كتب - روماني صبري
شهد الخميس الماضي عرض حفل الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي بمناسبة الاحتفال بأول أيام عيد الفطر، على فضائية "ON" ، ما جعل الرومي "تريند" مؤشر البحث جوجل وحديث مواقع التواصل الاجتماعي، وغنت الرومي بصوتها الجميل الذي سرعان ما ينزل الراحة بالروح  أغان للسيدة أم كلثوم ولكن بتوزيع جديد يتوافق مع تطور الأوركسترا من توزيع أحمد الموجي، وكان تم إلغاء الحفلات الجماهيرية لمجابهة فيروس كورونا، وتقرر إذاعة الحفلات "أون لاين"، وغنت الرومي تحت قيادة المايسترو نادر عباسي، قائد أوركسترا الاتحاد الفيلهارموني في القاهرة، وأقيم الحفل يوم ٢ من شهر أبريل الماضي، وحفل الرومي بقصر القبة أول الحفلات التي تحييها ماجدة الرومي في 2021 ، ما جعلها أول فنانة تغني في قصر القبة بعد فتحه للجمهور.


من اكتشف موهبتك؟
تقول الرومي :" الفن يجرى في عروقي منذ الصغر ، وذلك لنشأتي في منزل ملحن لبناني عظيم وهو حليم الرومي ...فتحت عيني لاقيت نفسي بغني لحب عائلتي للفن ، فضلا عن الحان والدي التي كانت تخترق أذني دون استئذان ، لذلك أود أن أشير إلى أن والدي لم يتفاجأ بموهبتي ، لأنه كان يستمع لصوتي وأنا صغيرة ما جعله يؤمن أن ابنته ولدت لتكون مطربة ."


ماكرون يتأثر بحديثها
كان تأثر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بكلام الرومي، في إطار زيارته لبيروت لدعم الشعب اللبناني ومساندته بعد انفجار مرفأ بيروت، وقالت صفحتها الرسمية ان ماكرون تأثر لكلام ماجدة الرومي التي رأت الدمعة في عينيه فعانقها وكأنه بها يعانق الشعب اللبناني ليقول: ستكونون بخير.


وقالت الرومي عبر مقطع فيديو، أنها تقدمت بالشكر للرئيس الفرنسي جراء ما فعله مع لبنان، موضحة :" قلت له تأثرت كثيرا لزيارته السيدة فيروز ولمست فيها روح لبنان الباقي فينا، الحلم والمنفى اللي بنحبه، واللي حسيته لما حكيت عن فيروز أنه كان متأثر وشفت في عيونه دموع بالأمس".

الرومي وكلمات
طرحت الرومي ألبوم "كلمات" عام 1991، ليحقق الألبوم نجاحا عظيما، كذلك أغنيتها السينجل  "آدم وحنان" من فلم الآخر ليوسف شاهين، ومن ألبوماتها الأخرى : خدني حبيبي 1977، من زمان 1982، العصفورة 1983، يا ساكن أفكاري وغيرها، حين أبصر موهبتها المخرج المصري العالمي يوسف شاهين، جعلها تشارك عام 1976 في بطولة فيلمه "عودة الابن الضال.

والدتها مصرية
الرومي من مواليد 13 ديسمبر عام 1956 ، تنحدر من عائلة الرومي التي تتأصل من عائلة البرادعي من مدينة صور في جنوب لبنان، عائلة برادعي التي كانت دائمة الزيارة لمدينة روم في تركيا أخذت لقب الرومي، والدها الموسيقار اللبناني حليم الرومي  ولد في صور، جنوبي لبنان، وفي عمر السنتين سافر مع عائلته إلى فلسطين بسبب الحرب العالمية الأولى ومن ثم عاد بعدها إلى وطنه الأم لبنان ليعمل ويتوفى فيه.

 وهي ابنة ماري لطفي المصرية من بور سعيد، ولدت في كفر شيما، وتعد من أشهر الفنانات العرب ونجمة في عالم الموسيقى والغناء العربي.

صوتك سيحدث ثورة
والدها كان وراء بروز "أسطورة الغناء" السيدة فيروز، ولقد تأثرت ماجدة الرومي منذ الطفولة بكبار الموسيقيين العرب أمثال محمد عبد الوهاب والسيدة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وأسمهان،  وقد لاحظ رايموند صدفي ابن عم ماجدة "أنها تملك صوتا استثنائيا يمكن أن يحدث ثورة إن هي احترفت الغناء".

 لكن العقبة الوحيدة كانت تكمن في حليم الرومي الذي رفض في البدء هذه الفكرة وبعد الموافقة اتجهت نحو برنامج استديو الفن البرنامج الأكثر شهرة في لبنان وذلك بمساعدة ابن عمها، حيث أذهلت لجنة التحكيم بأدائها المتميز لأغنية المطربة ليلى مراد "أنا قلبي دليلي" فمنحتها المركز الأول وبكل تفوق.

حليم الرومي لم يستطع أن يقول لا أمام التفوق الملحوظ الذي حققته ماجدة فأعطاها مباركته وتمنى لها التوفيق بل ولحن لها بعضاً من أغانيها فيما بعد.

قدمت في سنة 1975أغنيتها الأولى " عم بحلمك يا حلم يا لبنان، حصلت على شهادة البكالوريس في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية، وماجدة الرومي أم لابنتين هما "هلا ونور دفوني".

إسهامات إنسانية  
نشاطات إنسانيّة كثيرة رسمت من خلالها ماجدة الرومي أكثر من بسمة على وجوه العديد من النّاس في عام 2012، وهي التي عادت في هذا العام إلى جمهورها بألبوم طال انتظاره، فعلى الصّعيد الإنسانيّ، ختمت ماجدة العام بزيارة إلى مبنى "الإسكوا" التابع لمنظّمة الأمم المتّحدة في بيروت، حيث تعرّفت إلى الخطوات التي تتّخذها المنظّمة من أجل الحدّ من الفقر لدى الشباب، حيث أكّدت وجوب العمل يداً واحدة لمحاربة الشرّ بالخير، كما أعلنت انتفاضتها وأطلقت "حزب النّاس الموجوعين".

ومن المبادرات الإنسانيّة الأخرى التي أطلقتها ماجدة الرومي في عام 2012 كانت تخصيصها الجامعة الأمريكيّة في بيروت، وتحديداً صندوق المنح الدراسيّة، بتبرّع ماليّ هو عبارة عن عائدات إصدارها الأوّل من ألبومها الجديد "غزل" لتمويل دراسة الطلاب المحتاجين، ولم تبخل ماجدة الرومي بصوتها الجبّار الذي صدح في بكركي فرنّمت للبابا بنديكتوس السادس عشر "طوبى للسّاعين إلى السّلام"، لدى زيارته التاريخيّة إلى لبنان أمام الآلاف.