كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بمصر، اليوم الأربعاء، بعيد تذكار القديس جيروم معلم الكنيسة، قديس من أعظم آباء الكنيسة جمعاء ومن معلميها والعاشق الحقيقي لكلمة الله في ترجمته وجمعه وتفسيره للكتاب المقدس، له تراث عظيم في هذا المجال مع مقالات نسكية وجدلية ضد الهراطقة .
 
وبحسب المكتب الإعلامي القبطي الكاثوليكي، ولد فى بلاد دلماتيا التى تعرف الأن باسم يوغسلافيا نحو عام 340م من اسرة رومانية غنية وتقية ،ولما بلغ الثانية عشرة من عمره أرسله والده الى روما.قد شغف بكبار شعراء اليونان والرومان. 
 
اهتم أيضًا بنسخ الكثير من الكتب كنواة لإنشاء مكتبة خاصة به، في هذا التيار انجرف القديس جيروم عن الحياة التقوية، لكنه عاد فتاب ثم نال سرّ العماد وإن كان قد بقي زمانًا يصارع ضد الشهوات فكريًا .وبعد ثلاثة سنوات رحل الى تريفا للتفرغ للحياة النسكية. وهناك بدأ يدرس اللاهوت والكتاب المقدس، ثم عاد إلى وطنه وأقام فى أكيلية سبع سنوات. إذ كان يحث أخته على حياة البتولية والنسك هاج أقرباؤه عليه فاضطر إلى الرحيل إلى الشرق، مارًا على اليونان فآسيا، ليستقر في إنطاكية عام 374 م. 
 
تفرغ لدراسة الكتاب المقدس مع ممارسة الحياة النسكية، فانفرد في برية خليكس جنوب شرقي إنطاكية لحوالي أربع سنوات تعلم فيها العبرية. قد تعرض في هذه البرية لمتاعب جسدية كثير. عاد من البرية إلى إنطاكية عام 377 م.
 
ضغط عليه البطريرك بولينوس ليقبل الكهنوت، وإن كان قد اشترط القديس جيروم عليه ألا يرتبط بكنيسة معينة، ليتفرغ لكلمة الله أينما شاء الله أن يدعوه. سمع القديس جيروم عن القديس غريغوريوس النزينزي.
 
وفي مجمع القسطنطينية المسكوني عام 381 م لمع نجمه. وفي سنة 382 م. رافق بولينس بطريرك إنطاكية وأبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص إلى روما، وكان أمين سر البابا داماسيوس. وطلب منه البابا إعادة النظر فى الترجمة اللاتينية للكتاب المقدس، فقام القديس جيروم بترجمة العهد القديم عن العبرية مباشرة والعهد الجديد عن اليونانية مباشرة التى عرفت فيما بعد بالترجمة الدارجة للكتاب المقدس أو باللاتينية اﻠﭬـولجاتا . 
 
لتكون أول ترجمة شاملة للكتاب المقدس بمنهجية واضحة. كما عمل على تشجيع الحياة الرهبانية . استقر أخيراً فى بيت لحم مدة خمسة وثلاثين عاماً ، حيث شارك فى حياة الكنيسة والصعوبات التى تعرضت لها. له مؤلفات كثيرة ولا سيما فى تفسير الكتاب المقدس .
 
 اشتهر بصلابة شخصيته وحدة اقواله. رقد فى الرب يوم 30 سبتمبرعام 420م فى بيت لحم فى الدير الذى قد انشاه بالقرب من كنيسة المهد، قد نقل جسده إلى روما ودفن جثمانه تحت مذبح كنيسة القديس مريم الكبرى .