محمد أبوقمر
الحوار إللي دار مع طالبة الآداب بسبب فستانها مش مجرد تنمر ، التنمر هو شوية بواخة وسآلة ونطاعة وتباته ورزالة ، ودي حاجات ممكن مواجهتها بعدم المبالاة ويعدي الأمر ، لكن إللي حصل مع الطالبة هو في الحقيقة كما يلي :
 
1- عدوان صارخ علي الحرية الشخصية لمواطنة لم ترتكب جرما.
2- بث الرعب في قلب مواطنة بريئة بوضعها في موقف المتهمة.
3- الإيحاء للطالبة بأنها كافرة علي اعتبار أن شكل الزي هو الذي يحدد عقيدتها.
 
4- الإيحاء لجميع الطلاب الذين شاهدوا الواقعة بأن هذه الطالبة تنتمي لعائلة متفسخة تسمح  بتعري بناتها.
 
5- الحوار الذي دار مع الطالبة حول فستانها يدل علي أن في مصر دولة داخل الدولة هي التي تدير شئون المجتمع وهي التي تحدد شكل زي المواطنين وكيف يدخلون الحمام وكيف يعاملون أولادهم فضلا عن كيفية الزواج والطلاق وكيفية العلاقة بين الرجل والمرأة وما إلي ذلك مما يشاع من قيود حول تصرفات المرأة ووضعها وسلوكياتها.
 
الأمر الأخطر من ذلك كله هو أن هذه الأمور تتطور وتتضخم وتستفحل هذه الأيام حتي صارت البنت المصرية تحت المجهر يجري مراقبة تصرفاتها في العمل وفي المدارس وفي الجامعات وفي الشارع وفي وسائل المواصلات إلي درجة أن بعض الشباب حين تصادفهم فتاة يافعة يتراهنون علي ما إذا كانت ترتدي قطع داخلية تحت ملابسها أم لا.
 
في بلادي دولة داخل الدولة تفرض ما شاء لها من قيود علي المرأة وتتسلط عليها وتحاسبها وترغمها علي الانصياع لأحكامها وإلا تم انتهاك حريتها الشخصية وأجيز التحرش بها ومطاردتها وإرعابها ، ومع ذلك فهي لا تسلم ، ناهيك إذا عبرت عن نفسها بالدلال التلقائي الطبيعي الذي يميزها عن خشونة الرجل.
 
ما حدث مع هذه الفتاة ليس مجرد تنمرا ولا هو تحرشا ولا مجرد رزالة لبعض الساقطين إنسانيا ، وإنما هو ممارسة سلطة لدولة داخل الدولة اكتسبت منذ جريمة الصحوة حق السيطرة الكاملة علي شئون المجتمع المصري.