عرض/سامية عياد 
على مدار تاريخها اعتادت الكنيسة عمل الميرون المقدس فهو السر الثانى فى عداد الأسرار الكنيسة السبعة بعد سر المعمودية ، وهو سر مسحة المقدسة الذى يدهن به الشخص بعد معموديته ، كما يستخدم فى تدشين المذابح والكنائس والأيقونات وغيرها...
 
قداسة البابا تواضروس الثانى فى حديثه عن "فرحة الميرون" وضح لنا أن سر الميرون كان يمارس وقت آبائنا الرسل بوضع اليد على المعمدين ، ولكن بعد انتشار الكرازة رتب الآباء بإرشاد من الروح القدس عمل الميرون المقدس ليكون هو المسحة المقدسة التى تحل محل وضع اليد كما يقول الكتاب المقدس "خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس" وهو ما يؤكده القديس بولس الرسول الى أهل كورنثوس"ولكن اغتسلتم ، بل تقدستم" ، واستطاع الآباء الرسل عمل الميرون من خلطة الحنوط الموجودة على كفن السيد المسيح والأطياب التى أحضرتها المريمات ومزجوها بزيت الزيتون النقى وقدسوها بالصلاة وكلمة الله وجعلوها دهنا مقدسا لسر مسحة الروح القدس يدهن به المؤمنين بعد تعميدهم.
 
وفى تاريخ كنيستنا الأرثوذكسية المصرية يعتبر القديس أثناسيوس الرسولى هو من أول من عمل الميرون عام 340م معتمدا على ما أحضره القديس مارمرقس من خلطة الحنوط والأطياب فى زيت الزيتون التى عملها الأباء الرسل ، واستمر بعد ذلك عمل الميرون عبر تاريخ كنيستنا 39 مرة خلال عصور مختلفة ، ويتكون الميرون المقدس من إضافة 27 مادة مستخلصة كزيوت عطرية ، بالإضافة الى زيت الزيتون عالى النقاء ، وقد استخدمت الكنيسة أسلوب جديد فى تحضير الميرون المقدس منذ عام 2014 لضمان استخلاص الزيوت العطرية الطبيعية بكفاءة عالية ونقاوة كاملة بإمكانيات تمتلكها كبرى المصانع فى العالم ، وكانت النتائح مبهرة فقد تم إعداد 600 كيلو جرام من زيت الميرون مع 300 كيلو جرام من زيت الغاليلاون ، واستخدمت هذه الكمية على مدار ثلاث سنوات بمعدل 200 كيلو سنويا مقسمة على حوالى 100 إيبارشية ومنطقة رعوية ، واستمر إعداد الميرون كل ثلاث سنوات بنفس الكميات إذ أنها معدلات كافية تماما لاستخدمها خلال هذه الفترة .
 
وتعتزم الكنيسة خلال الأيام القادمة عمل الميرون المقدس للمرة 40 فى تاريخ كنيستنا ، بنعمة الرب يسوع وشفاعة أمنا العذراء والقديس مارمرقس الرسول شفيع كنيستنا وكاروز بلادنا مصر الحبيبة ، بركة هذا السر تكون معنا جمعيا ...