عبد المنعم بدوي
قرية تونس  ...  قريه هامشيه تقع فى محافظة الفيوم ، لاتلفت إنتباه أحد ، مثلها مثل عشرات الألاف من القرى المصريه ، يعانى أهلها من ظروف الفقر والقهر والإحباط الذى أدى بهم فى النهايه الى الأستسلام للأمر الواقع ، والتعامل معه على أنه المصير المحتوم .

وشاء القدر أن تكون سيده سويسريه فى زياره لبحيرة قارون منذ مايزيد عن 45 سنه ، وشاهدت قرية تونس ، وقررت السكن فيها ، وجمعت حولها أهالى القريه ، مخاطبة روح التحدى داخلهم ، فأعطتهم  " المعرفه " التى تمكنهم من أقتحام المجهول  ،  فقامت بإنشاء مدرسة للفخار ساهمت على مر السنين بشكل كبير في تنمية المجتمع ، وتمكين المرأة ، وفتحت ابواب الرزق لمئات العائلات ،  بعد ان كانت قرية يطحنها الفقر والعوز والبطاله ، وسلطت الضوء على القرية  لتجعلها أحد المقاصد السياحية المهمة في مصر ، وذات طابع خاص وقبلة للسائحين والزوار من مختلف  أنحاء العالم  .

إن تنميه وتعمير القرى ، وتوفير حياه كريمه لسكانها ، ليس بترميم المنازل أو إعادة طلاءها ، أو بتبطين الترع ، ورصف الطرق ، ولكن بتوفير المعرفه ، المعرفه هى التى ستمكنهم من مواجهة المشاكل التى تتعلق بالمضمون الروحى والنفسى والمادى .

دفنت إفيلين في ارض مصر حسب وصيتها  ...   المجد والخلود لايفيلين ، استريحي بسلام  ، فانت رمز للانسانية ، وانت اعظم من الدوله بكل أجهزتها ، اعظم من كل السياسيين وكل رجال الدين ، كنت مصرية مخلصة   ....

مصر بأكملها تحبك وستتذكرك يا ايفلين