كتب – روماني صبري 
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، بأن رسالتنا كمسيحيين فلسطينيين في هذه الايام المقدسة والمباركة التي نستعد فيها للولوج الى اسبوع الالام والقيامة المجيدة هي اننا سنبقى متشبثين بإيماننا وقيمنا ورسالة المحبة والاخوة والسلام التي ننادي بها دوما كما اننا سنبقى متشبثين بانتماءنا الوطني لفلسطين الارض المقدسة، مضيفا عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"،: 
 
هنالك مؤامرات ومحاولات تقوم بها جهات مشبوهة مرتبطة بالصهيونية وادواتها بكافة مسمياتهم واوصافهم بهدف النيل من عزيمة وارادة ومعنويات المسيحيين في بلادنا خاصة وفي هذا المشرق بشكل عام .
 
انه مشروع هادف لافراغ مشرقنا من المسيحيين وتغريبهم واقتلاعهم من جذورهم المشرقية وانتماءهم لاوطانهم .
 
نحن في فلسطين سنبقى كمسيحيين مفتخرين بانتماءنا للمسيحية المشرقية النقية التي بزغ نورها من هذه الارض المقدسة وسنبقى مدافعين حقيقيين عن قضية شعبنا العادلة.
 
ولن نستسلم لاولئك الذين يعملون عبر ابواقهم الاعلامية المشبوهة على ادخال المسيحيين في حالة تيه وضياع وتشتت وكأنهم يعيشون في ازمة هوية .
 
لا توجد عندنا ازمة هوية فالازمات موجودة في عقول هؤلاء الذين يروجون لخطابهم المشبوه واغلبهم موجودون في امريكا وعندهم منصات اعلامية نعرف جيدا من يغذيها ويمولها ويوجهها ، وهؤلاء هم جزء من مشروع استعماري هادف الى افراغ مشرقنا وبلدنا من المسيحيين تحت مسميات مختلفة وتبريرات لا يمكن القبول بها بأي شكل من الاشكال .
 
اقول للمسيحيين الفلسطينيين افتخروا بانتماءكم لارض الميلاد والتجسد والفداء والقيامة والنور ولا تقبلوا بأن يشتتكم اي خطاب متصهين ومتأمرك يسعى البعض لتسميم مجتمعنا به .
 
المسيحيون كانوا وسيبقون ملحا وخميرة لهذه الارض وهم مطالبون اليوم لكي يكونوا مصدر خير وبركة لاوطانهم ولفلسطين بشكل خاص .
 
لا ننكر التحديات التي يعاني منها المسيحيون ولا ننكر ما يتعرض له المسيحيون من ضغوطات ولكن وجب علينا ان نواجه كل هذا بإيمان قوي وانتماء نقي وعزيمة وارادة صلبة وبصدق واستقامة وحكمة ورصانة ولا يجوز لمسيحيي بلادنا ان يتأثروا بأي خطاب متصهين يسعى لاقتلاعهم من جذورهم الوطنية وهو خطاب مستورد من الغرب وله ادواته ومن يسعى للترويج له في هذه البقعة المباركة من العالم .
 
نعيش في فترة كثرت فيها وسائل التواصل الاجتماعي واضحى كل واحد قادرا على ان يصنع من نفسه نجما اعلاميا وان يروج لما يريد ونحن بدورنا نقول لابناءنا كونوا حكماء لكي تتمكنوا من التمييز ما بين الصالح والطالح ولكي تميزوا ما بين الخطاب الصحيح والخطاب المغلوط المشوه للحقائق والوقائع والذي اهدافه مبيتة وخبيثة ومعروفة لدينا جميعا .
 
ان اولئك الذين يتسكعون في شوارع Washinton DC وغيرها من المدن الامريكية ونعرف جيدا ماذا يفعلون هناك والاجندات التي يخدمونها لا يحق لهم ان يُنظّروا وان يقولوا لمسيحيي المشرق ماذا يجب ان تفعلوا .
 
من هو حريص على الحضور المسيحي في هذا المشرق يأتي اليه لكي يحافظ على هذا الحضور على الارض وليس عبر منصات اعلامية مشبوهة من امريكا ومن غيرها من الاماكن .
 
من يريد الحفاظ على الحضور المسيحي في هذا المشرق لا يهرب متنصلا من مسؤوليته ولا يلجأ الى جهات كانت سببا في تدمير سوريا والعراق وغيرها من اوطاننا واقطارنا .
 
من يريد الحفاظ على الحضور المسيحي في هذا المشرق يبقى فيه مدافعا عن هذا الحضور وهذا الانتماء ومدافعا عن قضايا الحق والعدالة ونصرة المظلومين والمعذبين في كل مكان .
 
نعيش في زمن رديء حيث اصبح العملاء والمرتزقة والمأجورون يستخدمون منصاتهم الاعلامية المأجورة للمتاجرة بالحضور المسيحي ولبث سمومهم وافكارهم الرديئة في مجتمعاتنا .
 
ان اهل فلسطين المسيحيين هم ادرى بما يحدث فيها وليسوا بحاجة الى من ينظر ويتفلسف ويروج لخطاب الكراهية والتضليل والتشويه الاتي الينا من هنا او هناك .
 
اقول لمسيحيي هذا المشرق ولمسيحيي فلسطين بشكل خاص ابقوا في وطنكم وواجهوا التحديات التي نعرفها جميعا بالايمان والصبر والحكمة والصلاة والرصانة والاستقامة والوعي الحقيقي وابتعدوا عن هؤلاء المشبوهين الذين يخاطبونكم من الغرب لكي تتركوا بلدانكم واوطانكم ، فهذا المشرق مشرقنا وهذا الوطن هو وطننا ونحن لسنا غرباء في هذا المشرق كما اننا لسنا غرباء في فلسطين وستبقى اجراسنا تقرع وسيبقى بخورنا متصاعد الى السماء ولسان حالنا يقول نحن قوم نؤمن بمن اتى الينا متجسدا ومقدما لنا ذاته لكي يخلص البشرية بأسرها .
 
نسأل الله بأن ينير النور المقدس المنبلج من قبر الخلاص عقول وضمائر الكثيرين لكي يعودوا الى رشدهم وانسانيتهم وقيمهم الحقة .