تسعى وزارة البيئة المصرية لحماية شواطئ البحر الأحمر من خلال إطلاق حملة للحفاظ على المخزون السمكي والتنوع البيولوجي بالمنطقة وضمان استمرارية السياحة الساحلية التي تستقطب أعدادا كبيرة من السائحين سنويا.

وتعتبر تلك الحملة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقا لبيان رسمي عن وزارة البيئة، وهي جزء من مبادرة "إيكو إيجيبت" التي تعمل على رفع الوعي بأهمية حماية البيئة البحرية لينعم الجميع بمساحة آمنة.

ويقول مدير مشروع دمج التنوع البيولوجي بالسياحة البيئية محمد عليوة لموقع "سكاي نيوز عربية": "الحملة تعمل على إزالة التأثيرات السلبية على الحياة البحرية في منطقة البحر الأحمر عن طريق توعية السائحين إلى الممارسات الخاطئة التي تحدث دون وعي بأضرارها".

ويضيف "قمنا بالترويج للحملة بتوزيع الفيديوهات التوعوية والملصقات والتنويهات في كافة الأماكن السياحية بالبحر الأحمر وداخل 4 مطارات مصرية القاهرة وشرم الشيخ والغردقة ومرسى علم وعرضها أيضا في الطائرات والحافلات".

ويتابع عليوة: "تستمر الحملة لنحو 3 شهور ومن أبرز أهدافها ضمان استدامة الموارد الطبيعية في البحر الأحمر لكونها محط اهتمام السياحة العالمية حيث يتوافد إليها نحو 80 بالمئة من نسبة السائحين القادمين إلى مصر".

وبحسب تقديرات الخبراء فإن 60 بالمئة من البيئة البحرية مُهددة بالتدهور في حالة عدم التدخل لإنقاذها فضلا عن تناقص المخزون السمكي نتيجة للصيد الجائر وهو ما دفع وزارة البيئة لإطلاق الحملة الأخيرة بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وغرفة المنشآت الفندقية وغرفة سياحة الغوص والأنشطة السياحية.

وينوه مدير مشروع دمج التنوع البيولوجي بالسياحة البيئية لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن الوزارة تعمل بجانب توعية السائحين على منح العاملين في المنشآت السياحية بالبحر الأحمر 3 برامج تدريبية عن كيفية التعامل الأمثل مع الحياة البحرية.

ويؤكد رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية علاء عاقل لموقع "سكاي نيوز عربية" على أن الحملة تستهدف السياحة الداخلية والخارجية فضلا عن العاملين في المنشآت الفندقية لحث الجميع على التعامل بصورة صحيحة مع الكائنات البحرية دون المساس بها.

وذكر عاقل: "نحاول القضاء على بعض التصرفات الضارة بالأسماك مثل محاولة إطعامهم أو إلقاء المواد البلاستيكية على الشواطئ أو داخل البحر وتعمل الحملة على وصول تلك المعلومات لأكبر عدد ممكن من زوار المنطقة".

ويتابع رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية: "بدأنا بمشاركة كافة الجهات المعنية في نشر الفيديوهات التوعوية باللغة العربية والإنجليزية عن أبرز الخطوات الخاطئة التي يمارسها البعض دون قصد لكنها تُسفر عن تدهور في البيئة البحرية".


ويوضح عاقل لموقع "سكاي نيوز عربية" أن غرفة المنشآت الفندقية تلعب دورا كبيرا في الحفاظ على البيئة البحرية بالمساهمة في الحملات المختلفة سواء لجمع المخلفات والبلاستيك من البحر أو نشر التوعية بين العاملين في الأنشطة البحرية لقدرتهم على توجيه السائحين بطريقة مناسبة.

وزيرة البيئة المصرية
وتصف وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد الحملة بأنها جرس إنذار من أجل بناء مستقبل مختلف للأجيال القادمة، مؤكدة في بيان رسمي على أهمية التصالح مع الطبيعة ونشر الممارسات الصديقة للبيئة بالقطاع السياحي وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والجهات الدولية.

وتملك مصر ثروة بحرية هائلة تضمن لها تنوع بيولوجي بأكثر من 1200 نوع من الأسماك ونحو 350 نوع من الشعاب المرجانية، وأشارت دراسة صادرة عن وزارة البيئة المصرية إلى تأثير التغيرات المناخية على الشعاب المرجانية في العالم وأن الأعداد الأخيرة منها على وجه الأرض ستبقى في البحر الأحمر لذلك وجب حمايتها.

وتثمن المسؤول الإعلامي لغرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية يارا الزميتي جهود الجميع في إطلاق الحملة البيئية بالبحر الأحمر قائلة لموقع "سكاي نيوز عربية": "سيكون لها تأثير بالغ على زوار المنطقة خاصة وأنها تُعرض بطريقة مبسطة وواضحة".

وتسترسل الزميتي: "الحملة بها العديد من عوامل الجذب، تُخاطب جميع الأعمار والثقافات والبلدان المختلفة، تكشف العديد من المعلومات الهامة الغائبة عن البعض بطريقة مميزة وفي الوقت نفسه غير تقليدية".

وتتابع: "يتضح من الحملة مدى تأثر الحياة البحرية بالسلب من انتشار (أعقاب السجائر) على الشواطئ فهي صغيرة الحجم يمكن للأسماك ابتلاعها بسهولة وهو أمر بالغ الخطورة فضلا عن تحللها بعد سنوات طويلة".

وتردف المسؤول الإعلامي لغرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية: "فوجئ آخرين عند متابعة الحملة بالآثار السلبية للكريمات الواقية ضد الشمس على الشعاب المرجانية واحتوائها على مواد سامة تؤذي الكائنات البحرية وضرورة استبدالها بأخرى صديقة للبيئة".

وفي سبيل انتشار الحملة على أوسع نطاق وزعت غرفة سياحة الغوص والأنشط البحرية تفاصيل الحملة والفيديوهات التوعوية على كافة المنشآت السياحية التابعة لها وعددها 569 منشآه، وفقا للزميتي، فضلا عن إتاحتها على مواقع التواصل الاجتماعي لتصل إليهم ردود فعل واسعة من قِبل الجمهور.

وتختتم الزميتي حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية" قائلة: "داخل الغرفة نحرص أيضا على تلقي كافة العاملين في قطاع الغوص والأنشطة البحرية على التدريبات البيئية اللازمة قبل حصولهم على عضوية رسمية لمزاولة المهنة بجانب تنظيم فعاليات توعوية على مدار السنة".