أستاذ زراعة يؤكد: الأنواع اللابذرية تغزو العالم والفرصة مواتية للتوسع في زراعته بدون مبيدات بالمحافظات.. والتصدير يدر أسعارا عالية

يتجه العالم إلى تناول البطيخ بدون بذور منذ عدة سنوات، ولا سيما في أمريكا وأوروبا، ثم انتقل هذا الاتجاه إلى عدد من الدول العربية التي تفضل البطيخ بدون بذور سواء الأصفر أو الأحمر، وهو ما دفع بعض الأفراد والشركات لزراعته في مصر للتصدير أولا وبيع بقية المحصول فى السوق المحلى.

ورغم استيراد مصر بذور بطيخ سنويا بنحو 200 مليون جنيه، نجحت جهود بعض المتخصصين في توفير بذور البطيخ الأصفر والأحمر في مصر، ما يسهم في نشر زراعته ولا سيما أنه ذو قيمة كبيرة في التصدير وسعره اعلي من البطيخ العادى.

 

ويعد البطيخ الأصفر من الأنواع النادرة من الفاكهة فى مصر، وهى أصناف تشتهر الصين وعدد من دول العالم بإنتاجها وتصديرها، هذا في الوقت الذى يعد البطيخ من المنتجات التى يتم تصديرها بشكل واسع وتحقق دخول كبيرة للمصدرين  .

 

وبحسب الإحصاءات العالمية، يتم إنتاج 117204081 طنًا من البطيخ بمختلف انواعه في جميع أنحاء العالم، وتعد الصين أكبر منتج للبطيخ في العالم ، حيث يبلغ حجم إنتاجها 79244271 طنًا سنويًا ، وتأتي تركيا في المرتبة الثانية بإنتاج سنوي قدره 3928892 طن، تليها إيران ثم البرازيل وأوزبكستان والجزائر والولايات المتحدة الامريكية وروسيا  في حين تأتى مصر في المرتبة التاسعة بإنتاج  1680994 طنا.

 

وحول تفاصيل زراعة البطيخ الأصفر والبطيخ الأحمر بدون بذر في مصر، يقول الدكتور سليمان عمران رئيس البرنامج الوطنى لإنتاج تقاوى البطيخ لـ"اليوم السابع" إن البطيخ الأصفر ظهر أولا في اليابان منذ عام 1951 إلا أنه لم يكن بمثل جودته الحالية التي ترجع إلى الطفرة في الهندسة الوراثية منذ أواخر الثمانينات، لافتا إلى أنه مع انتشار البطيخ إلا أن بعض دول العالم  مثل اليابان وأمريكا وإسرائيل وبعض دول أوروبا تحتكر بذوره، وتبيعها بأرقام فلكية تتراوح من 8 إلى 10 جنيهات للبذرة الواحدة، وقد تكون البذرة ضعيفة ولا تنبت ما هو متوقع منها.

 

وأضاف سليمان عمران، أن البطيخ الأصفر بدون بذر بدأ ينتشر بشكل كبير في العالم وكذلك البطيخ الأحمر بدون بذور أيضا بجانب البطيخ صغير الحجم، لافتا إلى أنه تعمق في دراسته وبالفعل حصل على الدكتوراه في البطيخ اللا بذرى عام 2003.

 

وحول المساحات المزروعة بالطيخ الأصفر والأحمر بدون بذور أشار إلى أنها تتراوح من 300 إلى 500 فدان في كل صنف، حيث إنها زراعات تعاقدية بمعنى لا يزرعه الفلاح الا بالتعاقد معه من خلال الشركات المصدرة أولا حتى يضمن ربحيته وابلاقى من التصدير يتم تسويقه محليا، موضحا إنه مجدى جدا في التصدير وافضل من البطيخ الأحمر ببذر في السعر .

 

وكشف سليمان عمران  إنه يمتلك "النو هاو" وإمكانية إنتاج بذور البطيخ الأصفر والاحمر مما يساهم في التوسع في زراعته في مختلف المحافظات للتصدير حيث يمكن زراعته في الأجواء المصرية، لافتا إلى أنه من المهم زراعة بطيخ بذر بجواره لعملية التلقيح وحتى تكون الإنتاجية مناسبة .

 

وأوضح أن المصريين حتى الان يفضلون البطيخ العادى لعدم اعتيادهم على البطيخ الأصفر، رغم جمال طعمه وكثرة فوائده، لكن من المتوقع ان يحظى بقبول خلال السنوات المقبلة.

 

 يشار إنه في إطار سعى مصر للتوسع في زراعته أكد تقرير لمعهد بحوث البساتين، يتعلق بالمحصلة النهائية للمرحلة الأولى من المشروع الوطنى لإنتاج تقاوى محاصيل الخضر والتى تم تمويلها بالكامل ذاتيا عن طريق الوحدة البحثية الإنتاجية الإرشادية للمعهد، أنه تم البدء فى استعادة إنتاج تقاوى الأصناف والهجن المسجلة منها هجين البطيخ الأحمر (كنوز1) وهجين البطيخ الأصفر (كنارى 2) وهجين البطيخ الأصفر (كنارى 6).

 

وسبق أن كشف الدكتور رضا شبراوى أستاذ البطيخ بمعهد بحوث البساتين لـ"اليوم السابع" أن البطيخ الاصفر غير سائد في مصر، رابطا ذلك بذوق المستهلك وبالتالي لا يوجد إقبال عليه من المصرين عكس البطيخ الأحمر.

 

وأضاف أنه لا توجد مشكلة في زراعته بمصر سواء للاستهلاك المحلى، أو للتصدير إن أمكن ذلك، حيث إن المناخ عامة والتربة ملاءمة تماما لزراعته ، موضحا أنه يمكن الاستفادة من مشروع المليون ونصف المليون فدان في زراعته، بحيث يتم تخصيص تلك الزراعات للتصدير؛ مما يوفر العملة الصعبة ويضيف للصادرات الزراعية.

 

 وبحسب المعلومات المعروفة فإن البطيخ له الكثير من الفوائد الغذائية وكانت نشأته  في أفريقيا، ومنها  انتشرت زراعة البطيخ في وادي النيل منذ القرن الثاني قبل الميلاد ووجدت بعض بذور البطيخ في مقبرة توت عنخ آمون.

 

وفي القرن السابع كان البطيخ يزرع في الهند ومع حلول القرن العاشر الميلادي انتقل البطيخ إلى الصين التي تعد حاليا أكبر الدول زراعة واستهلاكا للبطيخ.

 

وقدم العرب البطيخ إلى أوروبا عن طريق الأندلس حيث توجد آثار لزراعته في قرطبة في عام 961، وفي إشبيليه في عام 1158، وبدأ البطيخ يظهر في كتب الطبخ الأوروبية بداية من القرن السابع عشر وكان يزرع في الحدائق الأوروبية خلال هذه القرن ولم يحد من انتشاره في أوروبا إلا حاجة النبات إلى صيف حار وجاف وهو ما لا يتوافر في دول وسط وشمال أوروبا.

 

وحملت تجارة العبيد من أفريقيا نباتات البطيخ معها إلى العالم الجديد وزرعه الإسبان في فلوريدا في عام 1576، ثم انتقل إلى دول أميركا اللاتينية في القرن السابع عشر.

 

 كما قدم المستكشفون الإنجليز من أمثال الكابتن جيمس كوك البطيخ إلى هاواي وجزر المحيط الهادي.

 

 ووفقاً لموقع organic facts ، فإن  طعم البطيخ الأصفر أحلى قليلاً من الأحمر ، ويحتوي البطيخ الأصفر على العديد من الخصائص الغذائية مثل البطيخ الأحمر العادي ،  مثل مستويات عالية من فيتامين A وفيتامين C ، ويحتوى الكوب الواحد من البطيخ الأصفر  على أقل من 50 سعرة حرارية، وكذلك كميات معتدلة من البوتاسيوم والصوديوم.

 

وفي حين أن البطيخ الأحمر غني بالليكوبين، إلا أن البطيخ ذو اللون الأصفر غني بالبيتا كاروتين، وهو مضادات الأكسدة القوية للغاية.