كتبت - أماني موسى

توافق اليوم ذكرى رحيل الفنان جورج سيدهم، الذي أثرى السينما والمسرح بعدد من الأفلام والمسرحيات، التي خلدت في ذهن المشاهد المصري والعربي.. ورغم أنه رسم البسمة على وجوه الملايين إلا أن حياته كانت مليئة بالاختبارات والمحطات الصعبة ورغم هذه الصعوبة ظللها الوفاء والإخلاص من قبل زوجته الدكتورة ليندا التي كانت بجواره طيلة رحلة المرض والحياة معًا.. نورد بالسطور المقبلة محطات من حياة الفنان الرحل.

نشأته

وُلد الفنان جورج سيدهم في 28 مايو 1938 في مدينة جرجا بمحافظة سوهاج.

ولد دون صراخ وظنوه أنه ميت
في أحد لقاءاته السابقة، قال سيدهم: "إنه وُلد كأنه ميت، لأن ولادته كانت عثرة، وولد صامتًا دون حراك أو بكاء كما هو معروف، فظنت (الداية) أنه ميت، ووضعته تحت الفراش، ثم دخلت إحدى الجارات إلى الغرفة، ولما علمت بالأمر، قامت الجارة بشق بصلة، ومررتها تحت أنفه، فصرخ.

فرقة ثلاثي أضواء المسرح
درس في كلية الزراعة، وكوّن مع صديقيه سمير غانم والضيف أحمد فرقة ثلاثي أضواء المسرح، وبدأ حياته الفنية في بداية الستينيات، وسبقها ترأسه فرقة المسرح بكلية الزراعة خلال فترة دراسته الجامعية.

زواجه في سن متأخر من الدكتورة ليندا

لم يكن ينوي الزواج، وكان يرى أنه منظومة غير ناجحة، وتزوج في عمر الـ الـ53 عامًا من الدكتورة الصيدلية ليندا.

وقال الفنان سمير غانم ببرنامج"شيخ الحارة"، إن جورج سيدهم، كان لا يعترف بالزواج نهائيًا وكان يطلق عليه "النظام الفاشل".

إصابته بالجلطة بسبب شقيقه

مضيفًا في لقاء سابق ببرنامج "شيخ الحارة"، إن صديقه الفنان جورج سيدهم أُصيب بجلطة شديدة ونُقل إلى أحد مستشفيات مدينة نصر، وأن السبب يرجع إلى صدمته في شقيقه "أمير" الذي أخذ أموال الفرقة التي كان يعمل بها، وهاجر إلى أمريكا بجميع الأموال.


بداية مشواره الفني كموظف في فرق التلفزيون

بدأ جورج مشواره الفني موظفًا في فرق التلفزيون المسرحية التي تكونت مع بدء الإرسال التلفزيوني في مصر أوائل الستينيات، ثم مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح التي كونها المخرج التلفزيوني محمد سالم، ضمت جورج والضيف أحمد، عادل نصيف الذي هاجر فانضم بدلاً منه سمير غانم.

اشتهر الثلاثي باسكتشات دكتور الحقني وكتوموتو، ثم انتقل نشاط الفرقة إلى المسرح، ومن أعمالها:
طبيخ الملايكة (1964)، براغيت (1967)، مسرحية حواديت (1969)، فندق الأشغال الشاقة (1969)، كل واحد وله عفريت (1970)، الراجل اللي جوز مراته (1970).
كما لمعوا في أول فوازير لرمضان من إخراج محمد سالم فوازير ثلاثي أضواء المسرح (1968)، ثم فوازير وحوي يا وحوي (1969).

ومن أعمال الثلاثي في السينما: القاهرة في الليل (1963)، منتهى الفرح (1963)، آخر شقاوة (1964)، آخر جنان (1965) المشاغبون (1965)، الشقيقان (1965)، ذكريات التلمذة (1965)، 30 يوم في السجن (1966)، رحلة السعادة (1966).

بالإضافة إلى إضراب الشحاتين (1967)، شنطة حمزة (1967)، شاطئ المرح (1967)، بنت شقية (1967)، نورا (1967)، العريس الثاني (1967)، أفراح (1968)، 3 نساء (1968)، حلوة وشقية (1968)، الزواج على الطريقة الحديثة (1968)، نشال رغم أنفه (1969)، الحرامي (1969)، العميل 77 (1969)، لسنا ملائكة (1969)، المجانين
الثلاثة (1970)، فرقة المرح (1970) واحد في المليون (1970).
 
وفاة الضيف أحمد واستمرار الفرقة
وفي السادس من أبريل 1970 توفى الضيف أحمد، وعلى الرغم من وفاته إلا أن الفرقة استمرت بنفس الاسم لفترة وقدمت أعمال منها: إنت اللي قتلت عليوة (1970)، موسيكا في الحي الشرقي (1971)، جوليو ورومييت (1973)، فندق الثلاث ورقات (1974)، من أجل حفنة نساء (1974)، أزواج بلا ماضي (1975)، منطقة ممنوعة (1975)، المتزوجون (1976)، أهلاً يا دكتور (1981).

بداية الثمانينات وانفصاله فنيًا عن سمير غانم
وفي 1983، انفصل جورج وسمير فنيًا وكون كل منعها فرقة مستقلة، مع استمرار اسم فرقة الثلاثي مع جورج الذي قدم بمفرده عدة مسرحيات منها: (درويش يتألق فرحا (1983)، جواز مع الاشتراك في الأرباح (1984)، كلام خواجات (1984)، لو أنت فأر أنا قطة (1988)، حب في التخشيبة (1994)، وآخر عمل قدمه للمسرح: نشنت يا ناصح (1995).

إصابته بالجلطة الأول وفقدان الحركة بالجزء الأيمن من الجسم

في عام 1997 أصيب جورج سيدهم بجلطة في المخ نتج عنها حدوث شلل تام في الشق الأيمن من جسده، كما أثرت على مركز الكلام، مما أدى إلى ابتعاده عن الفن.

أخر أيامه

كشفت زوجته الدكتورة ليندا أنه عانى من الجلطة على مدار نحو 20 عامًا، لكنه كان واعيًا لكل ما يدور حوله، وفي أخر يومين له على الأرض شعر بدوار شديد، واعتقدت أنه يعاني من التهاب في الأذن الوسطى، وعليه أجرت اتصالا هاتفيًا بطبيب مختص الذي سارع إليه رغم ظروف كورونا ولكن اتضح أن ما شعر به ليس بسبب التهاب الأذن الوسطى".

الوفاة بهبوط حاد في عضلة القلب
وأضافت زوجة جورج سيدهم أنه في اليوم التالي تم إدخاله المستشفى بشكل استثنائي بسبب الخوف من مرض كورونا بعد أن عانى من هبوط حاد في عضلة القلب وبعدها بنصف ساعة صعدت روحه إلى بارئها في 27 مارس 2020 عن عمر يناهز الـ 83 عامًا.