كتب : نادر شكرى
قال الانبا باخوم النائب البطريركي لشُؤون الإيبارشية البطريركية الكاثوليكية أنه  بعد مرور ستة سنوات ومازالت هذه الذكرى تتخطى كل طائفة وديانة وجنسية. هولاء الشهداء اصبحوا ايقونة شهادة لعالمنا المعاصر، لكل شخص يؤمن ولايمانه يعطي كل ما لديه حتى حياته ومستقبله. لانه يؤمن والايمان حياة اعمق واكبر من الحياة بذاتها. نعم يبقى الايمان حياة تفوق حياة. هذا ما اعلنه هولاء الشهداء، بموتهم اعلنوا حياة اعمق من حياة كثيرين احياء. 
 
وتابع " أتذكر شخصيا مقابلتي لعائلتهم وابنائهم عام ٢٠١٦، وكم من منهم استقيت امل ورجاء، ومعنى حتى للالم. واليوم قداسة البابا فرنسيس في رسالة فيديو يؤكد "إنهم قديسينا، قديسو جميع المسيحيين".
 
يؤكد قداسته: هؤلاء الرجال المسيحيين والمعمدين بالماء والروح القدس قد تعمدوا في ذلك اليوم أيضا بالدم. إنهم قدسيينا، قدِّيسو جميع المسيحين، وقدّيسو جميع الطوائف والتقاليد المسيحية. إنهم الذين بيَّضوا حياتهم بدماء الحمل، إنّهم شعب الله، شعب الله الأمين. رجالٌ عادين، أرباب عائلة، رجال يرغبون تربية ابنائهم، رجال بكرامة العمال، لا يسعون فقط لكي يحملوا الخبز إلى بيوتهم وإنما ليحملوه إلى البيت بكرامة العمل. هؤلاء الرجال قد قدّموا شهادة ليسوع المسيح. ذبحوا بوحشيّة .
 
هولاء امتزجت دمائهم بدماء البحر، ليبقى للابد، بقاء البحر. مازال هذا البحر يلامس العديد والعديد من البلاد، ويعلن كل مرة: هناك من يعطي حياته ثمنا لايمانه، نعم هناك من يعطي دمائه ثمنا لايمانه.
 
هذه الذكرى، بكل الم نتذكرها، ولكنها تصبح لنا اليوم نافذة رجاء، مصدرا للشجاعة، سببا للتضامن لكي لا يبقى بعد إرهاب، لكي تصبح البشرية كلها (اخوة). وهذه الاخوة قادرة ان تمسح كل تطرف، وتمحي كل تعصب، وتروي كل اعمال المحبة والتعاون والسلام. 
 
وباسم اللجنة الأسقفية للاعلام، نتقدم لاهالى وأبناء واحباء هولاء الشهداء بكل الحب والامتنان لتقدمتهم الكبيرة الذين مازلوا يتقدموا بها: دموعهم، الامهم، حنينهم. ومعهم نرجوا في القيامة والحياة الأبدية.