ماجد الراهب
عندما أتى السيد المسيح وبدأ فى إعداد خطة الخلاص ليرد البشرية لرتبتها الأولى ، تصدى له الكهنة والْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ اليهود وكانت كل محاورتهم معه الاستعانة بنصوص من التوراه لمحاولة إحراجه و تأليب المجتمع اليهودى ضده حتى لا يفقدوا سلطانهم .
 
وهناك امثلة عديدة لذلك نذكر منها :
•“يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ بِالْحَقِّ، وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ، لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ.
فَقُلْ لَنَا: مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ ؟ " ( مت22 : 16 ) 
" يَا مُعَلِّمُ، قَالَ مُوسَى: إِنْ مَاتَ أَحَدٌ وَلَيْسَ لَهُ أَوْلاَدٌ، يَتَزَوَّجْ أَخُوهُ بِامْرَأَتِهِ وَيُقِمْ نَسْلًا لأَخِيهِ، فَكَانَ عِنْدَنَا سَبْعَةُ إِخْوَةٍ، وَتَزَوَّجَ الأَوَّلُ وَمَاتَ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَسْلٌ تَرَكَ امْرَأَتَهُ لأَخِيهِ، وَكَذلِكَ الثَّانِي وَالثَّالِثُ إِلَى السَّبْعَةِ. وَآخِرَ الْكُلِّ مَاتَتِ الْمَرْأَةُ أَيْضًا. فَفِي الْقِيَامَةِ لِمَنْ مِنَ السَّبْعَةِ تَكُونُ زَوْجَةً؟ فَإِنَّهَا كَانَتْ لِلْجَمِيعِ! " ( مت22 : 24 )
•" يَا مُعَلِّمُ، أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟ " ( مت22 : 36 )
فكانت إجابت السيد المسيح مفحمة لهم ، ثم توجه بحديثه مع الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ مخاطبا اياهم
" قَائِلًا: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ، فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُون ، فَإِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالًا ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ، وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ، وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ النَّاسُ: فَيُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ وَيُعَظِّمُونَ أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ ، ....الخ " (متى 23) 
وهذا ما يصنعه الكهنة والْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ المحدثون والذين يغيبون العقول مقابل تحريك العاطفة الدينية بالاستناد إلى أفكار تحارب كل تجديد وكل إستنارة روحية واصبحوا يتمادوا فى عبادة الطقس والجلبية السوداء ولكل من يرتديها مهما كانت صفاته أو أخطاءه .
وفى انجيل متى الاصحاح 23 بأكمله يصف السيد المسيح كل سلوكهم المنحرف .
وها هو التاريخ يعيد نفسه ويظهر على السطح فقاعات سلوك معوج يحول القاتل إلى قديس والشهيد لمهرطق ، وللأسف يساندهم من لا يستحق أن يقال له يا سيدنا من الاكليروس فى تحد صارخ للبابا وقررات المجمع المقدس .
ويسير القطيع المغيب وراءهم يتشفع بالقاتل وينتظر كرماته ، واعتقد حان الوقت أن يتخذ المجمع المقدس عدة قررات حاسمة توقف هذا العبث وتعيد الامور إلى نصابها الصحيح ونوقف نزيف صناعة القديسين .