كتب – سامي سمعان
قام البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، بزيارة مدينة أور الأثرية، في اليوم الثاني من زيارته التاريخية إلى العراق.

وإقام البابا فرنسيس صلاة الأديان من أجل أبناء وبنات إبراهيم، بمشاركة أتباع مختلف الديانات والطوائف العراقية، تأكيدا على قيم السلام والتعايش والتسامح والأخوة الإنسانية.

واختُتمت كلمة قداسة بابا الفاتيكان، في اللقاء بين الأديان في أور بصلاة يرفعها أبناء إبراهيم، وهذا نصها:
أيُّها الإلَهُ القَدير، يا خَالِقَنا ويا مُحِبَّ البَشَرِ وَكُلِّ ما صَنَعَتْ يَداك، نَحْنُ أبْناءَ وَبَناتِ ابراهيم المُنتَمِينَ إلى اليَهُوديَّةِ والمَسيحيَّةِ والإسْلام، مَعَ كافَةِ المُؤْمِنينَ وَجَميعِ أصْحابِ النَوايا الحَسَنَة، نَشْكُرُكَ لأنّكَ أعطَيْتَنا ابراهيم، ابنَ هذهِ الأرْضِ النَبِيلَةِ والعَزِيزَة، أبًا مُشتَرَكًا في الإيمان.

نَشكُرُكَ لأنَّهُ مِثالُ الرَجُلِ المُؤمِن، الذي أطاعَكَ حتى النِهايَة، فَتَرَكَ عائِلَتَهُ وَقَبِيلَتَهُ وَوَطَنَهُ لِكَي يَذهَبَ إلى أرضٍ لا يَعْرِفُها.

نَشْكُرُكَ أيضًا على المِثالِ الذي قَدَّمَهُ لنا أبونا المُشْتَرَك في الشَجاعةِ، والثَباتِ وقُوَةِ النَفس، والكرَمِ والضِّيافَة.

نَشْكُرُكَ، بِصُورةٍ خاصّة، لإيمانِهِ البُطوليّ، الذي أظْهَرَهُ باسْتِعدادِهِ للتَضْحِيَةِ بِابنِهِ طاعَةً لِأمْرِك. إنَّنا نُدرِكُ أنَّ ذَلِكَ كانَ لَهُ امتِحانًا في غايَةِ الصُّعُوبَة، لَكِنَّهُ خَرَجَ مِنْهُ مُنْتَصِرًا، لأنَّهُ وَثِقَ بِكَ دونَ تَحَفُظ، أنتَ الرَحِيمُ الذي يَمْنَحُ دومًا فُرَصًا لِلْبَدءِ مِن جَديد.

نَشكُرُكَ لأنَّكَ أفَضْتَ بَرَكَتَكَ على أبينا إبراهيم فَجَعَلْتَهُ بَرَكَةً لِجَميعِ الشُعُوب.

يا إِلَهَ أبينا إبراهيمَ وإِلَهَنا، نَسْأَلُكَ أنْ تَمْنَحَنا إيمانًا قَويًّا، جادًّا في عَمَلِ الخَير، إيمانًا يَفْتَحُ قُلُوبَنا لَكَ ولِكُلِّ إخوَتِنا وأخَواتِنا، ورجاءً لا يَخيب، قادِرًا على أنْ يَرَى أمانَةَ وُعُودِكَ في كُلِّ مَكان.

اجْعَلْ كُلَّ واحِدٍ منّا شاهِدًا على اهتِمامِكَ وَحُبِّكَ لِلْجَميعِ وَخاصَّةً اللاجئينَ والمُشَرَّدين، والأرامِلِ والأيتام، والفُقَراءِ والمَرضى.

افتَحْ قُلُوبَنا لِلْمَغْفِرَةِ المُتَبادَلَة، فنُصْبِحَ أَدَواتٍ لِلْمُصَالَحَةِ، فنَبْنِيَ مُجْتَمَعًا أكثرَ عَدالَةً وأُخُوَّة.

اقبَلْ جَميعَ المَوتى في دارِ الأبَديَّة، دارِ السَّلامِ والنُور، وَخاصَّةً ضَحايا العُنْفِ والحُروب.

اعْضُدِ السُّلُطاتِ المَدَنيَّةَ في البَحْثِ عنِ المَخْطُوفينَ والعُثورِ عَلَيْهِم، وفي حِمايَةِ النِساءِ والأطفالِ بِصُورَةٍ خاصَّة.

ساعِدْنا أنْ نَعْتَنِيَ بالأرْض، بَيْتِنا المُشْتَركِ الذي وَهَبْتَهُ، بِجُودِكَ وَصَلاحِكَ، لنا جَميعًا.

أيِّدْنا في إعادَةِ بِناءِ هذهِ البِلاد، وامنَحْنَا القُوَّةَ اللازِمَةَ لمُساعَدَةِ الذينَ اضْطَرُّوا إلى مُغادَرَةِ بيُوتِهِم وأراضِيهِم، لِلْعَوْدَةِ بأمانٍ وَكَرامَة، لبَدْءِ حَياةٍ جَدِيدَةٍ مُطْمَئِنَّةٍ ومُزْدَهِرَة. آمين.