عرض/ سامية عياد
الاعتراف بدون توبة لا فائدة منه ، والتوبة بدون اعتراف لا قيمة لها ، فسر الاعتراف هو سر التوبة ، هما وجهان لعملة واحدة ، فإذا كانت التوبة هى قناعة داخلية بالخطأ فالاعتراف ما هو ألا إعلان ذلك ....
 
المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "الاعتراف والتوبة" وضح لنا أن التوبة هى قناعة الشخص بانه قد أخطأ ، ويدين نفسه بل يحكم عليها ، والاعتراف الحقيقى ليس مجرد سرد خطايا للأب الكاهن فقط ، إنما بدايته من داخل الشخص المخطىء الذى يدين نفسه بل يقبل أى عقوبة تحل عليه من الله والناس ويشعر انه يستحقها، والتوبة الحقيقة تجعل الشخص يرد الظلم الذى قد وقع على الآخرين ، وخير مثال زكا العشار الذى قال فى توبته "وإن كنت قد وشيت بأحد ، أرد أربعة أضعاف" وهذا يعلمنا أن التوبة بدون رد لا تكفى .
 
أيضا التوبة الحقيقية تحتاج الى الاتضاع ، وليس الكبرياء ، فالشخص المتضع هو الذى يعترف بخطاياه ولا يقدم تبريرات لها ، أما المتكبر هو الذى يدافع باستمرار عن نفسه ، ويبرر تصرفاته وأقواله وبالتالى التوبة لا تعرف طريقا لقلبه ، فالذى يتقن أنه مخطىء وضميره يبكته بشدة على خطيته ، من السهل عليه أن يغير مسلكه ويتوب ولا يستمر فى الخطية ولا يعود إليها ، أما الذى لا يريد أن يعترف بخطيته بسبب كبرياءه فما أسهل أن يستمر فيها وكأن شيئا لم يكن لأن قلبه لا يدين خطيته ولا تتعبه من الداخل وبالتالى كيف لهذا الشخص أن يتوب طالما غير مقتنع أنه مخطىء وإذا اعترف بها يكون اعترافه غير حقيقى لانه لا يصدر من قناعة داخلية بخطئه .
 
اعترافك بدون قناعتك بالخطأ هو اعتراف عديم الفائدة ، عليك أولا أن تقتنع داخليا بأنك مخطىء وتبكت نفسك بشدة ، ثم يأتى الاعتراف كخطوة تالية لتأكيد قناعتك الداخلية ، وبالتالى يكون الاعتراف حقيقى يأتى بثماره المفرحه ..