Oliver كتبها
-حين ترك المسيح اليهودية ترك ما صارت إليه الأمور هناك.لقد وضع أساساً و ها تلاميذه يعمدون في اليهودية معمودية يوحنا.الآن لابد أن يجتاز اليهودية.يجتاز كل ما فيها مستهدفاً السامرة.
 
-لن يختلف الأمر كثيراً بين اليهودية و السامرة لكن لأن رب المجد جاء لأجل خاصته لهذا بدأ بها.الراعى الصالح يعتننى بكل الخراف.في الجنوب اليهودية و في الشمال إسرائيل و بينهما حدود من الكراهية و الإحتقار و الرفض من أبناء يعقوب الواحد.تصارعت الأسباط و إنقلب الأحباء إلى فرقاء. إجتياز هذه الحدود أمراً حتمياً للخلاص.لا عقد قديمة مع عمل المسيح فينا.تجاوز حدود الكراهية و التعصب و الرفض يحتاج عملاً خلاصياً من المسيا.لا يمكن عبور هذه التخوم بغير معونة روح الله.
 
- السامرة مزيج من شعب الله و أهل العالم لذلك إحتقرهم اليهود.مزيج من أفكار وثنية إمتزجت بالعبادة و صارت شخصية إسرائيل مزدوجة. تزاوج بين السماء و الأرض وفقاً لأهواءها هذا التزاوج أنجب فكراً عنيداً يستعصى عليه الإيمان الحى.يسأل عن الروحيات بمنطق البشر و يطلب ماء السمائيات بالحبل و الدلو.يتعبد بينما يرفض الحوار مع الله؟يرى الله كرجل يهودى من  المنقلبين عليه.
 
-فى مواقف كثيرة نصبح كلنا سامريون.خليطاً بين ما لله و ما للناس.نفتقد نقاوة القلب التى كنا عليها قبل السقوط..نسقى من نشاء برضانا و نحرم من نشاء من سقيانا و ندعى التميز بإسم الله.نريد المسيا من نتاج أفكارنا و إن قابلناه شخصياً نرفض أن نعطه ليشرب بينما نصلى مغمضى القلوب من أجل ماء الحياة.
- كلنا سامريون و الخمسة أزواج هى حواسنا التى لم تعد مقدسة.نحتاج أن نسمع صوت المسيح الذى يستدعي ما تبقي فينا و هو السادس أى إرادتنا التي ما عادت لنا.يتحكم فيها آخر .أى آخر لكنه ليس روح الله.المسيح الآن يستدعيها لأنه بدونها لا يوجد تجاوب بين عمل الله و قلب الإنسان.
 
- صراع العقل و الروح هو عنوان الإنسان في العصر الحديث.و هو عنوان الحوار بين المسيح و السامرية أيضاً.كانت تكلمه بمنطقها الخاص. إمرأة قدام رجل. سامرية قدام يهودى.منطق يرى المسيح إلهاً متناقضاً مع نفسه.هو عطشان و يعرض تقديم ماء الحياة مجاناً؟منطق يرى الله بعيون الجسد و يظنه حسب تصورات الناس المحدودة. كلنا سامريون و قد عطلنا الفكر البشرى عن الثقة بالقدرة الإلهية .
 
- إن الأرض قدام السماء مجرد بئر.بمنطق الناس إن أراد المسيح أن يستخرج لنا منها خيراً فعليه أن يتبع نفس طريقة تفكيرنا.عليه بحبل و دلو .لكن المسيح وهبنا ماء الحياة من جنبه بلا حبل و لا دلو.لم يتبع منطقنا الذى يحسب الصليب لعنة بل فكره الإلهى الذى يجعل الصليب نعمة و خلاصاً. منطق الأرض يقرأ الإنجيل كثقافة و منطق الروح يؤمن أنه كلام الحياة الأبدية.نصبح سامريون حين نقرأ كلام المسيح بعقولنا دون إيمان.ندبر الكنائس بالعقول فينزوى الروح و يبقي العطش فى حلق شعب الله. الحكيم يعمل العقل فيما خلق له العقل و الإيمان فيما هو فوق قدرة العقل.مسيحنا فوق العقل لأنه من فوق
 
- الفكر البشرى كالسامرية. البئر عميقة قدامه و يد المسيح خاوية لا حبل و لا دلو.هل من جدوى فى صلاة لإله ليس في يديه حبل و دلو؟نناديه يا سيد و هو بالحق سيد الأسياد ثم ننبهه أنه لا يملك حبل و دلو و البئر عميقة؟هل يعرف هذا الإله كم  أتعابنا سحيقة و تجاربنا عميقة و طموحاتنا و حاجاتنا بلا قاع؟  هكذا ظن الجاهل في قلبه ليس إله.كثرت أوجاعه و هو ما زال يسرع وراء الآخر أما البار فبالإيمان يحيا.لأن السامرية أرادت من قلبها ماء الحياة فقد تركت طرقها البشرية.الجرة و الحبل و الدلو و الخجل و الخمسة أزواج و السادس و ذهبت بقلب فيه المسيح تكرز. لو فعلنا ما فعلت ننال الأبدية.
 
-كلنا سامريون حين نربط العلاقة بالله بالمكاسب  الأرضية دون الأبدية. المسيح يعرض ماء الحياة و السامرية تقبله بديلاً مريحاً طالما سيغنيها عن العودة إلى البئر .كلنا نقلد السامرية و نبحث عن إله مريح يغنينا عن دورنا البشرى.نريد المسيح و نرفض الصليب مع أن ماء الحياة أخذناه من جنب المصلوب.فى وقت ما لم تعرف السامرية ما ماء الحياة الأبدية هذا  و نحن مثلها لم نعرف المسيح حق المعرفة.
 
- سامريون الذين يرون المسيح كنبى.لا يخلصون حتى و إن جمعوا عنه و منه المعلومات.رأت السامرية أنه نبي فسألت عن مكان مجئ المسيا حيث يسجدون له و هو بنفسه  يكلمها ؟ ما زال البعض ير المسيح نبياً و هو الإله يكلمهما.المسيح ليس نبى مثل الأنبياء.المسيح يقول عما سيكون لأن كل شيء مكشوف و عريان قدامه.كل الأنبياء تنبأوا من الله أما المسيح فتنبأ من نفسه فلا نساويه بالأنبياء.هو  مصدر المعرفة والطريق و الحق و الخلاص و الحياة.عارف كل شيء فإقبلوه كإبن الله و ليس كنبى.
 
- السجود للمسيح بالروح القدس ينبوع الحياة  يفجر فى القلب نهراً لا يتوقف عن تدفق المحبة. لا سجود مقبول من غير المحبة.لله و الناس.الروح القدس هو الذى يغير طبيعة الجاهل إلى إبن لله على صورة المسيح يسوع .لنتوقف عن شكليات العبادة و المحبة باللسان .لنتوقف عن السجود لإله لا نعرفه و نبدأ السجود للذى عرفناه و لمسته أيدينا .لنسجد بالروح و نعبد بالروح فنصبح حسب إرادة الله المسيح الحى. المسيا الذى إنتظرته البشرية ليحييها.
- و للسامرية مقالات أخرى