أحمد إبراهيم
لم أتخيل أن مقالى السابق حول الكلاب الضالة يحظى بهذا الاهتمام الكبير، وواضح أن المشكلة أكبر مما كنت أتصور وأصبحت ظاهرة عامة على مستوى الجمهورية

وتحتاج إلى تحرك سريع قبل تفاقمها.

حتى موضوع التعقيم غير مُجدٍ، لأنه على مسئولية الطب البيطرى تكاليف عملية تعقيم الذكر ٥٠٠ جنيه والأنثى ٧٠٠ بخلاف تحصينه باللقاح واستضافته لمدة ٣ أيام قبل وبعد العملية.

البعض اقترح إنشاء مأوى (شلتر) خارج الكتلة السكنية يتم تخصيصها من المحافظة حق انتفاع للجمعيات المشهرة للرفق بالحيوان، وهناك مَن اقترح لحل المشكلة ضرورة إزالة مصدر تغذية الكلاب وهو رفع القمامة والتخلص منها.

ربما تكون هناك أهمية لوجود بعض الكلاب الضالة من أجل الحفاظ على التوازن البيئى والقضاء على الزواحف والحشرات الضارة الأخرى، ولكن انتشار الكلاب بهذه الصورة أصبح أكثر ضرراً على المجتمع وعلى المواطنين ونحن بالتأكيد مع حقوق الحيوان، ولكننا أكثر مع حقوق الإنسان الذى أصبح مرعوباً من السير فى الشوارع وغير مطمئن لخروج أولاده من المنزل، بالإضافة إلى الإزعاج المستمر من نباح الكلاب أو حتى الأضرار التى تسببها للممتلكات، سواء من خلال مهاجمة المواشى والطيور أو النوم على السيارات وهذه مشاهد نراها ولا تخفى على أحد.

لا بد من تكاتف كل أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدنى لإيجاد حلول لهذه المشكلة تحقق كل الأهداف بحماية حياة المواطنين والحفاظ على التوازن البيئى وأيضاً عدم الإساءة إلى صورة الوطن من مشهد الكلاب الضالة المنتشرة فى كل شوارع المحروسة.

وإذا كانت الكلاب الضالة خطراً على المجتمع، فهناك أيضاً أناس كثيرون ضالون خطرهم أشد، مثل الموظفين والمرتشين والمسئولين المقصرين فى عملهم الذين لا يتقون الله فى وطنهم.

فكل مسئول أو موظف لا يعمل بإخلاص وضمير ويسخّر المنصب لمصالحه الشخصية هو أخطر على الوطن من الكلاب الضالة.

وكذلك كل مواطن يتعامل مع الممتلكات العامة بالاستهانة والاستهتار، وأيضاً كل مسئول لا يسعى إلى قضاء مصالح المواطنين أو يتعمد تعطيلها أو لا يطور من أدائه.

الرقابة الإدارية تحاول القضاء على المسئولين الضالين الفاسدين، ولكن هناك نسبة كبيرة منهم يرتكبون أعمالاً إجرامية أشد من السرقة والاختلاس ولكنها غير مُجرمة قانوناً، على سبيل المثال لا الحصر.

كذلك المسئولون الضالون الذين يتعمدون استبعاد الكفاءات وتصعيد المنافقين والضعفاء، أو الذين يعرقلون الاستثمار ويحاربون المستثمرين أو الذين يسهمون فى تدمير قيم المجتمع وأخلاقه أيضاً الذين يحاولون إشاعة اليأس والإحباط فى المجتمع.

السيطرة على الكلاب الضالة والقضاء على خطورتها ربما يكون أسهل من التخلص من الناس الضالين أصحاب الضمائر الميتة والذمم الخربة والمنتفعين والأفاقين والمنافقين.

اللهم احفظ مصر من الضالين.
نقلا عن الوطن