بقلم : هاني صبري 
يستغل بعض شيوخ الفتنة الأحداث التي يتعرض لها الوطن والأقباط لبث سمومهم البغيضة والدعوة للطائفية والكراهية وتقسيم المجمتع علي أساس ديني لمحاولة الفرقة والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد وهذه الإدعاءات الباطلة فيها ازدراء وتحقير من المسيحيين. والإضرار بالمجتمع.
 
عندما استشهد المصري الأصيل نبيل حبشي سلامه بشمال سيناء علي يد تنظيم داعش الإرهابي وحجتهم في خطفه وقتله أنه يدعم ويساند الجيش والدولة المصرية وهذا الشهيد نموذج مشرف لنا في القوة والثبات والشجاعة وصلابة إيمانه وحبه لوطنه ولَم يرهبه داعش بأسلحتهم.  
 
وقد أستغل المدعو شيخاً عبد الله رشدي الحدث ويقول أن خادم نصرانياً قتل وأن المسييحين أهل ذمة ونصاري..
 
أعتاد هذا الشيخ التعدي بالقول وبطريق العلانية علي المسيحيين وازدراء المسيحية ، وهذا ثابت علي مواقع التواصل الاجتماعي. وثابت أيضاً في فيديوهات عديدة متداولة له في وسائل الإعلام المختلفة يزدري فيها المسيحية. 
 
وأن ما يدَّعيه يمثل جرائم استغلال الدين للترويج لأفكار غير صحيحة بقصد إثارة الفتنة وتحقير وازدراء الدين المسيحي والطوائف المنتمية له ، والإضرار بالوحدة الوطنية وتكدير السلم والأمن العام.
 
أن حرية الاعتقاد مكفولة بمقتضي الدستور والقانون ولكن هذا لا يبيح لمن يجادل في أصول دين من الأديان أن يمتهن حرمته أو يحط من قدره أو يزدريه عن عمد، فليس له أن يحتمي في ذلك بحرية الاعتقاد ، وإنما تضع مرتكب تلك الجرائم تحت طائلة القانون.
 
نحن نرفض مصطلح أهل ذمة ، فنحن لا نريد أن نكون بذمة اية جماعة نحن لسنا عبيد نحن في ذمة أنفسنا أحرار كما خلقنا الله.
 
نحن في دولة المواطنة التي تعني ببساطة المواطن بغض النظر عن دينه أو نوعه أو لونه أو عقيدته فالكل أمام القانون متساوون في الحقوق والواجبات.
 
ونرفض جملةً وتفصيلاً مصطلح أهل الذمة ولا ينطبق علينا نحن المسيحيين ولا يمكن أن يوصف به شركاء الوطن بحال من الأحوال. وهذا المصطلح كان له سياق تاريخي وانتهي ولم يعد هناك وجود له لوجود أنظمة حديثة تمامًا تقوم علي المواطنة والمساواة أمام القانون.
 
كما يُزعم الشيخ أننا نصارى ، نحن المسيحيون لسنا نصارى كما قرر، فالنصارى تاريخيًا، هم أتباع بدعة كانت موجودة في شبة الجزيرة العربية أيام نبي الإسلام ، وهم قبائل الناصريين، هم كانوا أقرب إلى اليهودية منه إلى المسيحية. وكانت  هذه البدعة تعترف بيسوع كخادم لله ولكن لم تكن تؤمن بأنه “الله” ولا أنه “الكلمة المتجسد” ، والمسيحية رفضت هذه البدعة وليس لهذه الطائفة أي علاقة بالمسيحيين المصريين ولَم تعد هذه البدعة موجودة.
 
يتساءل الكثيرين كيف تبدل الاسم من ناصريين إلى نصارى؟
الجواب يأتي من اللغة العربية عينها. فكل كلمة في العربية ينتهي آخره بألف مقصورة يدل على صفة فيها علة. هو جمع “سلبي”. فنرى مريض يضحي مرضى، كسول يضحي كسالى، أحمق يضحي حمقى.. وعليه، من هذا المنطلق كلمة نصارى هي تصغير للناصرين.
 
ونرفض تسمية المسيحيين بالنصاري لأنها تنم عن عدم معرفة ويريد من يفرض الاسم احتقار  المسيحية وهو يجهل التاريخ والحقائق الثابتة. 
 
فنحن مسيحيين لأننا تلاميذ يسوع المسيح مخلصنا وربي، وسُمت باسمه منذ تكويني، وبنعمته سأحمل هذا الاسم حتى آخر نفس.
 
وفي الكتاب المقدس نرى أنه يصف يسوع بـ “الناصري ” 13 مرة.؟ 
أولا : لأنه من مدينة الناصرة.
ثانيًا : وهو السبب الأهم، لأن الرب يسوع المسيح  نذير مُسح وكُرس بالروح القدس وكلمة ناصري باليونانية (ναζωραῖος) تأتي من كلمة “نذير” التي تعني بالعربية “مكرس” أو “ نذير” أو “مفصول للمقدسات”. الرب يسوع المسيح  نذير مكرس لأنه قدوس الله، الذي مُسح وكُرس بالروح القدس. 
ونطالب هذا الشيخ بالتوقف عن ازدراء المسيحية وعدم تكدير السلم والأمن العام وعدم التطرق للمسيحية بما ليس فيها، لأن مثل هذه الإدعاءات تضع مرتكبيها تحت طائلة القانون ، وهناك إدعاءات أخري ذكرها سوف نرد عليها في حينه.
 كما نطالب وزارة الأوقاف بالتحقيق معه وسبق لوزارة الأوقاف أن أصدرت قرارات ضده بإيقافه عن العمل.
 
كما نطالب اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفية المشكلة بقرار رئيس الجمهورية رقم ٦٠٢ لسنة ٢٠١٨م مواجهة مثل هذه الدعاوي التي تنال من سلامة واستقرار الوطن لمنع حدوث أحداث طائفية تضر بالمجتمع ومواجهتها وقفاً للقانون بكل حزم للمحافظة علي الأمن القومي للبلاد.