتنفست مصر أنقى هواء
 
مايسترو بيشوى عوض • مؤلف موسيقى وعضو المؤسسة العالمية للمؤلفين الموسيقيين. • مدرس الموسيقى بمعاهد الكونسرفتوار ومدارس باريس.