سحر الجعارة
بينما يتصارع العالم حول مصدر جائحة «كورونا».. يقف الإنسان عاجزاً أمام أعراض مرض «الفطر الأسود».. الرئيس الأمريكى جو بايدن أمر هيئات الاستخبارات بإعداد تقرير حول أصل فيروس كورونا، وسط جدل متزايد حول بداية ظهوره، وما إذا كان الفيروس قد سرب من أحد المعامل فى الصين.

وطلب «بايدن» من هيئات الاستخبارات الأمريكية «مضاعفة جهودها»، وتقديم تقرير له فى غضون 90 يوماً.

وقد أدانت الصين المساعى الأمريكية للتحقيق.. وحذر مسئولون فى السفارة الصينية فى واشنطن من «تسييس» الجهود الرامية إلى تحديد أصل فيروس كورونا.

إنها نفس الأسئلة التى تناولها الناس عقب ظهور الجائحة: هل هو سلاح بيولوجى أم ابتلاء من الله، أم أنه نتاج طبيعى لما يحدث من سوء استخدام للبيئة المحيطة به؟.. ودخل «الخفاش» قفص الاتهام.

إلى هنا، والمخاوف تتراوح ما بين الأعراض وأخذ اللقاح من عدمه.. حتى توفى النجم الكبير سمير غانم، وأطل علينا مصطلح الفطر الأسود، الذى كنا نظنه سجيناً فى الهند فى أحدث تحورات فيروس كورونا!.

حالة من الهلع والرعب التى سيطرت على العالم بأكمله خلال الأيام الأخيرة، بعد إعلان السلطات الصحية فى الهند عن ظهور مرض الفطر الأسود الذى يلازم العديد من مرضى فيروس كورونا فى تحوره الجديد، وتزايد معدلات الوفاة بسببه، انتقلت إلينا.. الفطر الأسود عبارة عن فطريات نادرة تؤثر بشكل أساسى على من تكون مناعته ضعيفة، وتعيش عادة فى التربة والمواد العضوية المتحللة، ويسمى «مرض انتهازى» يهاجم الفك والعين ويهدد بالوفاة، وسمى «انتهازى» لأنه يعيش فى جسم الإنسان، وينتهز فرصة قلة المناعة فيبدأ نشاطه ويهاجم ويسبب مرضاً خطيراً، ومميتاً فى بعض الأحيان.

بحسب الدراسات فإن الفطر الأسود مرض موجود منذ عام 1885، حيث وجدت دراسة فى عام 2005 تؤكد أن معدل الوفيات بالفطر الأسود بلغ 54%، وصرح الدكتور هيمانت ثاكر، الطبيب الاستشارى وأخصائى القلب فى مستشفى براش كاندى، فى مومباى، أن الفطر الأسود يضر الدورة الدموية حتى آخر عضو فى الجسم، كما ينتج عنه موت الأنسجة، التى تصبح سوداء اللون بعد ذلك، وهذا سبب تسميته بالفطر الأسود.

وهذا النوع من الفطريات نادر للغاية وقد يصيب الأشخاص الذين لديهم مناعة أنظمة تضررت من قبل، لذلك بدأ يظهر بعد تفشى فيروس كورونا، والفطريات السوداء نادرة جداً، وغير مرتبطة بفيروس كورونا المستجد فقط، وإذا وجد الفطر الأسود فى فرد واحد فهو غير مقلق نهائياً، فمن بين 4 آلاف مريض يظهر مريض واحد مصاب بالفطر الأسود، وربط «كورونا» بالفطر الأسود طغى فى الهند بسبب سوء التغذية المتفشى هناك، وإهمال التدابير الوقائية، ما سمح لفيروس كورونا بإحداث طفرتين خطيرتين سهلتا له الانتشار على نطاق واسع.

لكن الجزء المطمئن فى هذا «المرض الانتهازى»، كما يؤكد الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن «الفطر الأسود» ليس بمرض معدٍ، وبالتالى لا يمكن أن ينتقل بين البشر والحيوانات، ويصاب الأفراد بهذه العدوى عن طريق التعرض للفطريات فى البيئة إذا تم استنشاقها، يمكن أن تصيب الفطريات الرئتين أو الجيوب الأنفية.

تخيل؛ شعب منفلت ومتسيب يرفض أخذ المصل، ويزور مرضى كورونا «تعاطفاً»، ويشك فى بروتوكول العلاج ومصل كورونا والكورتيزون (يدخل أحياناً ضمن علاج كورونا).. أى إنه يهيئ البيئة الحاضنة للفطر الأسود ثم يستغيث منه.. لا عقوبات ولا حظر ولا منع شيشة نافع لأن الناس أصلاً تستهين بالحياة بقدر ما تقدس الموت!.
نقلا عن الوطن