فى مثل هذا اليوم 1 يونيو1926م..
ماريلين مونرو (بالإنجليزية: Marilyn Monroe)‏، أو نورما جين مورتنصن كما سُميت عند مولدها (نورما جين باكير وفقاً لشهادة التعميد)، وُلدت في الأول من يونيو 1926م في لوس أنجيلوس، وماتت بها في 5 أغسطس 1962، وهي ممثلة ومغنية أمريكية. كانت ستتجه في الأصل إلى مهنة عرض الأزياء، إلى أن وجدها هاورد هيوز وأقنعها بأن توقع عقدها الأول مع شركة أفلام فوكس للقرن العشرين في أغسطس 1946. واستطاعت في بداية الخمسينيات أن تصبح نجمة هوليودية ورمزاً جنسياً. شملت نجاحاتها الكبرى أفلام «الرجال يفضلون الشقراوات»، «سنة الحكة السابعة»، وأيضاً «البعض يفضلونها ساخنة»، والذي رشحها لجائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثلة كوميدية في عام 1960م. ورغم تلك الشهرة المهولة، فقد فشلت مونرو في حياتها الشخصية، ولم تحقق لها مهنتها الرضا النفسي. وقد أثارت وفاتها العديد من الاحتمالات والظنون (انتحار، جرعة زائدة من المهدئات، أو اغتيال سياسي)، ما ساهم في تقوية مركزها كرمز ثقافي.

وُلدت ماريلين مونرو في الأول من يونيو 1926، في المستشفى العام بلوس أنجيلوس بكاليفورنيا، حاملة اسم نورما جين مورتنصن، وقد عُمدت تحت اسم نورما جين بايكر). أعطتها أمها اسمها الأول تيمناً بالفنانة نورما تالمادج. يظهر على شهادة الميلاد أسماء الأم، غلاديس مونرو، وزوجها في ذلك الحين، مارتن إدوارد مورتنصن (1897-1981)، رجل من كاليفورنيا ذات أصول نرويجية ويعمل في الكشف على عدادات الغاز. تزوج الطرفان في 11 أكتوبر 1924 ولكنهم انفصلوا في مايو 1925 (أي قبل ميلاد ماريلين بعام)؛ وحصل مورتنصن على قرار الطلاق في 15 أغسطس 1928 بحجة «هجر المنزل». ورغم أن ماريلين طفلة شرعية، فإنها أنكرت طوال حياتها أن مورتنصن أبوها. وحين كانت طفلة، أرتها أمها صورة فوتوغرافية لرجل كان يُعد والدها. وتتذكر مونرو أنه كان بشارب رفيع ويشبه بشكل ما كلارك غايبل. لمدة طويلة للغاية، لم تتمكن غلاديس من الاحتفاظ ببنتها (وبقية أولادها) معها، وإنما عاشت ماريلين مع أسر أخرى. وقد فضلت ماريلين لفترة طويلة أن تتظاهر بأن أمها قد ماتت بدلاً من الاعتراف بإقامتها في مؤسسة رعاية. عاشت نورما جين (ماريلين) أول سبع سنين من عمرها مع ألبرت وإدا بولِندر، أقارب جدتها دِللا، هاوثورن بكاليفورنيا. في سيرتها الذاتية، تذكر ماريلين بأنها لم تعرف هوية «تلك السيدة حمراء الشعر» (أمها) التي تزورها من حين لأخر طوال تلك الفترة. وفي 1933، عاشت بعض الوقت مع غلاديس التي استأجرت غرفة لدى عائلة آل أتكينسون، في شارع آربول بهوليوود، ولكن أُصيبت غلاديس بعدها بسنة بكارثة هيستيرية جديدة أدت لتحويلها للإقامة الداخلية بالمستشفى. في عام 1935، غراس ماكي، زميل غلاديس في الغرفة وفي العمل وأعز أصدقائها، طلب أن يصبح الوصي على ماريلين، وقد وُوفق على طلبه وصار وصياً بشكل رسمي في 27 مارس 1936. في عام 1941، تعرف نورما جين على جارها جيمس «جيم» دوجيرتي، والذي كان أكبر منها بخمس سنوات، ويعمل في المصنع الأول للطائرات بلا طيار المُقادة بموجات الراديو التابع لشركة راديوبلاين (Radioplane Company)، والتي أنشأها الممثل ريجنالد ديني. نظم غراس الزواج والزفاف الذي أُجري في 19 يونيو 1942، بعد بضعة أيام من عيد ميلادها السادس عشر. وبعد عام من الزواج، وبعد أن تركت دراستها، انضم جيم لأسطول تجاري، وبعدها في عام 1944 لطاقم ب-17 بألمانيا، قبل العودة للحياة المدنية في شرطة لوس أنجيلوس. عملت نورما جين في اختبار أجنحة الطائرات والمظلات في مصنع زوجها. وفي ذلك المصنع التقط المصورون العسكريون صورها. ما روته ماريلين عن حياتها كزوجة لا يتطابق على الإطلاق مع التأكيدات التي قدمها جيم بعدها بفترة طويلة. ففي حين أنها تقول إن الجنس لم يكن يهمها في ذلك السن وأنها تعاملت مع جيم على أنه أخوها الكبير، يحكي جيم بأنه أقام معها علاقات جنسية.

العمل في عرض الأزياء وخطواتها الأولى نحو السينما:
في عام 1944، قابلت للمرة الأولى أختها غير الشقيقة بيرنيس بايكر ميراكل، بولاية تينيسي، أما أخوها غير الشقيق، هيرميت جاك، فقد مات قبلها بوقت سابق. التُقطت صورة نورما جين شبه-الاحترافية الأولى في خريف 1944 عن طريق المصور ديفيد كونوفر في إطار حملة الجيش الأمريكي لتوضيح مشاركة النساء في جهود الحرب. وفي بضعة شهور، احتلت مونرو غلاف ثلاثين مجلة إغرائية فبدأت تُعرف بـ «Mmmmm girl». تركت عملها كي تركز على عرض الأزياء، خاصة مع وكالة الكتاب الأزرق لعرض الأزياء (Blue Book Modeling). وفي ديسمبر 1945، أجرت أول اختبار تمثيل للوكالة، بهدف الدعاية لملابس سباحة. في فبراير 1946، صبغت شعرها من أجل حملة لنوع من أنواع الشامبو. طلقت جيم في 2 أكتوبر 1946، والذي لم يكن بينهما علاقة قوية نظراً لبعدهما عن بعضهما البعض. في سبيل تحقيق أحلامها السينمائية، أخذت مونرو دورات في المسرح، واستمرت في صبغ شعرها باللون الأشقر، ورسم حسنتها الشهيرة بالقلم، حيناً على ذقنها، وحيناً أخر على خدها الأيسر فوق الشفاه كي تخفي بقعة على وجهها. أثارت نورما جين اهتمام بين ليون، الممثل الأمريكي ومدير الاستوديو بشركة أفلام فوكس للقرن العشرين، والذي أجرى لها اختباراً. وحين انبهر بأدائها أعلن: «ها هي جين هارلو الجديدة». وقعت مع شركة فوكس عقدها الأول لمدة 6 شهور في 26 يولي 1946، في مقابل أجر بـ 125 دولار في الأسبوع. واتفقت مع الاستوديو على أن تغير اسمها لماريلين مونرو، وقد استلهمت اسم ماريلين من الممثلة ماريلين ميللر، والاسم مونرو من أمها (تبنت الاسم رسمياً في 23 فبراير 1956). كان ظهورها الأول على الشاشة عام 1947 في فيلمي «شجار على شقراء» و«أعوام خطرة». وفي عام 1948، وقعت عقداً جديدة مع شركة كولومبيا لمدة 6 أشهر، وتوجهت نحو فيلم موسيقي بميزانية صغيرة «ملكات قاعة الموسيقى»، ولكن الفيلم قد فشل، ما نتج عنه عدم تجديد العقد. أثار ظهورها في فيلم «صيد الكنز» مع الأخوة ماركس انبهار المنتجين، الذين بعثوها لنيويورك من أجل الترويج للفيلم. كما أثارت انتباه جون هايد، وكيل في وكالة ويليام موريس، والذي قبل أن يمثلها ويصبح حبيبها. حصل لها على دور في «حين تنام المدينة» لجون هيوست. ركزت الانتقادات الموجهة للفيلم على جودة أدائها. وقد كان تنقصها الأموال في فترة من الفترات، ما اضطرها -تحت اسم مانا مونرو- على الموافقة في أن تُصور عارية عن طريق المصور توم كيللي من أجل طباعتها في تقويم، وقد دارت تلك الصور حول العام حين أصبحت مشهورة. لاحظها المخرج جوزيف إل. مانكيفيتس، الذي رأى فيها «موهبة كبيرة»، وقد أشركها الأخير في فيلم «حواء» (1950) بجانب الممثل بيتي ديفيس. معتمدةً على نجاحاتها السابقة، فاوضت ماريلين على عقد بسبع سنوات مع شركة أفلام فوكس للقرن العشرين في ديسمبر 1950. في سبتمبر، مجلة فوتوبلاي (Photoplay Magazine) كتبت عنها المقالة الأولى: «How a star is born?» (كيف تولد النجمة؟)، وكان المقال يلمح لفيلم «نجمةٌ قد وُلدت» لويليام آي. ويللمان (1937). في السنة اللاحقة، سجلت ماريلين في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجيلوس حيث درست الأدب والفنون، وظهرت في عدة أفلام صغيرة كشريكة لممثلين مثل: ميكي روني، كونستانس بينيت، جون أليسون، ديك باويل، وكلوديت كولبرت. لم تُرشح مطلقاً للأوسكار، ولكنها ظهرت في حفلة تكريم وحيدة في 29 مارس 1951، وكان بهدف منح جائزة أفضل صوت لتوماس تي. مولتون لفيلم «حواء». كانت تلك الأمسية كارثية عليها حين اكتشفت أن فستانها مقطوعStudio Magazine Spécial Oscars & Césars 2008, p. 8. قامت بأداء صوتي للمسلسل التلفزيوني المستوحى من قصص «Li’l Abner» المصورة، ولكن المشروع لم يصل لأرض الواقع.

كشفت ماريلين لنيويورك تايمز شغفها بلعب الأدوار الدرامية. عبرت عن رغبتها لشركة أفلام فوكس للقرن العشرين في المشاركة في فيلم مصري. عارض داريل إف. زانوك تلك الرغبة تماماً، حتى رفض إعطاءها فرصة للمحاولة. وافقت على التمثيل بفيلم «نهر بلا عودة». لم تستمتع بالعمل مع المخرج أوتو برمنجر، حتى أنها رفضت أن تتحدث معه أثناء التصوير. واضطر شريكها روبرت ميتشم أن يلعب دور الوسيط بينهما. وقالت فيما بعد أنها تستحق أفضل من فيلم من سلسلة Z لرعاة البقر. في نهاية عام 1953، بدأت ماريلين تصوير فيلم «الفتاة ذات اللباس الوردي الضيق» مع فرانك سيناترا. وحين عبرت عن رفضها للتصوير، أوقفتها شركة فوكس عن العمل. في 14 يناير 1954، تزوجت من جو ديماجيو، وأعلنت للصحافة أن: «هدفي الأساسي الآن هو التركيز على زواجي». في الشهر اللاحق أثناء صحبتها لزوجها في اليابان لتدريبه لفريق بيسبول هناك، عرض عليه الجيش الأمريكي أن يمضي 4 أيام في كوريا وأن يغني 3 أغان مقتبسة من أفلامه الأخيرة في 9 مناسبات، أمام جمهور من 60000 جندي أمريكي. سنحت له تلك التجربة الفرصة كي يتخطى خوفه من مواجهة الجمهور.

عادت إلى هوليوود في مارس 1954، وصفّت خلافاتها مع شركة فوكس، فعادت في فيلم غنائي «لا عمل مثل الاستعراض»، للمخرج والتر لانج، ولكن الفيلم قد أخفق، واستقبله النقاد بشكل سلبي، حيث وصفوا أداء ماريلين بالـ«كارثي» والـ«المحرج». كشفت ماريلين أنها لم تقبل الدور إلا على شريطة أن تمثل في فيلم أخر، وهو «حكة السنة السابعة». بدأت تصوير الفيلم في سبتمبر مع توم إويل. وفي نيويورك، لعبت مونرو أشهر أدوارها على مدار تاريخها الفني، وهو مرورها فوق شبكة المترو حيث رُفع فستانها الأبيض. أصر المخرج بيلي وايلدر أن يأخذ لقطات عديدة لذلك المشهد ما استفز جو ديماجيو. وبعد خلافات عديدة، أعلنت ماريلين فراقها عن جو، ووقع الطلاق في نوفمبر 1954، بعد 8 شهور من الزواج. غادرت هوليوود سراً في 16 ديسمبر 1954 إلى نيويورك، عند منزل صديقها المصور ميلتون جرين، الذي أنشأت معه في 31 ديسمبر 1954 شركة ماريلين مونرو للإنتاج السينمائي (Marilyn Monroe Productions)، والتي طمحت أن تطلق من خلالها مهنتها الجديدة في نيويورك، أقنعها ميلتنون جرين أن تتحرر من الاستوديوهات الكبيرة التي تعطيها كبسولات ضارة وفقاً لمصادره. ونتيجة لتلك الرغبة في الاستقلال، أوقفت شركة فوكس عقدها رسمياً 15 يناير 1955.

نياغرا (1953)
أخذت دورات في الكوميديا عام 1955 مع الممثلة البريطانية كونستانس كوليه، وذلك بفضل ترومات كابوت. اعتبرت كوليه أن ماريلين تمتلك «موهبة جميلة، هشة ورقيقة». وبعد بضعة أسابيع من العمل، تبين أن أحد الممثلين بفيلم «الحبل» للمخرج ألفريد هيتشكوك مات في 21 مايو، وبعد اجتماع مع شركة فوكس، طلبت ماريلين أن تعمل مع هيتشكوك. ولكن رد المخرج سريعاً على طلبها بالرفض، قائلاً بأنه لا يحب النساء «اللاتي يعلين الجنس على الشخصية»، وفضل الشقراوات الباردات مثل جرايس كيللي أو تيبي هيدرن. أثناء تصوير «لا عمل مثل الاستعراض»، قابلت ماريلين بولا ستراسبرج وبنته سوزان. وطلبت أن تدرس باستوديو آكتورز (Actors’ Studio) مع لي ستراسبرج. في مارس 1955، قابلت مونرو شريل كرافورد، واحد من مؤسسي استوديو آكتورز، والذي قدمها للي ستراسبرج، والذي قبلها كتلميذة بعد مقابلتها. في مايو، بدأت تترد على الكاتب المسرحي آرثر ميللر، والذي قابلته منذ خمسة أعوام. وفي عيد ميلاد جو ديماجيو، في الأول من يونيو، اصطحب جو الكاتب آثر للعرض الأول لفيلم «حكة السنة السابعة» بنيويورك، ونظم حفلة صغيرة على شرفه. انتهت تلك الليلة بشجار علني قبل رحيل ماريلين المستعجل، ولم يرى بعضهما البعض لفترة طويلة. استكملت دراساتها في استوديو آكتورز، وصارت هناك علاقة صداقة بينها وبين الممثلين كيفين ماكارثي وإلي والاش، والذي وصفها بأنها مولعة في دراستها وصادقة في هدفها. لعبت دوراً في مسرحية آنا كريستي، مع مورين ستابلتون، المقتبسة عن رواية ليوجين أو نيل دون أن تنسى النص أثناء التمثيل، ولكن على النقيض من ذلك كانت تنسى في التكرارات التي فشلت فيها جميعاً. أما آنا كريستي فقد لاقت نجاحاً كبيراً، وقد صفق الجمهور لماريلين. ورغم أنها مجرد تلميذة، إلا أنها أكثر تلميذة يفتخر بها لي ستراسبرج («لقد عملت مع مئات الممثلين والممثلات، ولم يكن هناك إلا اثنين كانوا الأفضل من الباقي، الأول هو مارلون براندو، والثانية ماريلين مونرو»)، وقرر أن يأخذها تحت حمايته (كانت ماريلين تقيم في منزل عائلة ستاتبرج العائلي)، وحثها على أن تدرس التحليل النفسي كي تكون أقرب للشخصيات التي تؤدي دورها. في ذلك الوقت، حقق «حكة السنة السابعة» نجاحاً كبيراً بمكسب يقارب الـ 8 ملايين دولار من شباك التذاكر، وأشاد النقاد بأداء مارلين. وبفضل ذلك النجاح، فاوضت ماريلين على عقد جديد مع شركة فوكس، والذي أعطاها كم أكبر من القوة: 100000 دولار على الفيلم، 500 دولار بالأسبوع لتكاليف متعددة، حق رؤية السيناريو ومعرفة المخرج والمصور، وإمكانية العمل مع استوديوهات أخرى غير فوكس.

أول فيلم أُخرج في إطار العقد الجديد كان «موقف الأوتوبيس» للمخرج جوشوا لوجان، الذي وافق على طرق العمل مع النجمة. أصبحت بولا ستراسبرج مستشارها الشخصي لكل أفلامها. كانت زوجة لي هي التي تعرف آراء المخرجين جوشوا لوغان، لورنت أوليفيه، بيللي وايلدر، جورج كوكر، وجون هيوستن. حتى أن بعد نهاية كل مشهد، كانت ماريلين تذهب إليها لمعرفة إن كان أداءها على مستوى آمالهم أم لا. وبمجرد إيماءة من بولا وماريلين، كان يُعاد التصوير بالكامل، حتى ولو كان التصوير السابق يبدو مثالياً في أعين الجميع. مكروهة من الجميع، كانت بولا تُلقب بالـ «الفطر الأسود» أو «المشعوذة» من جانب التقنيين الذين لم تكن تحادثهم. ورغم أن وجودها كان سخيفاً للكثيرين، فقد كانت تتواجد كي تطمئن مارلين. في فيلم «موقف الأوتوبيس»، لعب دور «شيري»، مغنية ملهًا ليلي والتي تقع في حب راعي بقر. ونتيجة لرضا لوغان الشديد عن أدائها، حاول أن يجلب لها ترشيحاً للأوسكار كأفضل ممثلة، ولكنها رُشحت بدلاً من ذلك لجائزة غولدن غلوب. مضت بعد ذلك مزيداً من الوقت مع آرثر ميللر، والذي تربطها به علاقة تمتد لأكثر من عام. في تلك اللحظة، بدأت الصحافة الكتابة عنهما، ملقباً إياهما «رفيع الثقافة والحسناء»، وقد تزوجا في 2 يونيو 1956.

وفقاً لعقدها المبرم مع شركة فوكس عام 1956، فمارلين مازلت ملزمة بعمل فيلم أخير معها. أسند مديرو الاستوديو إلى أحد كاتبي السيناريو العاملين بها، آرنولد شولمان، إخراج طبعة جديدة من الفيلم الكوميدي «زوجتي المفضلة» (1940)، مع إيرين دان وكاري جرانت. تدور القصة حول امرأة مختفية افتُرض وفاتها، والتي تدخل لمنزلها لتجد زوجها قد تزوج أخرى. اتُصل بالمخرج فرانك تاشلين، الذي عمل على أفلام جيري لويس الكوميدية، لإدارة الفيلم. ماريلين مونرو التي كانت تتوق للعودة للشاشة بفيلم مؤثر رفضت المشروع في المرة الأولى، وحكمت عليه بأنه «لا طعم له». مستفيدة من حق معرفة النص والمخرج، وافقت على إعادة التفكير في المشروع. وافقت الممثلة نونالي جونسون، والتي عملت مسبقاً في فيلم «كيف تتزوجين مليونيرًا؟»، على المشاركة في الفيلم. أما جورج كوكر الذي كان ملزماً أيضاً بأداء فيلم لشركة فوكس، فقد بدأ برفض المشروع؛ بسبب ذكرياته القبيحة من تصوير الفيلم السابق ذكره. نتيجة لتهديده بمقاضاته في حالة عدم الوفاء بالتزاماته، خضع جورج لهم ووافق على عرض الاستوديو (300000 دولار)، كي يجد مارلين التي يزدريها في وجهه مرة أخرى. ووافقت مارلين على سيناريو فيلم آخر «شيء لابد من إعطائه». وفقًا لبنود العقد الجديد، الذي لا يربطها حصرياً بشركة فوكس، فهي ستربح دوماً 100000 دولار عن الفيلم، ما يُعد أقل بسبع مرات عن المعيار المعمول به حينها في هوليوود للنجوم الذين في نفس مرتبتها. في سن الخامسة والثلاثن، اشترت منزلها الأول بقرض سكني، مقابل مبلغ قدره 35000 دولار. تُعد يونيس موراي -مدبرة منزلها الجديدة، وممرضها النفسية السابقة- هي التي وجدت لها المنزل بعنوان 12305، فيفث هيلينيا درايف (Fifth Helena Drive)، في برنتوود، في ضواحي لوس أنجيليس. في 5 مارس 1962، ومن بعد حفلة الغولدن غلوب، أعطتها الصحافة الغربية للمرة الثانية جائزة النجمة السينما العالمية. وأثناء تلقيها الجائزة من روك هودسن، كان يصاحبها كاتب السيناريو جوزى بولانوس بسبب سكرها، ونالت الجائزة، وظلت تهذي بكلام غير واضح تشكر به الجمهور. وحتى لا تُحرج، لم تُذاع الحفلة على الهواء.

في ذلك الوقت سلم نونالي جونسون سيناريو فيلم «شيء لابد من منحه» والذي وافقت عليه مارلين. ولكن نتيجة لعدم رضا جورج كوكر، طلب من صديقه والتر برنستن أن يعيد كتابة حواراته التي وصفها بأنها «خالية الروح». اشترك معه زملاؤه دين مارتن وسيد شارِس. في عشية بدء التصوير، والذي كان من المقرر عقده في 23 أبريل، أُصيبت مارلين بالبرد، وبلغت الاستوديو أنها لن تكون قادرة على الحضور.

في 5 أغسطس 1962، حوالي الساعة الثالثة صباحاً، قلقت ربة المنزل، يونيس موراي، أن تكون ماريلين محبوسة في غرفتها، نظراً لأنها تركت النور مضاءً ولم تكن ترد على ندائاتها. بلغت المحلل النفسي رالف غرينسون، الذي أتى وكسر زجاج غرفتها للدخول، ثم اكتشف جثة الممثلة ملقاة على سريرها، يدها على سماعة الهاتف، وبجانب المنضدة علب أقراص متناثرة، وعلى الأرض زجاجة فارغة من النيمبوتال. اتصل غرينسون بهيمان إنغيلبرغ، الطبيب الشخصي لماريلين، والذي وصل حوالي الساعة 3:50 صباحاً، وأكد وفاتها رسميًا. تلقى الضابط جاك كليمونز من قسم شرطة غرب لوس أنجيليس مكالمة هاتفية في الساعة 4:25 صباحًا من هيمان إنغلبرغ، والذي بلغه بانتحار الممثلة. كان كليمونز هو الشرطي الأول الذي وصل لمنزل النجمة في بنتوود. تحدث تقرير الطبيب الشرعي توماس نوغوشي عن «انتحار محتمل» بسبب جرعة زائدة من الباربيتورات. وبسبب نقص الأدلة، لم يستطع المتحرون لا أن يصنفوا الملف، ولا أن يؤكدوا إن كان انتحاراً أم اغتيالاً. ووفقاً لبعض الإشاعات، فقد كانت ماريلين ضحية لمؤامرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية بهدف جمع أدلة تدين آل كينيدي. ووفقاً لدون ولف، فقد اغتيلت ماريلين مونرو. وتتضمن روايته روبرت كينيدي ومجموعة من القريبين للممثلة الذين سيُقتلون في المستقبل. وفقاً لدونالد سبوتو، ماتت ماريلين نتيجة لخطأ طبي. فقد أُجري لها غسيل بهيدرات الكلورال (الكلورال الذي يسمح لها بالنوم)، رغم أنها امتصت قبلها نيمبوتال، والمزج بين تلك المادتين قد يؤدي إلى الموت. أُجريت الجنازة في 8 أغسطس 1962 في مقبرة وستوود التذكارية بلوس أنجيليس. نشرت جريدة لوس أنجيليس تايمز (Los Angeles Times) مقتطفات من محادثات ماريلين مع محللها النفسي، كما ذكرها محقق عن وفاتها، ذُكر فيها أن النجمة كانت تتساءل عن عملها، جسدها، زيجاتها. حصل المحقق المسؤول عن تلك القضية جون مينر على تسجيلات جلسات ماريلين على الأريكة، من المحلل النفسي د. رالف غرينسن، واستطاع أن يحصل على ملاحظات في غاية الكمال. في تلك الملاحظات، تظهر مارلين مهووسة بجوائز الأوسكار، وتتساءل حول طبيعة مهنتها، وتفكر جدياً في أداء عمل لويليام شيكسبير كي تؤخذ على محمل الجدية. حكت أيضاً لد. غرينسن كيف أنها تقف عارية أمام المرآة، لكي ترى آثار التقدم في العمر على جسدها، ولكي تجد أن «صدرها يتبلد قليلًا، [لكن] طولي مازال جيدًا، وردفاها مازالا في أفضل حال». تحدثت أيضًا عن كلارك غايبل، والذي أملت أن تجد فيه حبًا أبويًا، وتحدث عن زيجاتها وطلقاتها مع لاعب البيسبول جو ديماغيو والكاتب المسرحي آرثر ميللر.

وفقًا لجون مينر، الاستماع لتلك التسجيلات يوضح «أنه من المستحيل أن تكون تلك المرأة قد انتحرت. فقد كانت لديها مشروعات مستقبلية محددة بدقة، وكانت تعلم ما الذي تريد فعله. وقال لها لي ستراسبرج بأن تلعب دوراً لشيكسبير، وكانت مبهورة بتلك الفكرة». يرى المحقق أن ماريلين قد اغتيلت: بعد أن وُضع لها منوم في كوبها، وُضع لها نيمبوتال ذائب بالماء بكمية كبيرة، في شكل حقنة شرجية. غير أن تأكيدات النائب العام مينر قد هوجمت بشدة من كثير من كاتبي السير الذاتية، كما أنها ناقضت العديد من الشهادات، منها شهادة النائب العام السبق وأرملة المحلل النفسي رالف غرنسن، والتي أكدت لجريدة لوس أنجيليس تايمز أن زوجها لم يكشف أبدًا عن وجود تلك التسجيلات.

في 19 مايو 1962، ظهرت ماريلين علنًا للمرة الأخيرة في مناسبة هامة، وقد كانت شبه مخمورة أثناء غنائها «Happy Birthday, Mr. President» بمناسبة عيد ميلاد الرئيس جون فيتزغارد كينيدي في حديقة ماديسون سكوير. بيع فستانها الساحر الذي حضرت به الحفل مقابل 1.3 مليون دولار في المزاد العلني عام 1999. وقد كان فستان ضيق من الحرير الوردي المرقط بـ 2500 كريستالة، وأصبح الفستان الأغلى في العالم، متجاوزًا فستان الأميرة ديانا الذي لبسته للرقص مع جون ترافولتا، وبيع مقابل 222500 دولار في يونيو 1997. ومنذ الستينيات، كانت علاقات النجمة مع جون كينيدي وأخيه روبرت هدفاً للكثير من الإشاعات. ولم تُؤكد تلك العلاقات إلا في 1970، بعد نشر فرانك كابل لكتاب «موت ماريلين مونرو الغريب» (The Strange Death of Marilyn Monroe).. كما تبين أنه كان لجون كينيدي عشيقة أخرى، وهي جوديث كامبل، والتي ذكرت ذلك في مذكراتها الخاصة، المنشورة في عام 1977.!!