"أجمل ما فى صناعة وبيع الفوانيس، أنها بمثابة رسالة محبة بين أبناء الوطن الواحد، ودليل عملى على روح التسامح التى تربط بين المسلمين والمسيحيين فى مدينة قوص بمحافظة قنا" .. بهذه الكلمات عبر هانى خيرى" صاحب ورشة للموبيليا" والذى كرس وقته وجهده قبل حلول شهر رمضان المبارك، لصناعة فوانيس رمضان لإسعاد الكثير من المسلمين مع قدوم الشهر الكريم.

 قبل 4 أعوام من الآن، بدأت فكرة الدخول لمجال صناعة فوانيس رمضان، تراود خيال هانى خيرى، ما بين القبول والرفض والتخوف من قبول الفكرة من حيث المبدأ، ثم توقعات الخسارة، لكن الروح الوطنية وحب الفرحة التى يشاهدها على وجوه الأطفال مع قدوم شهر رمضان، كانت الحاسم الأكبر فى قبول صفقة ماكينة صناعة الفوانيس.

بدأ صناعة الفوانيس منذ أعوام ونجحت الفكرة التى وجدت قبول ورواج كبير من الأهالى، خاصة أنه قرر دخول المنافسة عن حب وقناعة للفكرة ذاتها قبل أن تكون للتجارة والربح، ما دفعه إلى تطوير أشكال و أحجام الفوانيس لكى تتناسب مع كافة الفئات العمرية والمستويات الاقتصادية المختلفة، حتى استطاع أن يصبح من أهم و أبرز صناع الفوانيس فى محافظة قنا، والوحيد فى مركز ومدينة قوص.

الهلال بجوار الصليب و بينهما فوانيس رمضانية متنوعة فى الشكل والألوان والأحجام، تجذب الصغار قبل الكبار فى جو تسوده المحبة والتسامح، وتحيط بهما زخارف لمصاحف وآيات قرآنية بجوار أيقونات مسيحية، تجسد واقع حقيقي يعيشه الجميع بعيداً عن الافتراءات والفتن التى يروج لها بعض الكارهين لمصر المحبة والسلام.

التطور الذى تشهده الحياة بشكل متسارع، ترك بصمات واضحة فى صناعة الفوانيس، التى تأخذ أشكالاً مختلفة عن كل عام، فصور الأطفال من الصبيان والفتيات تزين معظم الفوانيس المرصوصة على الأرفف فى انتظار حضور أصحابها لاستلامها، ولم يقتصر وضع الصور على الأطفال فحسب، بل أصبح مطلب للشباب والفتيات، للحصول على خصوصية فى الفانوس تميزه عن غيره من الفوانيس التى تباع فى بقية المحلات.

وقال هانى خيرى" صاحب ورشة موبيليا"، أعمل فى صناعة الموبيليا وتصميم بعض الأشكال والزخارف والديكورات منذ فترة بعيدة، لكن بدايتى مع صناعة الفوانيس كانت منذ 4 أعوام، بعدما عرض على أحد الأشخاص شراء ماكينة مخصصة لصناعة الفوانيس، وتخوفت من عدم قبول الفكرة، لكن رؤيتى لفرحة الأطفال وشرائهم للفوانيس دفعنى لإتمام الفكرة وشراء الماكينة ومن وقتها وبدأت مع ارميا حكيم" المسئول عن تصميم الفوانيس" فى تنفيذ الفكرة سنوياً.

وتابع خيرى، طموحنا فى صناعة الفوانيس كان أكبر من الشكل التقليدى المتاح تصميمه وتنفيذه على الماكينة، فقد طورنا من شكل الفانوس ولم يقتصر الأمر على ما يتاح من الماكينة، فبدأنا بإدخال الأسماء على الفوانيس حتى يشعر من يشترى أو يقتنى الفانوس بخصوصية له، وبعدها وضعنا صور و أشكال لبعض المشاهير والرموز، وبعدها بدأنا فى طباعة صور الأطفال أو الشباب على جانبى الفانوس، وهو ما كان له مردود ايجابى مع كل الفئات، فضلا عن التنويع والتطوير فى ألوان و زخارف الفوانيس.

و أضاف خيرى، نجاح الفكرة و إقبال الناس عليها، جعلنا ملزمين بتطوير عملنا، و الاستعداد مبكراً لموسم رمضان، فقبل رمضان على الأقل بشهرين نبدأ فى تجهيز الخامات التى نشتريها من القاهرة والبدء فى تطيع الأشكال تمهيداً لتجميعها قبل حلول الشهر الكريم، حتى نستطيع أن نلبى احتياجات المتعاملين معنا سواء من التجار أو الأشخاص العاديين الذين يحضرون إلى المعرض وبرفقتهم أطفالهم لاختيار الشكل والنوع المناسب.

و أشار خيرى، إلى أن عملية تصنيع الفوانيس لا تستغرق وقت كبير، لكن عملية التجميع تحتاج حوالى نصف ساعة وقد تزيد للفوانيس والأشكال الجديدة حتى يتم تجميعه بإتقان، كما أننا حرصنا على أن تتناسب أسعار الفوانيس مع كافة الفئات، فأقل فانوس يبدأ من 10جنيهات و يتزايد السعر حسب الحجم والتصميم ليصل إلى 200 جنيه للفوانيس الكبيرة التى يوضع حولها هلال.

و أضاف ارميا حكيم" مسئول تصميم الفوانيس بورشة الموبيليا": ساعدتنا إمكانيات وقدرات الماكينة، على تنفيذ أشكال و أحجام مختلفة من الفوانيس، لتتناسب مع كافة الفئات التى ترغب فى اقتناء الفوانيس، وكل فترة نعمل على تطوير الفكرة حتى يشعر الناس باختلاف عن العام السابق.