زهير دعيم
في بداية الاسبوع الجاري  التأم البرلمان الاسرائيليّ ( الكنيست) لانتخاب وتنصيب رئيس جديد للحكومة الاسرائيلية نفتالي  بنيت بدلًا من بنيامين نتنياهو والذي تربّع السنوات الطوال  ( 12 سنة ) على كرسي الحكومة.
 
  وتوقعّت أنَّ التنصيب والتصويت سيمرّان مرّ الكرام وبشكل رسميّ وهادىء ؛ كيف لا ودولتنا تتباهى بأنّها الديموقراطيّة الوحيدة  في الشرق الاوسط وأنّها الأكثر تنوّرًا وتنويرًا..
  وكانَ أنْ ... 
 وكانَ أنْ أضحت قاعة البرلمان الإسرائيليّ ساحةً للوغى والاستهتار والتجريح والضّجيج  والصُّراخ والتقاذف بالكلمات الخشنة ، فما عُدتَ تستطيع أن تسمع جملة واحدة من خطاب الرئيس المرشّح للرئاسة.
 
   وضحكتُ في نفسي بل ولُمتها .. 
فقد اعتقدتُ أنّنا نحن العرب وحدنا من يُحبّ كرسيّ الحكم فيتشبث به ولا يرغب أن يُخليه ، بل أن هناك مَنْ يُفصّله على مقاساته، الى أن جاء عصر يوم الأحد الفائت  ، فإذا الاسرائيليون أيضًا يذوبون عشقًا بكرسي السُّلطة ويعشقونه عشقًا فاق كلّ الحدود، فيستميتون في الدفاع من أجل البقاء عليه.
  وتساءلت ما السِّحر يا تُرى وما السّر في هذا التشبّث ؟ 
 
 أتراه حبّ الزعامة والوجاهة وعشق الحلّ والرّبط وشوفوني يا ناس الى جانب اضواء المجد التي تُسلّطها وسائل ووسائط الإعلام بكل اشكالها والوانها !!!
 أمّ ترى هناك أمورًا أخرى ... 
 تأتي من تحت الطاولة ومن فوقها تتعلّق بالاخضر والذّهبيّ .
 حقيقة وقفتُ دَهشًا  ، وما زالت الدهشة تأخذني فكرسي الحكم فيه سرّ وأيّ سرّ ، يجعلك احيانًا تبيع  المبادىء والاصدقاء وتتخلّى عن الأمانة والمسؤولية. 
 حمانا الله منه ...