كتب – روماني صبري 
 
كشفت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، اليوم الأربعاء، بالتزامن مع "يوم الصحة العالمي" والذي يتم الاحتفال به في السابع من أبريل من كل عام، عن مشاركة مصر في التجارب الإكلينيكة للقاحين لفيروس كورونا المستجد ضمن حزمة من البحوث في التجربة الإكلينيكية في مرحلتها الثالثة للقاح فيروس كورونا المستجد (كوفيد-١٩) ضمن مبادرة “من أجل الإنسانية” بالتعاون مع الحكومة الصينية، وشركة G42 الإماراتية للرعاية الصحية، ضمن حزمة متكاملة تشمل البحوث على اللقاحات المحتملة للفيروس والتعاون في مجال التصنيع حال ثبوت فعاليته، كما أشارت إلى أنه جار الانتهاء من جميع التجهيزات اللازمة لبدء تصنيع لقاحات فيروس كورونا المستجد من خلال الشركة القابضة للقاحات والمستحضرات الحيوية "فاكسيرا" بالتعاون مع شركة "سينوفاك" الصينية.
 
وأشارت الوزيرة إلى أن التعليم الطبي المهني المستمر لمقدمي الخدمة الطبية أولوية بالغة الأهمية لتقديم رعاية صحية بكفاءة وجودة عالية للمواطنين، ولذلك سعت الوزارة لتطوير القدرات العلمية والعملية للأطقم الطبية من خلال تطوير نظام البرامج التدريبية والتكليف للأطباء المصريين على نظام الزمالة المصرية، كما تم إطلاق منصة التعليم الإلكترونى للزمالة المصرية، لإتاحة برامج التدريب لجميع الأطباء الملتحقين بالزمالة، من خلال إتاحة البرامج التدريبية لكافة الأطباء بالتعاون مع منصات ومؤسسات التعليم الطبى العالمية، مشيرة إلى أنه تم اعتماد البرامج التدريبية بالزمالة المصرية بالتعاون مع الكلية الملكية البريطانية وإرسال بعثات للتدريب فى تخصصات الجراحة والباطنة والطوارىء وطب الأسرة، بالإضافة إلى ابرام بروتوكولات تعاون مع كلية طب جامعة هارفارد لتدريب الأطباء على البرامج التدريبية لتدريب المدربين والأبحاث الإكلينيكية، حيث تم تخريج قرابة 1600 متدرب بالبرنامجين.
 
وأكدت الوزيرة حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على امتداد الخدمات الصحية الشاملة للأشقاء في أفريقيا، مشيرة إلى أنه تم تنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية لعلاج مليون أفريقي من فيروس "سي" في عام 2019، بدول جنوب السودان، وتشاد وإريتريا، فضلاً عن تقديم الدعم الطبي لعدد من دول القارة الأفريقية من خلال فتح جسر جوي مستمر تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية حيث يتم إرسال القوافل الطبية بشكل دوري لتقديم الخدمة الطبية للمواطنين الأفارقة في مختلف التخصصات، فضلا عن الدعم الطبي في ظل التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد من خلال إرسال شحنات الأدوية والمستلزمات الطبية والوقائية بشكل دوري.
 
ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد السبكي، مساعد وزيرة الصحة والسكان للرقابة والمتابعة ورئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، خلال فعاليات المؤتمر السنوي الثاني للتغطية الصحية الشاملة، اليوم الأربعاء، والذي نظمته الهيئة العامة للرعاية الصحية بمجمع الإسماعيلية الطبي تحت رعاية الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، أن المنظومة استطاعت منذ اطلاقها في نوفمبر 2019 وحتى الآن تسجيل ما يزيد عن 3.5 مليون مواطن في محافظات بورسعيد والأقصر والإسماعيلية وجنوب سيناء.
 
وأشار "السبكي" إلى التعاون مع الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل والهيئة العامة للرقابة والاعتماد لتطبيق المنظومة في باقي محافظات المرحلة الأولى (السويس وأسوان)، بالإضافة إلى العمل مع وزارة الصحة لتضمين الخبرات والدروس المستفادة من تشغيل المرحلة الأولى في تخطيط المرحلة الثانية للمنظومة، وهو ما سينعكس على سرعة تطبيق المنظومة في باقي المحافظات وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية.
 
وتابع "السبكي" أن المنشآت الصحية التابعة لهيئة الرعاية تمكنت من نيل ثقة المنتفعين لتقديم حوالي 4 مليون خدمة طبية تشمل أكثر من 50 ألف عملية جراحية بعضها عمليات جراحية فائقة الدقة أُجريت للمرة الأولى خارج القاهرة، موضحًا أن اللامركزية في تقديم الخدمات الصحية أحد أهم الأولويات لزيادة إتاحة الخدمات وضمان تحقيق الحماية المالية من خلال تخفيض النفقات غير المباشرة مثل أعباء الانتقالات التي كانت تمثل عائقًا رئيسيًا للفئات الأكثر احتياجًا في طريق الحصول الرعاية الصحية الملائمة.
 
وأشار إلى أن المؤتمر يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للصحة وفقاً لأجندة منظمة الصحة العالمية، تحت شعار "بناء عالم أكثر صحة -وعدل" ليؤكد على الارتباط الوثيق بين مفاهيم دور الدولة في توفير الرعاية والعدالة الاجتماعية، وأهمية العمل الدؤوب على دعم الفئات الأكثر احتياجًا للرعاية للارتقاء بصحة جميع المواطنين دون تمييز ، وهي الرؤية التي تبنتها القيادة السياسية بوضوح.
 
ووجه الدكتور أحمد السبكي الشكر للدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان لدعمها الكامل المنظومة ومتابعتها الحثيثة لتطبيقها وفقًا للمعدلات الزمنية المحددة، مؤكدًا أن أهداف التأمين الصحي الشامل لم يكن ليتحقق لولا تخطيط وزارة الصحة والسكان للمنظومة وبناءها على أساس تعزيز دور وحدات ومراكز الرعاية الأولية بعد تطويرها لتصبح أداة النظام في توفير الخدمات في الريف والحضر على حد سواء.
 
ومن جانبها، أكدت الدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، أن تحقيق التغطية الصحية الشاملة هي من أهم العناصر الأساسية الحاسمة لمنظمة الصحة العالمية وهو ما أكدت عليه بوضوح أهداف التنمية المستدامة خاصة الهدف 3.8، والذي ينص على "ضمان أن يتمكن جميع الناس والمجتمعات من استخدام الخدمات الصحية المعززة والوقائية والعلاجية والتأهيلية التي يحتاجون إليها وذات جودة كافية لتكون فعالة، بما في ذلك الحماية من المخاطر المالية، والحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية الجيدة، والحصول على الأدوية واللقاحات الأساسية الآمنة والفعالة وذات الجودة العالية والميسورة التكلفة للجميع".
 
وأضافت "القصير" أن مصر حددت بوضوح التغطية الصحية الشاملة كهدف ذي أولوية لإصلاح القطاع الصحي في خطة التنمية المستدامة 2030 في مصر والتي ترتكز على ثلاثة محاور اقتصادية واجتماعية وبيئية، وذلك من منطلق إيمان مصر الراسخ بأهمية الرعاية الصحية الشاملة كركائز للنظام الصحي والسبيل الوحيد للوصول إلى "الصحة للجميع".
 
كما أشادت" القصير" بالمجهودات الكبيرة التي بذلتها مصر للتصدي لجائحة فيروس كورونا والتي تطلبت تضامن كافة أجهزة الدولة المصرية وقد عمل الجميع على مدار الساعة من أجل إيجاد التوازن بين الاستجابة المباشرة للجائحة مع التخطيط والعمل بشكل استراتيجي للحفاظ على الحصول على جميع الخدمات الصحية وخاصة الأساسية، لتحقيق مبدأ حق الجميع في الحصول على الخدمات الصحية والذي تقوم عليه منظمة الصحة العالمية