نادر شكرى
احتفلت مطرانية سمالوط بالذكرى الثالثة لعودة جثامين شهداء ليبيا فى 14 مايو 2018 ، عندما استقبل البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بحضور لفيف من الآباء المطارنة والأساقفة والمسئولين، مع نيافة الحبر الجليل الانبا بفنوتيوس مطران سمالوط بمطار القاهرة الدولى، رفات 20 شهيدًا  بعد 1185 يوما على حادث ذبح 20 من أقباط مركز سمالوط التابع لمحافظة المنيا ، الذين استشهدوا داخل الأراضى الليبية، على أيدى تنظيم "داعش" الإرهابى، بعد الكشف عن الاجساد فى اكتوبر 2017 ، بعد ان فقدت اسرهم الامل فى عودتهم بعد زعم تنظيم داعش الارهابى القاء الجثامين فى البحر .

ووصلت الجثامين الى كنيستهم بقرية العور بالمنيا فى صباح يوم 15 مايو 2018 حيث زف الآلاف من أبناء سمالوط رفات الشهداء فى مشهد تعالت فيه أصوات الحزن والفرح على عودة جثامين ذويهم وكأنهم يزفونهم يوم عرسهم .وكانت دموع أهالى الشهداء حبيسة الأعين فى انتظار تلك اللحظة، وبعودة جثامين أبنائهم اللذين كانو يظنو انهم فقدوهم إلى الأبد فى المذبحة، وتعالت أصوات زغاريد النساء مع هتافات الرجال والشباب "تحيا مصر" داخل أروقة كنيسة شهداء الإيمان والوطن بقرية العور،  تعبر عن مشاعر الحزن الممزوجة بفرحة رجوع جثامين ورفات ذويهم داخل كنيستهم.

وكان 20 قبطيا من العمالة المصرية في ليبيا، تعرضوا للخطف على يد تنظيم داعش الإرهابي على مرحلتين الأولى، إذ جرى اختطاف 7 عمال مصريين أقباط في مدينة سرت في نهاية ديسمبر 2014 وهم في طريق عودتهم إلى مصر، ثم اختطف 14 آخرين في 3 يناير 2015 من منازلهم في المدينة، بينهم أفريقي، وجميعهم من قرى مركز سمالوط بالمنيا، وأعلنت مواقع تابعة لتنظيم داعش الإرهابي وقوفها وراء عملية الاختطاف.

ووجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي آنذاك، بإنشاء خلية أزمة مقرها وزارة الخارجية لمتابعة الحادث، تضم ممثلين عن الوزارات والأجهزة الأمنية المعنية، لمتابعة الاتصالات الجارية مع الأطراف الليبية للتعامل مع الواقعة.

وفي 12 فبراير 2015، نشرت مواقع إلكترونية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، صورا لعدد من المختطفين الأقباط بليبيا في مشاهد جديدة بملابس برتقالية، يستخدمها التنظيم في عمليات الإعدام، ما دفع أهالي المختطفين إلى معاودة الاستغاثة بالرئيس السيسي، الذي أجرى اتصالا هاتفيا في اليوم التالي مع البابا، أكد خلاله أنّه يتابع الأمر شخصيا، وأنّ كل الأجهزة المعنية بالدولة تُسخِّر جهودها واتصالاتها للوقوف على حقيقة الموقف.

وجاء ذلك قبل 24 ساعة من إعلان تنظيم داعش الإرهابي، عبر مقطع فيديو مدته 5 دقائق، ذبح الأقباط المختطفين، لتعلن رئاسة الجمهورية حالة الحداد 7 أيام، ووجّه الرئيس كلمة للأمة آنذاك، أكد فيها أنّ هذه الأعمال الجبانة لن تنال من عزيمة الدولة، وأنّ مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة للقصاص للشهداء.

وودعا الرئيس إلى اجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطني لدراسة الرد المناسب، قبل أن يأمر بتوجيه ضربة جوية على معاقل التنظيمات الإرهابية في درنة ثأرًا للضحايا، قبل أن يزور الكاتدرائية في صباح اليوم التالي لتقديم العزاء للبابا، دون انتظار لإجراء أي ترتيبات مراسمية، أو إعداد موكب رسمي.

وأكد الرئيس وقتها من الكاتدرائية، أنّ "المحن تزيدنا صلابة وقوة، ونحن نثأر لدمائهم فالشعب كله مجروح"، مضيفا أنّ مصر لديها أعداء كثيرين يريدون تفتيت وحدتها، كما رأى أنّ المنطقة كلها مستهدفة، لكن ما يميز المصريين هو حضارة عمرها 7 آلاف سنة.

وفى 2017 اعلنت ليبيا العثور على موقع دفن الجثامين بعد القبض على مصور المذبحة وشارك فريقًا من النيابة العامة وخبراء الطب الشرعي المصريين، في عملية تحليل الحمض النووي لرفات الضحايا، تمهيدًا لعودتها إلى مصر، وهو الأمر الذي حدث في 14 مايو 2018، واستقبل الجثامين في مطار القاهرة البابا تواضروس ، وقام الانبا بفنوتيوس مطران سمالوط بانشاء مزار خاصا بهم اسفل الكنيسة الكبرى وافتتاح مزار الذى ضم بانوراما قصة الشهداء وجميع متعلقاتهم وايضا النصب التذكارى للشهداء ، ونجح نيافته العام الماضى فى اعادة رفات الشهيد الافريقى ماثيو ليتم وضعه بجوار الشهداء فى مزارهم الخاص ليكونوا بركة كبيرة لمصر .