كتبت - أماني موسى

كرمت وزارة التضامن الاجتماعي، الأمهات المثاليات الفائزات في المسابقة السنوية التي تنظمها الوزارة بمناسبة عيد الأم، تقديرًا للدور العظيم الذي تقوم به الأم المصرية في حياة أسرهن.

وبالطبع فإن الفائزات من مختلف محافظات مصر قدمن نماذج تحتذى في رحلة كفاحن لأجل قيادة حياة أسرهن.

كان من بين الفائزات السيدة  صباحة أنور  شنودة، الأم المثالية الأولى على محافظة الإسكندرية، وهي امرأة ترملت وهي في سن صغيرة (٢٥ سنة) بعد سبع سنوات فقط من زواجها، فكرست حياتها لأجل أبنائها الثلاثة، فعملت في مجال حياكة الملابس على ماكينة خياطة لتوفر لنفسها مصدرًا للدخل يساعدها على مواجهة أعباء الحياة. الرائع أن أبناءها شاركوا معها في رحلة الكفاح فكانوا يعملون في فترة الصيف لزيادة دخل الأسرة. وكلل الله رحلة كفاح أسرة السيدة صباحة فأنهى الأبناء دراستهم الجامعية بنجاح فأصبح الأبن الأكبر مهندسًا والابنة معلمة والابنة الأخرى محاسبة، ليطمئن قلب الأم المثابرة على عليهم وتقف أمس على منصة التكريم لتفاخر بأبنائها وبما صنعته لأجلهم.

نموذج آخر نجده في أعماق صعيد مصر، تلك البقعة العامرة بحكايات التاريخ السحيق وحكايات الكفاح الذي لا يتوقف لأهله الصامدين الصابرين.

السيدة هناء فوزي الأم المثالية على محافظة الأقصر، التي توفي زوجها هي الأخرى بعد ثماني سنوات فقط من زواجها، فقررت أن تنتقل من القرية التي تنتمي إليها وتسكن بها إلى المدينة حيث الفرص أوسع للحصول على عمل يوفر لها دخلًا تنفق منه على أسرتها الصغيرة، وأعانها حصولها على شهادة جامعية (ليسانس الحقوق) في أن تجد عملًا مناسبًا لتبدأ رحلة كفاحها التي أثمرت حصول الابنة الكبرى على بكالوريوس الطب البيطري والابن الأصغر على بكالوريوس الطب والجراحة، لتقف هي الأخرى بفرحة خاصة على منصة التكريم يملؤها الشعور بأنها أدت رسالتها كما ينبغي، وبأن الله الذي أعانها أشبع قلبها بتكريمها كأم مثالية وبالأكثر بأنها قدمت للمجتمع ابنة وابنًا ناجحين، مؤهلين لمواجهة الحياة وهما متسلحان بشهادتيهما وبما تعلماه من الأم البطلة.