شريف اسماعيل

 

الصراع المجتمعي بين المتصهينين و المستعربين. .. حالة من الانشقاق و التخبط  في المشهد الاسرائيلي ، الكل يزايد علي الاخر ، فمواقف  عرب اسرائيل بين المؤيد و المعارض كلا من  المعسكرين يخون الاخر و يتهمة بالعمالة لصالح المعسكر المقابل ، فهناك تيار يدعم التفاعل مع القضايا السياسية كمواطن اسرائيلي و يري انه من الضرورة المشاركة في الحياة  السياسية  بمختلف اشكالها ، "الأحزاب ، الانتخابات ، الكنيست " و حتي يكون هناك صوت فئوي يمثلهم و يطالب بحقوقهم امام الدولة و يسمح لهم بعرض وجهة نظرهم ومطالبهم تجاه مختلف القضايا و التي تمس مصالح و مصير  عرب اسرائيل .

 

  و علي العكس ، هناك تيار من عرب اسرائيل  يؤمن بضرورة المقاطعة الكاملة و يُتهم المتفاعلين مع القضايا الوطنية بالخيانة و عارض مشاركة القائمة الموحدة في الائتلاف الحكومي و يعارض أسقاط نيتنياهو ، ايمانا  بفكرة " لا دخل لنا " ،و  عملا بمبدأ ان كل الاسرائيلين أوجه لعملة واحدة ، هذا التيار يعارض بهدف المعارضة و بهدف الخروج من الحياة السياسية بأسرائيل و حتي لا يتحمل تاريخيا وزر قرارات  أية حكومة صهيونية متطرفة و يظهر دائما بمظهر المغلوب علي أمرة، فهذا التيار ضد المشاركة في الحكومة او الكنيست او الأحزاب السياسية ،  مع العلم ان هذا التيار يحمل الجنسية الاسرائيلية و يعيش تحت وطئة حكومة اسرائيلية و يحكمة الدستور الاسرائيلي و يعاني من العنصرية و  تداعيات قانون القومية و يعاني من الظلم و الاضطهاد في مختلف قطاعات دولة اسرائيل         " المحليات و التعليم و الصحة و تهويد الدولة !! " نحن امام ازدواجية في الهوية و العقيدة !! السؤال هل الهروب من الواقع هو الحل !! أم  نحن امام نظرية سياسية جديدة !! هل الانزواء و أنكار الواقع سيحل أزمة الوطن !!! مجرد أسئلة تطرح نفسها ،
 
وفي الجهة المقابلة نجد ان هناك خلافات  و صدامات و تحريض بين المعسكرين الصهيونيين فكل يزايد بتطرفه علي مواقف الاخر فالليكود و الصهيونية اليمينية و الأحزاب الدينية يعارضون بشتي الطرق تشكيل حكومة أئتلافية يشارك فيها احزاب عربية و يعتبرون ان هذا التحالف يصل لحد جريمة الخيانه العظمي لدولة اسرائيل و هو بداية مرحلة جديدة من التعايش مع فريق في نظرهم يمثل الخيانه و التأمر علي دولة صهيون و يمثل الخطر الأعظم علي بقاء هذة الدولة ، وصل الي حد التحريض و  الفوضي و الدفع لسياسة الارض المحروقة ، بينما يري المعسكر الاخر و عملا بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة فبغض النظر عن طبيعة التحالفات بين شخصيات الأكثر يمينية كبينت و جدعون ساعر وليبرمان مع احزاب اليسار  و احزاب عربية ، فالهدف هو أسقاط نيتنياهو و إقصاؤه عن الحكم ، ثم يأتي لاحقا فكرة اعادة الحسابات و تعديل المواقف فليس علي المنظور القريب ان يتأثر فكر اليمين الائتلافي بمنظور التعايش و القبول بالاخر و التخلي عن حلم دولة صهيون و الدولة اليهودية ، فأسرائيل من ذلك المنظور مقبلة علي مرحلة جديدة في مظهرها الخارجي و لكنها في حقيقة الامر في باطنها   هي مرحلة صادمة و صعبة ، لاسيما و ان فكر الادارة الامريكية " الديمقراطي " ، لا يمكن ان يخرج عن المخطط الصهيوني و يؤمن بيهودية الدولة و يخطط لها كأسس لحل الدولتين او لأية مفاوضات مقبلة أسرائيلية فلسطينية ....