كتب – روماني صبري 
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، بأن رسالتنا إلى المسيحيين الفلسطينيين أبناء هذه الأرض المقدسة في هذه الايام المباركة بأن كونوا دوما ثابتين ومتشبثين بإيمانكم وانتماءكم لكنيستكم وعراقة وجودكم وحضوركم في هذه البقعة المباركة من العالم .
 
وجاءت تصريحاته التي أدلى بها  لدى مشاركته في ندوة على الزووم بمناسبة الصوم الأربعيني المقدس : 
 
لسنا غرباء ولسنا دخلاء في هذه الارض المقدسة وصومنا انما هي مسيرة روحية توصلنا الى الالام والقيامة وكل هذه الاحداث الخلاصية تمت في هذه البقعة المقدسة من العالم التي هي ارض الميلاد والفداء والبركة والقداسة والنور .
 
افتخروا بانتماءكم للكنيسة الام فمن هنا انطلقت الرسالة المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها كما وافتخروا بانتماءكم لفلسطين ارضا وشعبا وقضية وانتماء وهوية ولا تتقوقعوا ولا تسمحوا لاي جهة بأن تعمل من اجل تكونوا في حالة انعزال وتقوقع عن محيطكم الانساني والوطني .
 
لقد اصبحنا قلة في عددنا بسبب ما ألم بنا وبشعبنا ولكننا لسنا اقلية ولا يمكننا ان نقبل بأن يعاملنا احد كأقلية فنحن وان كنا قلة في عددنا الا اننا مكون اصيل من مكونات شعبنا وفلسطين التي ننتمي اليها جميعا هي الارض المقدسة حاضنة التاريخ والتراث والمقدسات والاصالة والعراقة .
 
لا تتقوقعوا ولا تتأثروا امام ما تشاهدونه من تحريض ونشر لثقافة الكراهية هنا وهناك فلا يجوز ان نواجه الكراهية بالكراهية والتطرف بالتطرف ورسالتنا دوما يجب ان تكون رسالة المحبة والاخوة والسلام والتلاقي والتسامح والوحدة الوطنية والانسانية بين كافة مكونات شعبنا الفلسطيني .
 
اصوات النشاز نسمعها بين الفينة والاخرى وهي تحرض على الطائفية والكراهية وهؤلاء بغالبيتهم الساحقة انما هم مرتبطون باجندات خارجية او هم غارقون في ثقافة التخلف والجاهلية والتي نتمنى ان يخرجوا منها لان نهضة هذا الوطن وانتصار هذا الشعب لن يكون الا من خلال الوحدة والاخوة والتلاقي بين كافة مكوناته وتعاونهم وتفاعلهم دفاعا عن انبل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .
 
لا يمكننا ان نقبل بأن يسيء احد للمسيحيين وحضورهم ورموزهم الدينية وما لا نقبله للمسيحيين لا نقبله لغيرنا ايضا فنحن نرفض اية اساءة او تطاول على الاخرين وخاصة اخوتنا المسلمين شركاءنا في الانتماء الانساني والوطني والذين يُستهدفون هم ايضا في مقدساتهم واوقافهم .
 
المسيحيون الفلسطينيون في هذه الارض المقدسة يجب ان يكونوا دوما ملحا وخميرة لهذه الارض ومصدر خير وبركة لهذا الشعب ولا يجوز ان تؤثر علينا اية تيارات او خطابات او مؤامرات او محاولات ايا كان مصدرها هدفها اقتلاعنا من انتماءنا المشرقي النقي وهويتنا الفلسطينية الاصيلة والاصلانية ومن عراقة حضورنا الذي لم ينقطع لاكثر من الفي عام في هذه البقعة المقدسة من العالم .
 
اذكركم بكلمات خالدات وردت في الكتاب المقدس " لا تخف ايها القطيع الصغير«لاَ تَخَفْ، أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ."... (لو 12: 32-44)
 
" فإذا ما شاهدتم انكم قلة في عددكم فكونوا على يقين بأن اهمية الحضور المسيحي في هذه الأرض المقدسة انما تتجاوز كثيرا هذه النسبة العددية والمسيحيون الفلسطينيون يجب ان يكونوا دوما حاملين لشعلة الايمان متقدة ودعاة للخير والمحبة والرحمة والسلام ومدافعين حقيقيين عن قضية شعبهم العادلة .