كتب – روماني صبري  

رأى وزير الداخلية الليبي في حكومة الوفاق (فتحي باشاغا) ان محاولة اغتياله كانت عملية تم التخطيط لها جيدا وليست من قبيل الصدفة، وإذ استبعدت أطراف ليبية أخرى أن يكون الحادث محاولة اغتيال، دعا المجلس الرئاسي والحكومة الليبية الجديدة الجهات القضائية إلى فتح تحقيق نزيه وشفاف في الحادث، يأتي ذلك بينما يسعى الليبيون لاستكمال إجراءات التصويت على الحكومة أمام البرلمان والمضي قدما نحو انتخابات عامة في ديسمبر المقبل، فهل تؤثر حادثة إطلاق النار على موكب وزير الداخلية في عملية انتقال السلطة في البلاد والتحضير للانتخابات؟، وما هي التأثيرات الخارجية على التفاعلات الداخلية؟ .
 
سيكون لها انعكاساتها
في إطار ذلك، قال دكتور سمير صالحة، أستاذ القانون الدولي في جامعة اسطنبول، احد ابرز الموالين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان:" محاولة اغتيال فتحي باشاغا، سيكون لها انعكاساتها على التحالفات السياسية والحزبية في الداخل الليبي.
 
مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "روسيا اليوم"، لكن لا أظن أنها ستوثر كثيرا على المرحلة الانتقالية واستمراريتها، وهذه العملية ليست الأولى التي تحدث توترا في البلاد بين المجلس الرئاسي ووزير الداخلية الليبي، فالعام المنصرم شهد توترا مشابه.
 
مستطردا :" من الضروري الإسراع في إجراء تحقيق نزيه وشفاف، حتى لا تتوتر العلاقات أكثر فأكثر بين القيادات السياسية وبين الأحزاب الناشطة على الأرض." 
 
المشكلة أمنية 
ما مدى واقعية المخاوف من أن تكون هذه الحادثة مؤشر على عودة العنف إلى ليبيا؟، وردا على هذا السؤال، قال دكتور حامد فارس / الخبير في الشؤون العربية والليبية من القاهرة :" هذه الحادثة تؤكد وبقوة على أن المشكلة في ليبيا هي مشكلة أمنية في المقام الأول.
 
لافتا :" هذه الميليشيات المسلحة عددها يفوق 20 ألف مرتزق، وطبقا لتصريحات المبعوثة الأممية هذه الميليشيات لديها أجندات خاصة تحاول أن تنفذها في الغرب الليبي، مشددا :" لن يتم إجراء انتخابات يوم 24 ديسمبر العام الجاري، إلا بعد إخراج هؤلاء المرتزقة من طرابلس.
 
موضحا:" فهناك أكثر من 22 مليون قطعة سلاح يستخدمها هؤلاء داخل ليبيا، ما يؤكد أن هذه الميليشيات المسلحة التي تنفذ العمليات الإرهابية لها أجندات خاصة وايدولوجيات مختلفة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن نؤكد على أن الأزمة في ليبيا تحتاج حل المشكلة الأمنية أولا ثم الاتجاه للانتخابات.
 
ولفت دكتور حامد فارس / الخبير في الشؤون العربية والليبية :" كيف يمكن أن تجرى انتخابات رئاسية في ظل حالة التردي والضعف الأمني في البلاد !." 
 
من المستفيد من محاولة الاغتيال ؟ 
رأى دكتور عبد اللطيف درويش، أستاذ الاقتصاد وإدارة الأزمات في جامعة أثينا، ان المستفيد من محاولة اغتيال وزير الداخلية الليبي في حكومة الوفاق (فتحي باشاغا)، عدة أطراف لا تريد إنهاء الأزمة في ليبيا.
 
مستطردا :" بناء الدولة الليبية ووجود حكومة ليبية منتخبة، يعزز قضية الأمن وشرعية أي حكومة قد يشكك فيها الغرب أو الشرق، لذلك تحتاج ليبيا الآن حل مشكلة تردي الوضع الأمني، وفي حال جاءت حكومة منتخبة ذلك سيعزز وحدة الجيش والوحدة بين الشعب، وهو ما لا تريده الدول الخارجية المستفيدة من عملية نهب ثروات البلاد – في إشارة لتركيا-." 
 
موضحا :" والهدف من قتل فتحي باشاغا هو الدفع بحرب أهلية حتى لا تعرف ليبيا الاستقرار، وعلى الشعب الليبي أن يفهم هذه اللعبة ويخرج من أرضه كل اللاعبين الذين ينهبون ثروات بلاده."