اختتم مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية أعمال دورته العاشرة مساء أمس، بحفل توزيع الجوائز الذى أقيم بنادى التجديف على نيل الاقصر، والذى أحيته المطربة آسيا مدنى بفاصل من أغانى الفلكلور فى بلدها السودان ضيف شرف المهرجان هذا العام.

 
وتحت عنوان «10 سنوات من الخيال» خرج المهرجان فى ظروف شديدة الصعوبة بسبب فيروس كورونا، وقُدم عدد من الاحتفاليات المهمة، ومنها إصدار كتاب بنفس العنوان للكاتب سعد القرش يوثق فيه أهم ملامح دورات المهرجان التسع الماضية، ويرصد مراحل التطور من دورة لأخرى، وكرّم عشر شخصيات ساهمت فى دعم المهرجان منذ دورته الأولى وحتى العاشرة، وقام بعقد ورشة لتدريب عشرة مخرجين شباب من أبناء القارة منهم خمسة مصريين، وأشرف عليها المخرج سعد هنداوى.
 
لم تخرج جوائز المهرجان كثيرا عن توقعات النقاد والسينمائيين المتابعين للمهرجان، ومنها فوز الفيلم المغربى «زنقة كونكا كت» للمخرج إسماعيل العراقى بجائزة الفيلم الروائى الطويل، وهو الفيلم الذى شارك فى عدد من المهرجانات حول العالم ومنها مهرجان فينسيا. كما لم تكن مفاجأة أن تمنح لجنة التحكيم الافلام القصيرة شهادة تقدير خاصة للطفل الطيب محمد عن دورة فى الفيلم السودانى «اسمع رقصى»، وكذلك فعلت لجنة مسابقة الافلام الروائية الطويلة مع الفنان خالد الصاوى عن دوره فى فيلم «للإيجار»، ولم يكن خارج التوقعات أن يحصل مخرج الفيلم إسلام بلال على جائزة رضوان الكاشف عن عمله الأول، وهى الجائزة التى تمنحها جمعية شباب الفنانين المستقلين.
 
ومنحت لجنة النقاد الدولية «فيبرسى» جائزتها لفيلم «إنها ليست جنازة.. هذه قيامة» للمخرج ليموهانج جيرمى موزيزى من لوسوتو، وهو العمل الذى احتفى به المهرجان منذ يومه الأول باختياره فيلم افتتاح الدورة العاشرة بترشيح من لجنة المشاهدة التى تتضمن نقادت وسينمائيين.
 
وحصد فيلم «مع التيار نحو كنشاسا» للمخرج ديودو حمادى من الكونغو جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وهو الفيلم الذى أثار إعجاب كل من حضروه بتناوله لقضية شائكة تتعلق بتعويضات ضحايا ومصابى الحرب، وتتبع رحلة مجمعة من مصابى هذه الحرب الشاقة للعاصمة من أجل إسماع صوتهم للمسئولين.
** العقد الثانى
بإعلان الجوائز تختتم العشرية الأولى للاقصر السينمائى، والذى يدخل اعتبارا من الدورة المقبلة فى عقده الثانى، وهو ما دفع المخرجة عزة الحسينى لمناشدة رئيس الوزراء بتسهيل الاجراءات وتوفير وسائل دعم مناسبة لخروج الدورات المقبلة فى أفضل صورة، وإتاحة فرصة للتحضير الجيد أثناء التجهيز للمهرجان وبفترة كافية.
وقالت: هذه الدورة كانت دورة الإصرار، وبذلنا فيها جهودا غير عادية وتحدينا ظروفا كثيرة.
 
وجاءت تصريحات مدير المهرجان فى إطار تقييم للدورة العاشرة، والتى خرجت فى وقت ضيق جدا، فضلا عن ظروف تفشى الوباء التى صعّبت مهمة إدارة المهرجان، خاصة وأنها تستضيف سينمائيين من مختلف دول القارة الإفريقية، وهو ما يتطلب وقتا كافيا وتمويلا مناسبا لحجز تذاكر السفر ودفع تكاليف الاقامة.
 
ومن جانبه شدد سيد فؤاد على أهمية المهرجان ودوره الثقافى ودعمه للسينما المصرية ومد الجسور مع القارة الإفريقية عبر السينما والسينمائيين، وقال إن المهرجان رغم أهميته يعانى ماديا، ويواجه العديد من العقبات البيروقراطية، والتى تصعب من مهمة الإدارة على إنجاز عملها.
 
وأكد فؤاد أنه كمهرجان مستقل يسعى للحصول على دعم من مؤسسات اقتصادية، ولكنه يواجه مشكلة مع فهم القطاع الخاص فى دعم النشاط الثقافى، وإلى أن تتغير هذه المفاهيم فإن الدعم الحكومى مهم وأساسى لاستمرار نشاط المهرجان.
 
وأضاف قائلا: «صحيح قدمنا 10 دورات ناجحة واحدة تلو الأخرى، ولكن هذا يحدث بشق الأنفس، وكنت أتمنى أن نصل لهذه النتائج بقدر أقل من المعاناة والمشقة، وكنت أتطلع لإنجاز دورات المهرجان بشكل أكثر هدوء، ولا أبدأ كل دورة من الصفر، ونريد أن نعمل بقدر أقل من التوتر الذى يربك الإدارة طول الوقت بسبب مشاكل يمكن تداركها لو عملنا فى مساحة أكبر من الوقت، ومن خلال توفير الدعم اللازم فى الوقت المناسب».