بقلم ـ دكتور/ مجدى الإشنينى

 
 “مستشار إعلامى وخبير إقتصادى”
 
 “التصوف” و”الرهبنة” وسائل تعَّبُدِيه نسبية إختلفت طرق أدائها من دين لدين، بينما أتفقت فى أهدافها.. فجميعها تسعى للتقرب إلى الله وترك ملذات الحياة والزهد فى مباهج بنى البشر والإكتفاء بحب الله، فكما إشتهرت الصوفية بين المسلمين، فهى أيضًا قائمة بل وأقدم عند المسيحية، ومن قبلهم اليهوديه
 
أنتشرت ظاهرة من الحركات والمدارس المسيحية التى تنادى بمنهجية الزهد والنسك والفقر الإختيارى فى العباده المسيحية، والتى أكدت أنها حركة موجودة من قبل الديانات، وعاشتها معظم الأديان للإشباع الروحي، ووجدنا الصوفية القائمه على الإعتزال والتأمل فى “البوذية” و”الهندوسية” وعدد من الأديان الوضعية، وبعدها انتقلت “الصوفية” للديانه اليهوديه بالتوحد فى البريه والتفرغ للعباده بأصوام وصلوات وأعمال يدويه، ثم إمتدت كأحد المناهج التعبديه فى المسيحية بأسم “الرهبنه” و”التبتل”، وأخيرًا “الصوفية الإسلامية”، رغم إتفاق الجميع على معانٍ واحدة وأيضًا مظاهر وأساليب شبه متقاربة.
 
ولم تنته الفكرة عند ذلك ولكن بدأت تظهر مجموعات منفردة تنادى بالتصوف للرفعة والرقى والعشق والولع لله سبحانه وتعالي، وبدأ الإعلان عن الرهبنة بشكل جديد للتقرب إلى الله والاستمتاع به والتنازل عن كل مباهى العالم .. فنادوا بالزهد، والفقر الإختيارى، والخروج الى العزلة
 
وتتقارب كثيراً ممارسات الرهبنة في المسيحية مع ممارسات الصوفية الإسلامية، إذ إنها عبارة عن إبداع حبى لله وتعبير عن هذا الحب بكل الطرق والوسائل، على أن يكون هذا التعبير تحت إشراف راهب متقدم له خبرات واسعة في الترهب يعلمهم الزهد في العالم، والاتكال على الله والصبر له.. أو شيخ ذاهد له طريقه فى التقرب الى الله
 
وتكون الخِلوات التعبدية بالصوم والمجاهدة الطوعية تقرباً لله، وجميعها ممارسات ذُكرت في كتب الصوفية وتناقلتها الأجيال المسيحية عبر العصور
 
مما جعل الكثيرين ممن يتشوقون لبناء علاقة توَّحدية مع الله جلَّ وعلا يبحث فى هذا الملف الخفى عن البعض، ويطرق باباً فى منهجية الرهبنة وآخر فى الفكر الصوفى بمعتقد أن التصوف والرهبنة أحد طرق الذاهبين الى لله فى طريق الحياة الدنيا متلمسين المكان الأبدى والمكانة الفـُضلى فى الحياة الآخرة
نقلا عن المواطنة نيوز