في مثل هذا اليوم 8 يونيو 1949م..
في مثل هذا اليوم رحل الفنان نجيب الريحاني.

ولد في حي باب الشعرية لأب من أصل موصلي عراقي كلداني مسيحي اسمه "إلياس ريحانة" يعمل بتجارة الخيل فاستقر به الحال في القاهرة ليتزوج سيدة مصرية قبطية أنجب منها ولده نجيب.

نشأ نجيب في القاهرة وعاش في حي باب الشعرية الشعبية منفردا فعاشر الطبقة الشعبية البسيطة والفقيرة.

عاش نجيب في حي الظاهر بالقاهرة وبدت عليه ظاهرة الانطوائية إبان دراسته بمدرسة الفرير الابتدائية وهي مدرسة لغتها الرسمية الفرنسية مما أتاح له فهم هذه اللغة وتطويعها لعقليته الصغيرة.

عندما أكمل تعليمه ظهرت عليه بعض الملامح الساخرة ولكنه كان يسخر بخجل أيضا وعندما نال شهادة البكالوريا كان والده قد تدهورت تجارته فاكتفى بهذه الشهادة.

بحث عن عمل يساعد به أسرته فقد كان مولعا بأمه أشد الولع وتعلم منها الكثير فقد كانت هي الأخرى ساخرة مماتشاهده إبان تلك الفترة التي كانت تعج بالمتناقضات الاجتماعية وقد تفتحت عينا نجيب الريحاني على أحداث عظيمة كانت تمر بها مصر.

كان نجيب الريحاني قد التحق بوظيفة كاتب حسابات بشركة السكر بنجع حمادي بالصعيد وهذه الشركة كانت ملكا خالصا للاقتصادي المصري احمد عبود باشا والذي أنشأ عدة شركات تعمل في كل المجالات على غرار شركات مصر التي أنشأها زعيم الاقتصاد المصري في ذاك الوقت طلعت حرب.
في يوم قادته قدماه إلى شارع عماد الدين الذي كان يعج آنذاك بالملاهي الليلية وقابل صديق له كان يعشق التمثيل واسمه محمد سعيد وعرض عليه أن يكونا سويا فرقة مسرحية لتقديم الإسكتشات الخفيفة لجماهير الملاهي الليلية.

تزوج من الراقصة السورية بديعة مصابني التي طلقها فيما بعد بسبب غيرتها عليه وله منها ابنة واحدة.

كما تزوج أيضا من "لوسي دي فرناي" الألمانية وانجب منها "جينا" ولكنها نسبت في الوثائق الي شخص اخر كان يعمل ظابط في الجيش الألماني بسبب قوانين هتلر التي تمنع زواج اي ألمانية من شخص غير ألماني.

جاءت وفاة الريحاني صدمة للكثيرين فتوفى الريحاني في الثامن من يونيو عام 1949 بعد أن قدم أخر أعماله فيلم غزل البنات حيث أصيب بمرض التيفوئيد الذي كان سبباً في وفاته.

قد كشف الدكتور احمد سخسوخ الناقد المسرحى المعروف والعميد الاسبق لمعهد الفنون المسرحية عن ان وفاة نجيب الريحانى كانت بسبب اهمال من ممرضته بالمستشفى اليونانى حيث اعطتة جرعة زائدة من عقار الاكرومايسين ليموت الريحانى بعدها بثوانى.!!