ولد في الإسكندرية.. وكرمه الملك فاروق.. ورفض العلاج على نفقة الدولة.. وتبرع بقيمه جوائزه لأعمال إنسانية

كتب - نعيم يوسف

حلت أمس السبت، ذكرى ميلاد واحدمن أبطال مصر الرياضيين، وهو عبداللطيف أبهيف، الذي لقب بـ"تمساح النيل"، و"قاهر المانش"، حيث عبر بحر المانش ثلاث مرات.

عشق السباحه منذ صغره
في حي الأنفوشي، على ضفاف البحر المتوسط، في محافظة الإسكندرية، ولد عبداللطيف خميس أبوهيف، في 30 يناير عام 1929، حيث عشق رياضة السباحة في سن العاشرة، وعندما كان صغيرا حصل على بطولة الإسكندرية، وتوالت بعدها النجاحات حتى استمر بطلا محليا لمدة 10 سنوات، وأصبح بطلا عالميا في سن الـ25 عاما.

بطولات مبكرة
استطاع "أبوهيف"، الفوز بأكثر من عشرين سباق دولي، وحصوله على بطولة العالم في السباحة خمس مرات، وتمكن أبو هيف من تحقيق المركز الأول في السباق الدولي للمانش متفوقاٌ على أشهر وأسرع السباحين العالميين، وليختاره الملك فاروق لكي يلتحق بالكلية الحربية تكرييما له، بعد حصوله على الشهادة الثانية، وبالفعل تم ذلك.

أرقام قياسية عالمية
في عام 1963، اسطاع التمساح المصري أن يحقق رقما قياسيا جديدا، حيث احتل المركز الأول في أطول سباق للسباحة الطويلة حول العالم، والذي استمر لمدة 36ساعة في بحيرة ميتشجان بالولايات المتحدة الأمريكية وكانت المسافة المقرر قطعها 135 كيلومتر، كما فاز أيضا في عام 1965، بسباق مونتريال، واستمر في السباحة لمدة 29 ساعة ونصف وحصل على المركز الأول، وكان هذا السباق هو أحد الأسباب التي دفعت الاتحاد الدولي لإعلانه أعظم سباح في التاريخ في المسافات الطويلة كما كان له دور في فوزه بلقب سباح القرن، كما خاض أيضا سباقات أخرى مثل كابري - نابولي بإيطاليا، وسنتافي - روساريو بالأرجنتين.


تمساح ذو أخلاق إنسانية
أخذ "أبوهيف" من التمساح قدرته الفائقة على السباحة، ولكنه لم يأخذ منه طباعه السيئة، وافتراسه للآخرين، حيث تميز بحس إنساني رقيق، وله العديد من المواقف التي تثبت ذلك، حيث تبرع بجائزته المالية في إحدى السباقات لأسرة السباح الإنجليزي ماتيوس ويب الذي غرق في بحر المانش، وتبرع بجائزة أخرى لجورج فاليري السباح الفرنسي وبطل العالم في سباق الظهر عقب إصابته بالشلل، كما تقاسم الجائزة التي فاز بها في سباق مونتريال مع رفيقه على الرغم من انسحابه في بداية السباق لمرضه.

بطل يصارع مع المرض
أطلق عليه محبوه لقب "تمساح النيل"، وقاهر المانش، وتم إطلاق اسمه على أحد الشواطئ الكبرى بمسقط رأسه بمدينة الإسكندرية، وحصل على العديد من الجوائز، أبرزها وسام الرياضة من رئاسة الجمهورية، ولقب سباح القرن العشرين في مايو 2001، كما قام الاتحاد الدولي لمحترفي السباحة الطويلة بمنحه لقب أعظم سباح في التاريخ، واختير كأفضل ثالث سباح في العالم، وحصل في عام 1963م على لقب أفضل رياضي في العالم.

في أواخر حياته، تعرض لأزمة صحية، وحينها عرضت عليه الحكومة المصرية أن يسافر إلى الخارج لتلقي العلاج على نفقة الدولة، إلا أن الرياضي ذا الأخلاق العالية رفض، لأن علاجه متوفرا في مصر، واستمر يصارع مع المرض حتى توفى في  21 أبريل 2008 عمر يناهز الـ 79 عاماً.