سليمان شفيق
وسط صمود الشعب السوري بقيادة جيشة وقيادتة عشرة سنوات امام الغزو المنظم من التيارات الاسلامية مثل داعش وجيش النصرة والجيش الحر الاخواني ومساندة تركيا ودول خليجية والولايات المتحدة الامريكية ومعظم الدول الغربية .

فرضت بريطانيا عقوبات على شخصيات مقربة من النظام السوري من بينها وزير الخارجية فيصل المقداد، وفق ما أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب امس الاثنين .. و قالت بريطانيا إنها فرضت عقوبات جديدة تستهدف ستة أعضاء في حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، بينهم وزير الخارجية فيصل المقداد، لدورهم في "قمع الشعب السوري".

وأوضح وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب "اليوم، نحاسب ستة أفراد آخرين من النظام لاعتدائهم الشامل على المواطنين الذين يفترض بهم أن يحموهم".

عندما كان بشار الأسد شابا لم يكن يتخيل أنه في يوم ما سوف يحل محل أبيه حافظ الأسد ليرأس سوريا، إذ إن شقيقه الأكبر باسل هو الذي تم إعداده إلى هذا المنصب. وفي يناير 1994، توفي باسل في حادث سيارة ليتم استعداء بشار، وبعد ست سنوات توفي حافظ الأسد ووصل بشار الأسد، طالب الطب في لندن إلى سدة الحكم. وبعد اتهام سوريا بقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري تحول الطالب الخجول إلى زعيم سياسي .

وبعد عشر سنوات على اندلاع الأزمة في سوريا، يبدو أن المشهد السياسي في هذا البلد قد انقلب رأسا على عقب، إذ رأى معظم المحللين السياسيين بعد انطلاق الاحتجاجات السلمية التي تحولت إلى صراع مسلح أن بشار الأسد لن يتمكن من الاحتفاظ برئاسة البلاد أمام ضغط الشارع والمجتمع الدولي وقوات المعارضة التي تلقت اعترافا ودعما دوليا غير مسبوق. لكن في 2021 يبدو أن الأسد في طريقه للفوز بدورة رئاسية رابعة بعد تلقيه دعما كبيرا من روسيا وإيران مكنه من الصمود في وجه الأزمة، فيما فشلت المعارضة في تشكيل جبهة موحدة تجعلها قادرة على إنتاج بديل للنظام.

هكذاعلى الرغم من الدمار والموت والتشرد الذي تشهده سوريا منذ عقد من الزمن، صمد رئيسها بشار الأسد في وجه الثورة والعزلة والحرب والنقمة. بعد عشر سنوات من اندلاع تحركات شعبية ضده، يستعد مجددا بعد أشهر لخوض غمار انتخابات رئاسية تبدو نتائجها محسومة لصالحه.

على الطرف الآخر فشلت المعارضة على اختلاف مكوناتها بتوحيد صفوفها وتقديم بديل جدي عن النظام. وعلى وقع خسائر ميدانية متتالية، بات صوتها خافتا وقياداتها مشتتة وتتحرك وفق أجندات داعميها.

قبل عقد من الزمن، انطلقت ثورات شعبية في عدد من الدول العربية ضد التسلط والقمع والفقر. وأطاح الغضب برؤساء وأنظمة دكتاتورية حكمت بلدانها بقبضة من حديد لعقود، وإن لم تأت دائما بالحرية والرخاء المنشودين.

سقط بن علي ومبارك والقذافي.. وصمد الأسد.
رغم كل ذلك لازال الغرب لم يعي الدرس وينتقد الدول التي تكافح الارهاب بحجة حقوق الانسان ويساعد بشكل معلن او من وراء الستار الارهاب ويدعم الارهابيين .