كان « محمد.ر» الطفل البالغ من العمر 14 عاما، يعيش وسط أسرة بسيطة الحال، بإحدى قرى البدرشين، والده عامل يخرج في الصباح لممارسة عمله، ووالدته تمكث في المنزل بصحبة أشقائه، وكان محبوبا وسط أسرته وكذلك أهالى المنطقة، بالإضافة إلى أنه كان يسعى دائما إلى مساعدة والده في العمل وكذلك أفراد أسرته، ومع مرور الوقت فكر في إيجاد عمل مناسب له بجانب دراسته حتى يتمكن من توفير بعض النقود لمساعده أسرته، ولم يكن يعلم أن ذلك العمل سيكون السبب في نهاية حياته، ومقتله على يد سائق توك توك.
 
وبعد مرور عدة أيام فوجئ بأحد أهالى المنطقة يعرض عليه العمل على التوك توك المملوك له، وبالفعل وافق الطفل وكان سعيدا، بعدما أصبح لديه مصدر رزق يتمكن خلاله من تلبية احتياجاته دون تحميل أسرته أعباء مصروفاته، بدأ الطفل في العمل على التوك توك داخل نطاق القرية التى يعيش فيها وبعض القرى المجاورة، كان يخرج في الصباح للعمل على التوك توك ومن ثم يعود آخر النهار معه بعض الجنيهات حصيلة عمله.
 
وفى يوم الواقعة فوجئ أفراد أسرته بتغيبه عن المنزل وعدم عودته بعد انتهاء عمله، اعتقدوا أنه لدى أحد أصدقائه أو أنه ما زال يعمل، ومكثوا بضعة ساعات أخري، ولكن الطفل لم يعد فخرج أفراد أسرته للبحث عنه، وبعد ساعتين من البحث، عثر على جثته أسفل كوبرى المرازيق بمنطقة البدرشين، واختفاء التوك توك، الصدمة أصابتهم بالذهول وانهار والداه، وقد قام الأهالى بإبلاغ الشرطة.
 
على الفور انتقلت قوة أمنية لمكان الحادث، وتم التحفظ على الجثة وبفحصها تبين وجود علامات خنق حول رقبته، الأمر الذى يؤكد أنه تعرض للسرقة، تم تحرير محضر بالحادث وتولت النيابة التحقيقات، بعد ذلك بدأ رجال المباحث في وضع خطة أمنية تتمثل في فحص علاقة المجنى عليه بأصدقائه ومن حوله، بالإضافة إلى فحص خط سير المجنى عليه لبيان آخر الأفراد الذين استقلوا معه التوك توك وتكثيف الجهود لكشف ملابسات الواقعة وتحديد مرتكبيها، كذلك نشر أوصاف التوك توك الذى كان يستقله المجنى عليه.
 
وبعد عمل التحريات اللازمة حول الواقعة، تبين مشاهدة «توك توك» يحمل نفس أوصاف المركبة التى كان يستقلها المجنى عليه أمام منزل سائق يدعى «إ. ف» يبلغ من العمر 32 عاما، مقيم بنفس القرية، وعلى الفور تم القبض عليه وبمواجهته أقر بأنه استوقف المجنى عليه وطلب منه توصيله لإحدى المناطق المجاورة، وحال سيرهما قام بخنق المجنى عليه باستخدام شال حتى فارق الحياة، وألقى جثمانه قبل كوبرى المزاريق دائرة المركز، وذلك بقصد سرقة التوك توك، وأخذه وفر هاربا، وبعد ذلك قام بتقطيع المشمع الخاص بسقف التوتوك ومحاولة حرقه لإخفاء معالمه نظرًا لكون المجنى عليه من أهل بلدته،
 
وفور انتهاء التحقيق معه صدر قرار بحس المتهم بعد توجيه تهمة القتل العمد والسرقة، وبعد ورود تحريات الأجهزة الأمنية وسؤال الضابط مجرى التحريات وورود تقرير الطب الشرعى وكذلك اعترافات المتهم، أمرت النيابة بإحالة المتهم لمحكمة الجنايات.
 
وبعد تداول القضية لعدة جلسات صدر قرار بإحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتى الجمهورية، لإبداء الرأى الشرعى في تطبيق عقوبة الإعدام عليهم، وقد جاء بالموافقة وبناء على ذلك قضت محكمة جنايات الجيزة، حضوريًا بإجماع الآراء، بالإعدام شنقًا للمتهم.