د. مينا ملاك عازر
مرة أخرى وليست أخيرة، تقف إسرائيل وإيران وجه لوجه سلاحاً وليس رجالاً يتواجهون كلا منهما يختبر قدرات الآخر، وللحق أنه في الوقت الذي تتعاظم فيه قدرات السلاح  الإيراني المطلق من غزة تجاه نقاط في إسرائيل، تتضاءل بالتالي القدرات الدفاعية لإسرائيل في التصدي لهذا السلاح، فمن بين كل مئة صاروخ يطلق من غزة يتم التصدي لثلاثين صاروخ، هذا مع تعاظم عدد المستدعين للاحتياط من الإسرائيليين لتشغيل القبة الحديدية، ربما العدد يتقلص ويزيد عدد المتصدي إليه فيما بعد، بعد اكتمال عدد المشغلين للقبة، لكن مع اكتمالهم يقل فرص استمرار دوران عجلة الاقتصاد الإسرائيلي، فالاحتياطي الإسرائيلي بل وربما الجيش نفسه عماده المهندسين والمدرسين والأطباء وكذا وكذا، ما يعني توقف تام وشامل للاقتصاد الإسرائيلي، كما أنني لا يمكنني تفويت فحص نقطة هامة وهي نوعية وكيفية الأهداف المستهدفة من قبل حماس، أحدهم وليس آخرهم مصنع للكيماويات، لا تنسى أنه قبل الصدام هذا، استطاعت إيران من خلال سوريا استهداف قريب جداً لمفاعل ديمونا النووي.
 
هنا وهنا فقط أيها السادة، علينا أن نعيد الأمور لنصابها، المواجهة الإيرانية الإسرائيلية التي أخذت أشكال كثيرة من قبل، أخذت هذا الشكل بعد الاستفزازات الإسرائيلية لأهل حي الشيخ جراح ولمصلين بالمسجد الأقصى، ما يعني أن المواجهة هذه المرة لا تجعل الفرصة لأحد من العالم العربي والإسلامي يقف على الحياد أو يحاول أخذ موقف الحياد المتعقل الضروري للوقوف لجوار حماس لكن الأهم هنا أننا –مصر- لا تنسى أنهم يمثلون علينا خطر مهما كان، ولا ننسى غدرهم بنا كما أنه علينا ألا ننسى أنها فرصتنا أن نجعل نتنياهو الداعم لإثيوبيا في بناء سدها يأتي إلينا ويفاوضنا على كله كله، نعم كله وإلا نكون قد ضيعنا الفرصة من ايدينا، فرصة الضغط على آخر داعم للعدو الإثيوبي، علينا أن نهتبر فرصة قدمتها لنا إيران وحماس عدوتنا على طبق من فضة ولينا أن نحسن التعامل معها.
 
صديقي القارئ، التطور الذي أحرزته إيران من خلال صواريخها، وزيادة قدرات إطلاق أعداد أكبر من الصواريخ في اليوم الواحد، بل قل تضاعف الأعداد بشكل مضطرد وملحوظ يجعلنا أن نعيد حساباتنا مع عدونا حماس، ونعيد تقييم قدراته، فربما عادوا وانقلبوا علينا كما كانوا صحيح أن ثمة ضمانة هامة، وهي تلك المفاوضات مع محركه الأكبر الأتراك، وداعمهم المالي الأهم قطر، ما يعني أننا في موقف جيد، لكن لا أحد يعرف ولا يأمن غدر القطريين ولا الأتراك.
 
آخر القول، علينا ألا نورط نفسنا في تلك المواجهة، وعلينا أن نستفيد منها، والأهم أن نترك الظالمين يضربون الظالمين، ولنخرج منها نحن سالمين.
 
المختصر المفيد كل سنة والجميع بخير وفي أمان.