عاش حياة قاسية.. وعمل مترجما.. واتخذ يوسف وهبي مثلا أعلى
كتب - نعيم يوسف
حلت أمس الجمعة، ذكرى رحيل المخرج الكبير حسن الإمام، الذي أثرى السينما المصرية بالكثير من الأعمال الفنية، وأبرزها الأفلام المأخوذة عن روائع الكاتب العالمي الراحل نجيب محفوظ، والتي شهدت أيضا انتقادات لاذعة لـ"الإمام".
حياة متقلبة
لأب يعمل في التجارة، وقبل اندلاع ثورة 1919 في مصر، ولد حسن الإمام في يوم 6 مارس عام 1919، بمدينة المنصورة، وتأثر بالانفتاح الموجود في المجتمع آنذاك، خاصة في ظل انتشار المسارح، وأحب الموسيقى، ولكن دوام الحال من المحال، فسرعان ما تبدلت الأحوال بعد تعرض والده إلى صدمة مادية خسر فيها ثروته، وتوفى على إثر هذه الصدمة، ليفقد "حسن" سنده في الحياة في سن السابعة عشر، لتبدأ رحلة معاناته في الحياة.
يوسف وهبي المثل الأعلى
بعد خسارة ثروة أبيه لم يصبح لدى حسن الإمام أي ممتلكات سوى قدراته الشخصية من موهبة الكتابة، وإتقان اللغتين الفرنسية والإنجليزية، فبدأ في العمل مترجما للنصوص والمونولوجات المسرحية التي كان يدرسها بالفرنسية للمؤلف موريس شوفالييه، لتكون الترجمة بوابته إلى عالم الفن.
 
كان حسن الإمام يتخذ الفنان يوسف وهبي، مثالا وقدوة، بينما اتخذه الأخير مساعدا له نظرا لإجادته للفرنسية والإنجليزية، وكونه لا يرفض القيام بالأعمال البسيطة ثم اتجه للسينما، وساعده "وهبي" في التعرف على كل المخرجين الكبار، ليبدأ معهم رحلة ستكون طريقه إلى الصعود.
 
عشرات الأفلام المتنوعة
في عام 1947 أخرج "الإمام" أول عمل سينمائي له، وهو فيلم "ملائكة جهنم"، وبعدها توالت الأعمال، وأبدع فيما صنع سواء في الإخراج أو الكتابة أو السيناريو، وأهمها: "الستات عفاريت"، "اليتيمتين"، "الصيت ولا الغنى"، "البوسطجي"، "حكم القوي"، "كاس العذاب"، و"زمن العجايب"، "حب في الظلام"، "قلوب الناس"، "اعتراف زوجة"، "الملاك الظالم"، "الجسد"، "وكر الملذات"، "لواحظ"، "لن أبكي أبدا"، "الحب العظيم"، "إغراء"، "الخطايا"، الراهبة"، شفيقة القبطية"، "هي والرجال"، "قصر الشوق"، "الحب المحرم"، "بنت بديعة"، "حب وكبرياء"، "خلي بالك من زوزو"، "السكرية"، "حكايتي مع الزمان"، "أميرة حبي أنا"، "العذاب فوق شفاه تبتسم"، "بمبة كشر"، "حب فوق البركان"، "القضية المشهورة"، وغيرها من الأفلام التي تعيش في ذاكرة السينما المصرية.
 
سر اسم نعمة في أفلامه
تزوج حسن الإمام من سيدة تدعى "نعمة"، وأنجب منها حسين الإمام، ومودي الإمام، وزينب الإمام، وكان يحبها كثيرا لدرجة أنه يستشيرها في أبسط الأمور، بل ووضع اسمها في شخصيات بطلات غالبية أفلامه.
 
الهجوم عليه بسبب روايات نجيب محفوظ
رغم أن حسين الإمام أخرج الكثير من الألوان الفنية، مثل قصص المآسي التي بدأ بها حياته، ثم تحول إلى الأعمال التي يغلب عليها طابع البهجة والاستعراض والمرح، مثل "خلي بالك من زوزو"، إلا أنه حاول تقديم روايات نجيب محفوظ للسينما، وهوجم كثيرا بسببها، واتهموه بأنه أفسد روايات محفوظ، بعد تقديمها للسينما، نظرا لتركيزه على قالب إخراجي واحد في كل رواياته، بالإضافة إلى الإفراط في مشاهد الرقص والغناء، إلا أن نجيب محفوظ برأه من كل هذه التهم، وأكد أن هذه المشاهد هي من صميم رواياته.
 
توفى حسن الإمام في 29 مارس عام 1988، بعد أن ترك الكثير من الأفلام التي تخلد ذكراه في السينما.