كتب – روماني صبري

شكل انهيار سعر الصرف في لبنان، ضربة قاصمة للوضع المعيشي المترنح، فالليرة اللبنانية انهارت، وسط عجز سياسي وحكومي عن إيجاد أي مخارج للحل، أو حتى وقف المنحى الانحداري للوضع في بيروت، في هذه الأجواء القاتمة، يستعيد الشارع اللبناني زخمه، في محاولة لإعلاء الصوت، رغم كل ذلك، لا حكومة في الأفق، لا مساعدات خارجية ولا انفراجة داخلية،  فمن يتحمل مسؤولية الانهيار في لبنان؟ ولماذا لم تتشكل الحكومة العتيدة؟ وأي صدى للشارع ولصوت الناس في مراكز القرار في لبنان؟، واقتحم محتجون متاجر بحثا عن سلع مدعومة محتكرة، وثمة توقعات بهبوط جديد لليرة مع رفع الدعم عن السلع، والشجار على علبة الحليب المدعوم بعدما خلت رفوف المتجر منه اختصر مأساة شعب بأكمله.

ينذر بانفجار كبير
للحديث حول الأزمة الاقتصادية بلبنان، قال الباحث والكاتب السياسي يوسف دياب، لاشك أن ما نراه اليوم في الأسواق اللبنانية، هو ترجمة واقعية للانهيار الاقتصادي الذي يعاني منه لبنان، والأصوات الغاضبة التي نسمعها اليوم في الداخل، عكست تدهور الأوضاع في البلاد."

مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية " سكاي نيوز عربية"، الانهيار الاقتصادي ترجمة عملية للفشل السياسي لكل المنظومة السياسية التي حكمت لبنان، والتسوية السياسية لم تنتج لبيروت إلا الخراب.

موضحا :" الوضع الراهن ربما ليس هو نهاية المطاف، لكنه ينذر بانفجار كبير، بدأنا نرى مؤشراته عبر الاحتجاجات بالشوارع والطرقات والأحياء الداخلية، وفي ظهور مسلحين، وحماية الأمن لبعض المناطق.

لافتا :" للأسف الشديد القائمين اليوم على السلطة في لبنان يتجاهلون كل هذه المستجدات على ارض الواقع، ولا يزالون يتعاطون مع الأمور وكأنهم يعيشون في كوكب آخر، وكأن البلاد ليست في وضع مأساوي، فقط يتصارعون على الحكم وغنائم لم تعد موجودة، نعم يتصارعون على بقايا دولة على شفير انفجار ربما يحرق الأخضر واليابس، وقد يحرق كراسيهم قبل تشكيل حكومة.

رئيس الجمهورية قدم كل ما لديه
ولفت ميشال أبو نجم، مسؤول العلاقات بمكتب نائب رئيس التيار، ما نراه اليوم في لبنان، نتيجة لانهيار سعر الصرف في البلاد، والمصارف تريد سحب الدولار من الأسواق، بالتعاون مع جهات مصرفية ومالية، من اجل تمويل نفسها."

مضيفا :" نعم الجهات السياسية عليها مسؤولية، لكن رمي السهام وتحميل مسؤولية الأزمة لرئيس الجمهورية وحده غير جائز، لأنه لا يحتاج السلطة التنفيذية، ومعلوم كم قد تقلصت صلاحياته بعد (الطائف)، وبعض القوى السياسية تريد الاستمرار في قضم ما تبقى من هذه الصلاحيات اللازمة للتواجد الدستوري في السلطة ولتفعيل المؤسسات.

مشيرا :" تشكيل الحكومة بداية الحل، أو التفكير في معالجة الأزمة المالية والاقتصادية المتفاقمة، ورئيس الجمهورية قدم كل ما لديه، فهناك رئيس حكومة مكلف، عندما يواجه المشكلات عليه أن يقدم اقتراحات لحلها، وان لا يسعى لإيجاد الحلول من قبل الدول الخارجية بخصوص تشكيل الحكومة، وهو الذي أوقع نفسه في مأزق الخيارات المتناقضة وعليه ايجاد الحلول لإنهاء الأزمة، فرئيس الجمهورية كما قلت قدم كل ما لديه."

ساسة لبنان مجرمون

فيما شددت الناشطة السياسية بارعة الأحمر، على أنها ترفض الحديث عن أزمة بلبنان، لافتة :"حيث لم نعد في أزمة، بل انهيار كامل، وارى أن وجود الساسة اللبنانيين في هذه المرحلة، عمل إجرامي، فهم انتقلوا من الإهمال واللامسؤولية والتأمر إلى عمل إجرامي، لتقاعسهم عن إنقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي الذي يعانيه، كما صرح وزير الخارجية الفرنسي.