سليمان شفيق
أمام عجزها عن تنفيذ بنود البريكسيت، اعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي استقالتها اليوم الجمعة رسميا، فيما تسلط الأضواء على الأسماء والشخصيات المرشحة لخلافتها على رأس حزب المحافظين. مسار طويل سيمتد إلى غاية نهاية يوليو/تموز قبل أن تعرف بريطانيا هوية رئيس وزرائها الجديد.

أثار قرار رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاستقالة الجمعة ردود فعل في أوروبا وخارجها، فقد اعتبر الاتحاد الأوروبي أن استقالة ماي لن "تغير شيئا" من محادثات بريكسيت، في حين أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالقرار واعتبره "عملا شجاعا
 
قالت المفوضية الأوروبية الجمعة إن استقالة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "لا تغير شيئا" في موقف الدول الـ27 الأعضاء بشأن الاتفاق المبرم حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وصرحت المتحدثة باسم رئيس المفوضية الأوروبية مينا أندريفا "سنحترم رئيس الوزراء الجديد لكن ذلك لا يغير شيئا في الموقف الذي اعتمده المجلس الأوروبي حول اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد".
 
وتابعت أن "رئيس المفوضية جان كلود يونكر علم باستقالة ماي ولم يبدِ أي سرور. لقد قدّر العمل معها وهو يحترمها ويعتبرها امرأة شجاعة". فيما أعلنت ماي استقالتها من منصبها كرئيسة لحزب المحافظين وللحكومة في السابع من حزيران/يونيو، معربة عن "أسفها الشديد لعدم تمكنها من تنفيذ بريكسيت".
 
وأكدت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية أن "الرئيس يونكر جاهز لنسج علاقات عمل مع رئيس الوزراء الجديد، أيا يكن، بدون أن يوقف محادثاته مع تيريزا ماي".

فرنسا
أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"العمل الشجاع" الذي قامت به تيريزا ماي، لكنّه دعا إلى "توضيح سريع" لملف بريكسيت، وفق ما أفادت الرئاسة الفرنسية".
 
واعتبر ماكرون أن هذا القرار "ينبغي أيضا أن يذكر، في لحظة خيار مهمة، بأن التصويت بالرفض من دون مشروع بديل يؤدي إلى مأزق"، في إشارة إلى الانتخابات الأوروبية وإلى ملف بريكسيت
 
وأضاف أن ماي "قامت بعمل شجاع لتنفيذ بريكسيت لما فيه مصلحة بلادها واحترام شركائها الأوروبيين"، موجها إليها "رسالة دعم وشكر شخصية"

ألمانيا
وعدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة بالعمل من أجل "بريكسيت منظم". وقالت ميركل في شريط فيديو قصير نشره الناطق باسمها على تويتر إنّ "الحكومة الفدرالية ستواصل بذل كل الجهود من أجل علاقة شراكة جيدة مع بريطانيا، وخروج منظم" من الاتحاد الأوروبي وتجنّب بريكسيت بدون اتفاق. وكانت المستشارة أعلنت في وقت سابق أنّها "تحترم" قرار نظيرتها البريطانيةإيرلندا
 
حذّر رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار من أنّ استقالة ماي تنطوي على مخاطر بالنسبة لدبلن إذ إنّ خلفها قد يخرج لندن من الاتّحاد الأوروبي بدون اتّفاق.
 
وقال فارادكار إنّ "بريكسيت ينهك السياسة البريطانية وسيستمر ذلك لفترة طويلة جدا. هذا الأمر يعني أننا ندخل الآن مرحلة جديدة في ما يتعلق ببريكسيت، وهي مرحلة قد تكون خطرة جدا بالنسبة لإيرلندا".
 
إسبانيا
حذّرت الحكومة الإسبانية من أنّ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق بات الآن أمرا لا يمكن تجنبه بعد استقالة ماي. وقالت الناطقة باسم الحكومة الإسبانية إيزابيل سيلا للصحافيين إنه "في ظل هذه الظروف، يبدو حدوث بريكسيت بدون اتفاق واقعا منعه شبه مستحيل".
 
هولندا
حذّر رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي من أنّ الاتّحاد الأوروبي لن يقبل بإعادة التفاوض على اتّفاق بريكسيت مع خليفة تيريزا ماي. وبعيد ساعات على إعلان ماي استقالتها قال روتي إنّ "اتفاق الانسحاب ليس قابلاً لإعادة التفاوض عليه".
 
وأضاف أنّ الغموض المحيط ببريكسيت "زاد بدلاً من أن يقلّ"، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ هولندا مستعدة لكل الاحتمالات، بما في ذلك سيناريو خروج (بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) من دون اتّفاق.

روسيا
أعلن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "رئاسة ماي للحكومة جاءت خلال فترة صعبة جدا في علاقاتنا الثنائية". وأضاف "للاسف لا يمكنني أن اتذكر أي شيء ساهم في تطوير العلاقات الثنائية بين روسيا وبريطانيا".
 
ورفض التعليق على الاستقالة في ذاتها قائلا إن روسيا "تتابع بانتباه شديد كل العمليات المرتبطة ببريكسيت والتي لا تؤثر فقط على بريطانيا وإنما أيضا على الوضع في الاتحاد الأوروبي".
 
وقال بيسكوف "لدينا مصلحة في أن يكون لدينا شريك مستقر"، مذكرا بأن الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لروسيا".
 
وعلّق أحد أبرز المرشحين لخلافة ماي، وزير الخارجية السابق بوريس جونسون على استقالتها قائلاً إن "الأوان قد آن لإنجاز بريكسيت".
 
ورفض مجلس النواب البريطاني ثلاث مرات الاتفاق الذي توصلت إليه ماي مع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 بشأن بريكسيت.