كتب – روماني صبري 
قال الإعلامي والمفكر والأديب إبراهيم عيسى، ليس كل (الخواجات) الذين عاشوا في مصر، فاسدين قاموا بمص دماء الفقراء من اجل مصالحهم، كما تقدم لنا بعض قصص التاريخ، لافتا :" ولا أنكر ان بعضهم كانوا رموزا للاحتلال في مصر، مشيرا :" منهم من "تمصر" ليقدم لمصر خدمات عظيمة للغاية، والكاتب الصحفي والأديب مصطفى عبيد، سلط الضوء على الخواجات ودورهم في الاقتصاد المصري والصناعة المصرية في كتابه "سبع خواجات." 
 
خطاب عدائي استهدف الأجانب
وفي إطار ذلك، قال الكاتب مصطفى عبيد، خلال حلوله ضيفا على برنامج "حديث القاهرة"، تقديم عيسى عبر فضائية (القاهرة والناس)، يجب ان يكشف أي كتاب جديد مناطق معتمة تم تجاهلها في الكتب الأخرى التي سبقته.
 
لافتا :" بعد استقلال مصر عام 1952، تحول الخطاب الخاص بالمحتل الانجليزي إلى خطاب عدائي طال جميع الأجانب ، ليتم طردهم من البلاد، حيث اعتبروا أن كل أجنبي هو شخص مستغل وجشع ونهب خيرات البلاد وانتهازي." 
 
مستطردا :" لم يكن هذا العداء للأجانب قاصرا على الخطاب الشعبي، بل طال أيضا الخطاب الأكاديمي والذي يعرف بالخطاب العلمي، وغالبية الكتب التي تناولت الرأسمالية الأجنبية في مصر قبل 52، تحدثت عن الأجانب بشكل عدائي غير منطقي.
 
 مشيرا :" وكوني لا انتمي لمدرسة " هذا ما وجدنا عليه آباءنا عابدين"، اخضع أي شيء للتمحيص والفحص والتأمل والتدبر لأصل إلى الحقيقة.
 
الافتراءات طالت كل الأجانب
موضحا :" وخلصت إلى أن هناك مجموعة كبيرة من الافتراءات طالت الأجانب في مصر، والافتراء الأول وكان عليه شبه إجماع من الباحثين المصريين الذين  كتبوا في فترة الستينيات والسبعينيات، بان الرأسمالية الأجنبية التي كانت موجودة في مصر، كانت انتهازية لم تستثمر في مشروعات إنتاجية ضخمة، ولم تترك أي آثار ايجابية لمصر.
 
 وتابع الكاتب الصحفي الأديب مصطفى عبيد :" وهذا عاري من الصحة وافتراء شديد، لان الصناعة أهم قطاع استثماري يصب في مصلحة المواطنين ويفيد المجتمع بشكل عام.
 
خدمات نوس لمصر 
موضحا :" معظم القطاعات الصناعية في مصر، روادها الحقيقيين أجانب، فمؤسس اتحاد الصناعات المصرية هو البلجيكي "هنري نوس"، وهذا الاتحاد أهم كيان معني بالمستثمرين وتأسس عام 1922.
 
ولفت الصحفي عبيد إلى أن المراجع العربية الخاصة بالرأسمالية الأجنبية في مصر، تضج بالأخطاء وغير علمية بالمرة، وتحمل عداء شديد للأجانب في مصر، لذلك لجأ بشكل اكبر للمراجع الأجنبية الخاصة بالصناعة في مصر قبل طرد الأجانب حتى يكتب كتابه "سبع خواجات".
 
مشددا :" لازم نرد الاعتبار للخواجات حتى اليهود المصريين فمنهم أصحاب أيادي بيضاء أفادوا المجتمع المصري، وتم اعتبارهم أعداء في خضم العداء مع إسرائيل.
 
سورناجا بنى مسجد للعمال 
لافتا :" الايطالي "صامويل سورناجا"، هو من أسس صناعة الخزف والطوب الحراري في مصر عام 1905، وكان هذا الرجل من الأوائل الذين اهتموا بفكرة النقابات العمالية ودعمها، ووضع العمالة في مصانعه كان جيد جد.
 
 موضحا :" في رسام نمساوي كان زار مصر سنة 1918 وقصد مصنع صامويل سورناجا، ورسم العمال وهما شغالين في الخزف، لنكتشف انه بنى مسجد للعمال في المصنع ما عكس إيمانه بالتسامح واحترام معتقدات الآخرين.
 
مشيرا :" أما اليوناني "ثيوخارس كوتسيكا"، فهو إمبراطور صناعة ( السبرتو) في مصر، وله الفضل في إنارة الشوارع للمصريين.