محمد أبوقمر
المصالحة الفلسطينية إللي مصر بتجاهد وبتدفع تكاليفها مش تباوس وأحضان وتبادل الضحكات الصفرا إللي تعود عليها الفلسطينيين ، مصر بتعمر وبتبعت مساعدات ضخمة وبتبذل أقص الجهود المخلصة علي أمل توحد الفلسطينيين وتبنيهم لرؤيا واحدة تحوز علي احترام العالم وتمنح القوي الدولية الفاعلة المبرر القوي للوقوف إلي جانب الشعب الفلسطيني والعمل بجدية علي حل القضية حسب القرارات الدولية.
 
وظني أن هذه المصالحة التي تأمل مصر في تحققها لصالح الشعب الفلسطيني أمامها مجموعة من العقبات التي يمكن أن تحولها إلي مجرد تباوس وتحاضن مزيف تخفي حماس خلفه قبح أولوياتها التي لا تحتل القضية الفلسطينية فيها سوي التكئة التي تستند عليها لاكتساب مشروعية وجودها ، وتتلخص هذه العقبات في النقاط الآتية :
 
1- ارتباط حماس بالتنظيم الدولي للإخوان.
 
2- هذا الارتباط يحدد قناعاتها وأولوياتها وشعاراتها العقائدية ...الاسلام هو الحل ، الجماعة مقدمة علي الأرض ، الخلافة بوصفها فريضة مقدسة بدونها لا يكتمل إيمان المسلم ، ثم العمل علي أخونة جميع الفلسطينيين لخلق المجتمع الاسلامي المنشود .
 
3- ارتباط حماس بقوي إقليمية ، هذه القوي -كما هو واضح ومكشوف - تستغل وجود حماس السياسي والعسكري في ترتيب أوضاع وممارسة ضغوطات معينة لخلق توازنات إقليمية ودولية.
 
4- هذه القوي الإقليمية تمول حماس ماديا وتقوم بتسويقها سياسيا وبالتالي هي التي تتحكم في قرارتها المصيرية تجاه القضية الفلسطينية .
 
مصر هي الوحيدة التي تحملت وعانت من آثار الاحتلال الصهيوني لفلسطين وكم كلفها ذلك من دماء وتكاليف اقتصادية باهظة ومازالت تحمل عبء حل هذه القضية بإخلاص وبلا كلل بالرغم من محاولات تشويه موقفها من بعض الأطراف الإقليمية وبعض الاتجاهات الفلسطينية الساقطة ، وكما يري الجميع فإن فاتورة الشو الأخير الذي حدث بين الفصائل واسرائيل تتحملها مصر الآن أولا للتخفيف من آثار الدمار الذي اصاب الشعب الفلسطيني في غزة وثانيا للعمل علي لم الشمل الفلسطيني لاستغلال فرصة التعاطف الدولي مع معاناة الشعب الفلسطيني لحل القضية حلا يرتب الأمن والسلام في المنطقة وينهي حالة التوتر التي قد تكون لها آثار غير محمودة علي أمننا القومي.
 
وأظن أن ما تفعله مصر الآن هو المحاولة الأخيرة لتمكين الفلسطينيين من وضع قضيتهم أمام الضمير العالمي كقضية إنسانية لشعب موحد يريد الحياة الحرة الكريمة ، شعب موحد يريد الاستقلال والتخلص من العسف والطرد والإبعاد والقتل وأحط أنواع المعاملة العنصرية البغيضة.
 
فهل يمكن للفصائل وحماس أن يتخلصوا من الدوران حول السلطة التي لا معني لها في ظل الاحتلال ، وهل يمكن أن تتخلص حماس من تورطها المشبوه كألعوبة في يد بعض القوي الإقليمية ، وهل يمكن أن تكون الأرض المغتصبة والشعب المهان أولي من الجماعة ومن الخلافة في الضمير الحمساوي ، وهل يمكن أن يكون شعار الاستقلال والتحرر أولي من شعار الاسلام هو الحل في العقيدة الحمساوية؟؟!
 
الإجابة علي هذه الأسئلة هي التي ستحدد ما إذا كانت المصالحة الفلسطينية هي توحد حقيقي من أجل الشعب والأرض والدولة والحرية أم مجرد تباوس وتحاضن وتبادل ضحكات صفراء غبية لا تجلب عليهم سوي الكورونا