القمص اثناسيوس فهمي جورج
 
ليوحنا المعمدان العديد من الألقاب :
١- السابق (برودروموس Prodromoc): حيث أعدّ الطريق للرب مثلما كانت فرقة تسبق الجيش لتعدّ له الطريق، هكذا يوحنا مرسل يسبق ليعلن مجيء موكب الملك العريس المخلص ، وقد قيل عنه إنه: «صوتُ صارِخٍ في البَرّيَّةِ: أعِدّوا طريقَ الرَّبِّ، اصنَعوا سُبُلهُ مُستَقيمَةً» (مرقس ٢ : ١ ) قائلا : سياتي بعدي من هو قبلي .. الذي لابداية ولا نهاية له ، انه بعده حسب الزمن ، لكنه قبله وقبل كل الادهار بحسب ضياء لاهوته غير المدرك
 
٢- الصابغ (بابتيستيس Bapticthc): أي المُعمِّد، وهو أعظم ما قام به يوحنا في حياته كلها ، اذ اتي اليه الرب الذي هو فوق الجميع واعتمد منه ، لذلك الأيقونة الرسمية له على حامل الأيقونات هي أيقونة العماد ، وظهور ابيفانيا الثالوث القدوس ، إذ أننا لا نعرف يوحنا ولا نعرف العذراء مريم نفسها الا من خلال شخص المسيح المسيا المخلص . .نزل المسيح عاريا باتضاع الاخلاء العجيب الي مياه الاردن التي فزعت من حضوره ، وارتضي ان يكمل كل بر ، بينما هو نهر الخيرات ونبع البركات ومجري كل الانهار وينبوع كل الامطار .ولا يخلو منه مكان .لم يكن محتاجا ان يعتمد لانه السيد والملك والراعي والاله الذي من فوق وصاحب كل السلطان : بينما يوحنا هو العبد والخادم والخروف من القطيع والانسان الغير مستحق ان يحل سيور حذائه ، فالمسيح كمل وسدد ودفع عن الكل مايليق ظاهرا للجميع ( ثيوفانيا ) .
 
٣ - الشهيد (بي مارتيروس Pimarturoc): حيث كلّفته الشهادة للحق والوقوف في وجه هيرودس حياته ثمنًا، إذ كان يقول له: "لا يحلّ لك" (متى 14: 1-12). ورضي أن يُقتَل من أجل الحق لأنه كان يمثِّل ضمير الأمّة ويشهد للوصية. وقد اصطبغ بشهادة الدم القرمزية من اجل البر والاستقامة
 
٤- نسيب عمانوئيل (بي سينجينيس إن إيمانوئيل Picuggenhc `nEmmanouhl): وترجع صلة النسب هذه إلى أن القديسة حَنَّة والدة مريم العذراء تُعدّ ابنة خالة القديسة إليصابات أم يوحنا المعمدان اعظم مواليد النساء الذي شهد الرب عنه ، وكانت ولادته سبب فرح وخلاص كثيرين ، سليلا لابيه زكريا الكاهن ولامه اليصابات بنت هارون .
 
٥- صديق العريس (يوحنا 3: 29): الشخص الذي يخدم العريس ويعمل بكل وسيلة لإراحته، وهو ما فعله يوحنا إذ نسب كل المجد للمسيح ولم يغتر حين أُبلِغ أن من عمّده (يسوع) صار له تلاميذ أكثر، وعبّر قائلاً: «يَنبَغي أنَّ ذلكَ يَزيدُ وأنّي أنا أنقُصُ» (يوحنا 3: 30).المسيح هو السيد والملك والراعي والحمل والاله الذي من فوق وصاحب السلطان ، بينما يوحنا هو العبد الخادم والخروف من القطيع والانسان الذي من تحت والغير مستحق ان يحل سيور الحذاء ، فهو تحت السلطان . واتي بعده من هو قبله بحسب ضياء لاهوته غير المدرك .
 
٦- ملاك الرب (مرقس 1: 2): والمعروف أن لفظة ملاك تعني رسول، ويوحنا هو الملاك المُرسَل ليعدّ طريق الرب: «هأنَذا أُرسِلُ ملاكي فيُهَيِّئُ الطريقَ أمامي» (ملاخي 3: 1)، ولذلك نجد بعض أيقونات له وله جناحان كي يكرز بكرازة الملكوت وبشهادة الاعالي ، موبخا اعمال الظلمة وذنوب البشر .
 
٧- نبي العهدين: إذ أنه بينما ينتمي إلى رجال العهد القديم فإنه سجد للرب في بطن أمه، وعاصر ميلاد الرب، بل وعمّده بنفسه، ولذلك وصفه الرب بأنه «أفضَلَ مِنْ نَبيٍّ» (متى 11: 9). كما أن يوحنا ظهر كنبي بعد غياب الأنبياء خمسة قرون كاملة، ليقول عنه القديس لوقا: «كانتْ كلِمَةُ اللهِ علَى يوحَنا بنِ زَكَريّا في البَرّيَّةِ» (لوقا 3: 2).يلبس وبر الابر ومنطقة الجلد ، وياكل الجراد والعسل البري ، موقرا بحياة انبياء العهد القديم ، نبي مابين العهدين ( اخر انبياء القديم واول انبياء الجديد )
 
٨- إيليا الجديد: حيث انتهج المنهج ذاته من جهة الشجاعة في مواجهة الشر، وحياة عيشه البراري ، بنذر البتولية . وحتي في بشارة الملاك بمولده أشار إلى أنه يتقدّم أمام المسيح بروح إيليا (لوقا 1: 17)، بل أن الرب نفسه صرّح قائلاً لليهود: «وإنْ أرَدتُمْ أنْ تقبَلوا، فهذا هو إيليّا المُزمِعُ أنْ يأتيَ» (متى 11: 14).عظيما امام الرب وخمرا ومسكرا لايشرب .
 
٩- الكاهن ابن الكاهن: فأبوه هو زكريا وكان كاهنًا وجاءته البشارة بينما يكهن في قرعته ويقدم البخور عن يمين الهيكل، وكذلك أمه أليصابات من بنات هرون الكاهن (لوقا 1: 5). لدلك يقول الكاهن باتجاه أيقونته : "السلام ليوحنا بن زكريا، السلام للكاهن ابن الكاهن".
 
١٠- النذير: إنه نذير من البطن، وقد قيل في البشارة بميلاده: «لأنَّهُ يكونُ عظيمًا أمامَ الرَّبِّ، وخمرًا ومُسكِرًا لا يَشرَبُ، ومِنْ بَطنِ أُمِّهِ يَمتَلِئُ مِنَ الرّوحِ القُدُسِ» (لوقا 1: 15).
 
وكان النذر مستويات: إمّا جزء من الحياة يمارس بعدها النذير حياته بشكل طبيعي، أو نذر كامل كل حياته. ومن بين شروط النذير الكامل عدم الزواج وترك الشعر والامتناع عن الخمر والتكريس لله كل حياته، وفي العهد القديم كان يحل عليه الروح القدس من أجل مهمة ما.وهو الذي عمد جميع اورشليم وكل اليهودية والكور المحيطة بالاردن ، والجميع ياتون اليه وله تلاميذ كثر ( يو ٣ : ٤ ) وقد هييء للرب شعبا مستحقا ، وصار اول من ارتكض للمسيح في بطن امه )
 
١١- جاء بروح إيليا: أي بطقس إيليا ومنهجه وشخصيته (وليس بالطبع تناسخ أرواح)، وعند البشارة بمولده قيل فيه: «ويتَقَدَّمُ أمامَهُ بروحِ إيليّا وقوَّتِهِ، ليَرُدَّ قُلوبَ الآباءِ إلَى الأبناءِ، والعُصاةَ إلَى فِكرِ الأبرارِ، لكَيْ يُهَيِّئَ للرَّبِّ شَعبًا مُستَعِدًّا» (لوقا 1: 17)، ولما سأل الجموع السيد المسيح عن مجيء إيليا كنبوة ملاخي النبي نبّه قلوبهم قائلاً: «وإنْ أرَدتُمْ أنْ تقبَلوا، فهذا هو إيليّا المُزمِعُ أنْ يأتيَ» (متى 11: 14). لقد عاش إيليا في الجبال وهكذا المعمدان، وكان إيليا النبي الناري القوي في الأنبياء وهكذا كان يوحنا، لقد طلب إيليا أن تنزل نار من السماء وهكذا يوحنا حذّر من النار التي لا تُطفَأ، وقف ايليا بشجاعة أمام آخاب وهكذا يوحنا قدام هيرودس، عاش إيليا بتولاً وهكذا يوحنا، تعرّض يوحنا لضغط نفسي شديد في زنزانته ولكنه لم ييأس وهكذا إيليا أيضًا عندما طاردته إيزابل. روحه نارية وولادته معجزية وبشارته صار بها فرح لكثيرين ، وقد وقع خوف علي كل جيرانه . كملاك يهييءالطريق وكعظيم امام الرب وممتلئ من الروح القدس ، ليرد القلوب ويعلن الحمل الذي يرفع خطية العالم كله ، ويرفعنا بالحقيقة لا الرمز ومناديا بافتتاح ازمنة. بشارة الخلاص السارة . ، لذلك فرحه هذا قد
 
كمل
 
١٢ - بن الموعد : لانه ولد ببشارة ميلادا معجزيا ، مرسل من الله لمهمة الكرازة بقرب ملكوت السموات .. نبيا للرب ( نبي العلي ) وحاملا لروح ايليا ووراثة الكهنوت . متخذا من البرية وطنا له ، ومقاما منذ صباه للمناداة بالوعود والمواعيد ، التي توقظ النفوس وتنذرها بصراخ التوبة ، ولكي تشهد للنور ، فهو الشاهد والمشاهد للنور ، اشبين العريس وصديقه ، الذي له الكرامة الاولي التي تتقدم الجميع ، وبها يسبق امام وجه الرب كاشبين لعروس الخلاص ، الذي بعدها للعريس الاتي من بعده وهو التقوي والاعظم الذي رفشه بيده . ينقي بيدره ، ويجمع قمحه في المخازن ، ثم بحرق التبن بنار لاتطفيء