عبد المنعم بدوى

 
لفت نظرى بشدة لجوء الرئيس السيسى فى خطابه أمس ، إلى تكرار طلبه الذى لايمل منه ، وهو مناشدة الشعب فى التمسك بالأمن والأستقرار ، الذى هو سبيل التقدم والتنميه . 
 
ذكرنى ذلك بحكاية " حمار بوريدان "  ...  فقد كان هناك فيلسوف إسمه " بوريدان " لديه حمارا  ، جائعا إلى حد الهلاك ، وعطشانا إلى حد الموت ، فقدم بوريدان لحماره الأكل والماء ...  لكن الحمار ظل مترددا : هل يبدأ بالأكل أم بالماء ..  ظل مترددا لأنه حمار ، حتى مات جوعا وعطشا .
 
حمار بوريدان يقدم لنا درس فى خطأ الأختيار بين خيارين ضرورين ، فإذا أخترت أحدهما وتركت الأخر هلكت ، ولامفر من أن تختار الأثنين معا .
فحكامنا يضعوننا دائما بين خيارين ...   الحريه والديمقراطيه  أو  الأمن والأستقرار
 
فإذا أخترت الحريه والديمقراطيه فهم يقولون لك ...  إن الأخوان متربصون ، وسيقومون بالقضاء على مؤسسات الدوله ، وسوف تعم الفوضى وعدم الأستقرار .
 
لذلك فأقبل بالأستقراروالأمن الذى نوفره لك  ، وفى سبيل تحقيقهما تنازل عن حريتك ، وأقبل بالحكم الديكتاتورى الأستبدادى .
 
نحن نطالب ويطالب معنا كثيرون بالحريه والديمقراطيه مع الأستقرار والأمن  ، فكل منهما مكمل للأخر ، وأختيار أحدهما دون الأخر يفسد الأمر كله ...  ويجعل من يقبل بخيار واحد منهما هالك لامحاله مثل حمار بوريدان