كتبت - أماني موسى

كان أحد باشاوات مصر وقدم العديد من الخدمات لأبناء وطنه، خاصة بني بلدته صنبو بأسيوط، حيث أسس العديد من المدارس والملاجئ بأسيوط، إذ خصص أحد عمائره كمدرسة لأبناء القرية بدلاً من التي تبعد عشرات الكيلومترات عن قريتهم، كما خصص الكثير من أطيانه كأوقاف لخدمة المشروعات التنموية والخيرية، هو ميخائيل فلتس، رجل وطني مخلص لمصر من الطراز الأول.. بني المدارس والمطاحن والمستشفيات ودور العبادة ودار رعاية الأيتام والمسنين، استخدم كل ثروته لخدمة وطنه وأهله ومات بعد رحلة كفاح طويلة لنشر العلم والثقافة.
 
ولد ميخائيل فلتس في أوائل عام ١٨٤٨م في قرية صنبو بمركز ديروط بأسيوط، نشأ لأسرة مسيحية متدينة غرست فيه الأخلاق والفضيلة والعمل بجدية.
 
بالعمل والمثابرة أصبح فلتس من الأثرياء، ولك يكن ممن يفضلون جمع الأموال بخزائن والاستمتاع بزيادتها، بل أحب المشروعات الخيرية لخدمة بني جلدته، فبنى المدارس لمحو أمية أبناء قريته لبعد المدارس عنها، وبنى ملاجئ لخدمة وتربية وتعليم الأطفال بلا مأوى، وكذا المستشفيات لخدمة المرضى والفقراء منهم.
 
وشيد فلتس قصرًا كبيرًا ليكون مدرسة لأبناء قرية صنبو قبل فيها مئات من أبناء الفقراء مجانًا، وسهل علي جميع طلابها وسائل الراحه فأنشاء لهم غرفًا للنوم صحية مجانية.
 
ثم قام ببناء قصرًا آخر ليكون مدرسة لتعليم بنات القرية، كما أقام مدرسة أيضًا للتعليم الفني، ثم بيتًا كبيرًا لإيواء الأيتام والأطفال بلا مأوى أو من تخلى عنهم أبويهم.
 
وقام ببناء مستوصف خيري مجاني لعلاج الفقراء بمركز ديروط، ويعرف عنه أنه قام ببناء مدرسة بصنبو مركز ديروط محافظة أسيوط عام 1890 لمراحل التعليم المختلفة بدءًا من الابتدائية حتى الثانوية.
 
وأنشأ فلتس وابور مياه لتوفير مياه شرب نظيفة لأهل القرية، كما أنه رفض رتبة الباشوية نظير أعماله الخيرية، وتوفي بعد رحلة عطاء جزيلة عن عمر يناهز الـ 70 عامًا فى 17 ديسمبر 1917، وشيع جثمانه من الكنيسة الإنجيلية التي شيدها بالقرية. 
 
وعند وفاته نعته الصحف المصرية آنذاك قائلة: "وفاة محسن مصري كبير - قدوة لأغنياء مصر"
 
 
حضرة المحترم "ميخائيل فلتس" أبن قريتنا العريقة صنبو ، وأحد رموزها العظام على مر التاريخ ، ولد بصنبو عام ١٨٤٨م وتوفي بصنبو عام ١٩١١م .. شيد المدارس والمطاحن ودور رعاية الأيتام ، وساهم في بناء عدة مستوصفات خيرية كثيرة بأسيوط ، أنهالت عليه آيات الثناء والشكر من الوزراء ومدراء الأقاليم المصرية ، وشيد الكنيسة الإنجيلية بصنبو التي خرجت منها جنازته بعد أن فارق الحياة وهو في العقد السابع من العمر .. مائة وعشرة أعوام مضت على رحيله ولازلت سيرته العطرة حاضرة على أرض قريته صنبو .. صنبو التي تضرب بجذورها الى أحقاب الأحقاب في صفحات التاريخ.