بقلم جورج حبيب ( سيدني-استراليا )
تعتبر العظة علي الجبل هي دستور المسيحيين –والذي وضعه السيد المسيح له المجد مركزا علي الناحية العملية في الوصية والاهتمام بعمقها وليس الشكل الخارجي-كما كان الناموس-لذلك كان يردد ( سمعتم انه قيل –ولكن اقول لكم )
 
وقد صحح السيد المسيح الكثير من الفهم من غاية الوصية وهو حب الله –لان من يحب الله لا يخطيئ اليه –وانما ينفذ كل ما يحبه –بعيدا عن حتي شبه الشر
ولعل ما يثبت اهتمام السيد المسيح بالناحية العملية في الوصية-ما ورد في سفر الاعمال –( الكلام الاول انشاته يا ثاؤفيلس عن جميع ما ابتدا يسوع يفعله ويعلم به  اع 1:1 )
 
وللاجابة عن السؤال –هل طبق السيد المسيح العظة علي الجبل عمليا خلال خدمته علي الارض خاصة انه شابهنا في كل شيئ ما خلا الخطية وحدها ؟
الاجابة نعم وسنري بعض الامثلة علي ذلك1-  احترزوا ان تصنعوا صدقتكم قدام الناس مت 1:6 )
 
( ولكن لئلا نعثرهم اذهب الي البحر والق صنارة والسمكه التي تطلع اولا خذها ومتي فتحت فاها تجد استارا فخذه واعطهم عني وعنك مت 17:27
 
هنا نجد ان السيد المسيح فعل موضوع الجزية في خفاء ولم يعلم بقية التلاميذ ولا بقية الناس-وكان يمكنه ان يري الجميع انه يدفع الجزية التي من المفروض دفعها من الاجنبيين فقط –وكان تبارك اسمه يفعل الكثير من الخير في الخفاء-بل كان يطلب مما فعل له معجزة ان لا يقول لاحد
 
2- ( ومتي صليت فلا تكن كالمرائين فانهم يحبون ان يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم مت 5:6 )
 
  وقد طبق المسيح له المجد الصلاة في الخفاء عمليا-عندما ذهب الي الجبل ليصلي وحده (وبعدما صرف الجموع صعد الي الجبل منفردا ليصلي ولما صار المساء كان وحده مت 14 :23)
 
3- لا تكنزوا لكم كنوزا علي الارض حيث يفسد السوس والصدا وحيث ينقب السارقون ويسرقون مت 19:6 )
 
  وقد طبق السيد المسيح ذلك ففي خلال خدمته لم يهتم اطلاقا بالمال ولم يكن له مكانا يقيم فيه- (فقال له يسوع للثعالب اوجره ولطيور السماء اوكارا واما ابن الانسان فليس له اين يسند راسه مت 8 :20 )
 
4- لا تدينوا لكي لا تدانوا مت 7 : 1 )
طبق السيد المسيح ذلك في المراة التي امسكت في ذات الفعل-وكتب لكل الموجودين خطاياهم وبعدها لم يدنها –بل قال اما ادانك احد  ....ولا انا ايضا (فلما انتصب يسوع ولم ينظر احدا سوي المراة قال لها يا امراة اين هم المشتكون عليك اما ادانك احد ..... فقال لها يسوع ولا انا ادينك اذهبي ولا تخطئي ايضا يو 8: 10 -11 )
 
كذلك علي الصليب غفر لصالبيه قائلا ( فقال يسوع اغفر لهم ي ابتاه لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون  لو 23 :34 )
5- طوبي للودعاء لانهم يرثون الارض مت (5 :5 )
 
  وهنا نجده وديعا متواضعا –ورغم انه الله الكلمة المتجسد –والذي تجثو امامه كل ركبة(-يدخل اورشليم راكبا علي اتان وجحش ابن اتان مت 21 : 6-7 )
ولم نسمع ان تفاخر المسيح له المجد بما صنعه من معجزات-وحينما ذكر انه والاب واحد كان ذلك لاثبات لاهوته وحتي يؤمنوا به
6-طوبي للرحماء لانهم يرحمون ( مت 5 : 7 )
 
 كان تبارك اسمه رحيما بالجميع  ( ولما راي الجموع تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين  كغنم لا راعي لها مت 9 : 36 )
ولعل في معجزة اقامة ابن ارملة نايين مثلا كبيرا علي رحمته تجاه هذه الارملة والتي فقدت وحيدها-حيث تقدم ولمس النعش واقام هذا الولد الوحيد لامه –قائلا لها لا تبكي ( لو 7: 11-17 )
 
7-  طوبي لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون ( مت 5 :9 )
نجده تبارك اسمه قد صنع سلاما اثناء محاكمته بين كلا من قيافا وحنان اللذان كان بينهما خصاما –وذلك بالرغم انهما كانا يحاكمانه ويعلمان انه لم يقترف اية خطية –كما انه صنع سلاما بين الارض والسماء بالصليب وفتح الفردوس مرة اخري
 
وهكذا يا احبائي نجد السيد المسيح في حياته علي الارض نفذ كل ما نادي به في العظة علي الجبال
 
وكذلك قال  والذي ارسلني هو معي ولم يتركني الاب وحدي لاني في كل حين افعل ما يرضيه ( يو8 :29 )